القواسم المشتركة بين الوهابية التكفيرية والصهيونية

 

هم شعب الله المختار , وهم السلالة السامية النقية , وهم دين الله وأبناء الله وأحباؤه , هم لايأخذون رأي أحد في دولتهم , ولا يسألون أحدا عن أرضهم , وليس للعالم كله أن ينكر عليهم مايريدون ومايخططون , هم قدر العالم , وهم ميزان الحق وشريعتهم شريعة الله , والله عندهم كما يريدون لاكما يريد , فمشيئتهم فوق مشيئة الرب هكذا هم بنوا أسرائيل الذين أخذوا الشعارات غطاءا يخدعون بها الناس , وحرفوا المعاني بما يناسب أهوائهم , فالقدس لهم لايشاركهم بها أحد وكأن عيسى نبي الله لم يأتي لتصحيح أنحرافات بني أسرائيل عن التوراة وما جاء فيها من تشريع لآن التوراة معناها " الشريعة " وكأنه لم يكن مبشرا برسول يأتي من بعده هو نبي ألاسلام وخاتم ألانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الذي هو في السماء " أحمد " وفي ألارض محمود وطه وياسين ومحمد .
من هذه المغالطات التي يعتقد بها اليهود ويصرون عليها ظهرت الصهيونية الحديثة على يد هرتزل في نهاية القرن التاسع عشر بوصاياها التي تلقفها البريطانيون بشخص وزير خارجيتهم " بلفور " وأصدروا وعدا لليهود بأرض فلسطين ثم عملوا تدريجيا على تشريد الفلسطينيين وتوطين اليهود الذين سارعوا الى أبادة البشر وهم سكان فلسطين فكانت مذبحة دير ياسين وغيرها , ثم دمروا الحجر فكانت المساجد ألاسلامية في فلسطين تحول الى زرائب أذا لم تهدم بأيديهم وهي بيوت الله , كل هذا حدث في صمت ألانظمة العربية التي رسمت خريطتها " سايكس بيكو " فلم يجرؤ ملك ولا أمير على أستنكار ذلك , وحتى يغطوا على عيوبهم راحوا يتكلمون عن الواقعية  تبريرا لذلهم وخيانتهم وتمسكهم بعروشهم التي ستكون يوما وبالا عليهم وأثرا بعد عين .
فالصهيونية  : عصبية عنصرية , وغطرسة وتجبر مارست القتل , والتحريف والسعي لتجفيف كل مايخالفها , وألاصرار على جعل العالم في قبضتها ماليا وأقتصاديا وصناعيا وسياسيا وعسكريا , وحتى تحقق ذلك سعت لآنقسام الكنيسة فحصلت على كنيسة مسيحية متطرفة متصهينة فكانت التوراتية ثقافة القيادة ألامريكية والبريطانية والفرنسية , ونتيجة لذلك خيبت ظن المسيحيين الذين كانوا يظنون أن ألاوربيين لهم وأمريكا ترعاهم وفرنسا أمهم , وأذا بهم يجدون أنفسهم يقتلون بيد الوهابية التكفيرية ويهجرون ويخطفون ولا تحرك أمريكا وبريطانيا وفرنسا ساكنا حتى علم الكثير منهم أنهم كانوا في سراب ووهم , وأكتشفوا أن الصهيونية تتعاطف مع الوهابية التكفيرية ومجاميعها المسلحة وتفتح لهم حدودها من جهة الجولان السوري ومن جهة شبعا وجبل الشيخ لاستقبال جرحى العصابات التكفيرية التي عاثت فسادا ودمارا وخرابا في سورية فهي تنبش قبور الصحابة , وتفجر أضرحة ألاولياء والصالحين , وتستميت في سبيل الهجوم على مقام السيدة زينب بنت ألامام علي بن أبي طالب عليهما السلام حتى رأينا بعض الكتاب يعلن شماتته بما يحدث للمقام جهلا , وشاهدنا فضائيات تشوه الحقائق وتناصر ألارهاب التكفيري , وسمعنا خطباء موتورين يحرضون على الفتنة , ويعتبرون مايقوم به التكفيريون جهادا وأعلاءا لكلمة الله , ولهذا سمع الناس وشاهدوا عبر الفضائيات والفيديو كيف يذبح الناس مع تعالى كلمات " الله أكبر " ويقتل الناس بأسم " الله أكبر " ويحرق الناس بأسم " الله أكبر " وتدمر مصالح المسلمين ومصانعهم ومنتجاتهم الزراعية بأسم " الله أكبر " حتى أخذ الناس في أقطار الكرة ألارضية أنطباعا عن كلمة " الله أكبر " وكأنها شعار للموت والدمار وفناء الحياة , وكلمة " الله أكبر " نزلت من السماء ورددها رسول الله "ص" أمانا للناس وحصنا للحقوق وصونا للكرامات , ومنطلقا للحرية , ومثلما جعلت الصهيونة كلمة " الله " أرثا لهم دون غيرهم من خلق الله , كذلك دأب التكفيريون ألارهابيون الوهابيون على ألاستئثار بكل شيئ أسلامي زورا وبهتانا , وحولوا المفاهيم الى تأويلات خرافية هي عين البدعة التي عابوها على غيرهم ذلك لآن أمرائهم جهلة , وفقهائهم مرضى عقول وضمائر وممدوهم بالمال طائفيون لايختزنون ألا الحقد والكراهية , والمستعملون لهم كأدوات هم توراتيون متحرفون يعبدون الله على حرف , فالمتفجرات والمفخخات والعبوات الناسفة ألاحزمة الناسفة والكواتم هي تعبير عن ثقافة غير أسلامية والذي يجري في العراق هو أنحراف عن كل المعايير ألاخلاقية والشرعية والوطنية  , وأذا لم يلتفت سياسيو ومثقفو العراق الى مايجري في بلدهم من خراب وتفتت فأنهم سيوفرون مزيدا من القواسم المشتركة للصهيونية والوهابية التكفيرية للمضي في مسلسل النوايا التوراتية التي لاتترك لآنسان العراق والمنطقة فرصة ألاستقرار والعيش الكريم وليعلم العراقيون أن كل أرائهم وأجتهاداتهم التي تخلط مابين الفتنة والعنصرية والطائفية هي التي تأخذهم الى مزيد من الضعف والوهن حد التلاشي , فعليهم أيقاف جميع المراهنات وأبقاء رهان " الوطن وألانسان "  فالصهيونية ألغائية للاخر والوهابية التكفيرية ألغائية للآخر وهذه أهم القواسم المشتركة  وسيكون التكفيريون ألارهابيون حطب نار الفتنة والمخطط الصهيوني التوراتي الذي يمسك بمفردات اللعبة التي تقضي على الجميع بما فيها ألادوات والتكفيريون ألارهابيون هم أداة غبية طائشة أستعراضية راحلة , وليست تمتلك أنتاجية باقية لآنها تراهن على البغي والباغي مصروع .