الشاهبندر.. ورصاصة الرحمة !

 

الفأر يهرب بأتجاه معاكس لسريان الماء عند حصول الفيضانات؛ بعض المخلوقات يُستدل من تصرفاتها على حدوث العواصف أو الهزات الأرضية..ثمة فصائل من البشر تمتلك مقومات قراءة الصحراء وطرقها, آخرون تمرّسوا بقراءة طالع الزعماء, فما أن تُنخر سفينة ذلك الزعيم, يقفزون قبل وقوع القدر المحتوم (الغرق)..! 
عزة الشاهبندر, قفز قبل عدة أعوام من مركب إياد علاوي الذي ركسَّ في بحرٍ من الضياع, وصار في مركب آخر, ويبدو إنه مغرم بمراكب النجوم!..في تسريب عن الرجل, يكشف نيته الإنضواء تحت راية الإئتلاف العراقي الموحد قبل سقوط (عراقية) علاوي, لكن هناك فيتو ضده حيث قال:"جلال الصغير لا يقبلني في الإئتلاف".. فعاقبة الجهاد ليالٍ حمراء, ليس المهم معرفة عاقبته؛ إنما الإستدلال من قراره الأخير على : ماذا سيحصل؟. 
الشاهبندر يوالي من يسكن الخضراء, وهو خبيرٌ في (علم الكرسي), ويعرف من سيكون ماذا يجري, لذا أجلَّ القفز من مركب (دولة القانون), فثمة أمل بترقيعهِ قبل اليأس..لاريب إن زيارة السيد المالكي للولايات المتحدة (البحث عن التجديد), كانت فاشلة ولم تحقق مبتغاها, ولا دليل أكبر من قطع الزيارة قبل إتمامها..التقارب الإيراني-الأمريكي, لم يغب عن بال الرئيس, فأراد أستثمار الدعم الإيراني لتوليته ثالثة, ومن خلال الباب الإيراني, يحصل على دعم أمريكي. فأتجهت طائرة الرئيس  صوب الشرق بعد الرحلة الشاقة إلى الغرب, وله في كل إنتخابات زيارة لذاتِ الدولتين.
في مطار طهران الدولي, بان نصف الحكاية, فلم يجد رأس السلطة التنفيذية في العراق, من يوازيه لإستقباله, وكان وزير الطاقة الإيراني هو المرحب بالضيف..البروتكول (العراقي-الإيراني) مبني على إستقبال الرؤوساء في المطار!..التسريبات التي بدأت أثناء تواجد المالكي في طهران, تؤكد على "رفض فكرة التجديد له", فيما واجه تقريعاً شديداً على سوء إدارته, ولعل هذا الرفض يعكس النوايا الإيرانية التي تتجه نحو إزالة عوامل التشنج الطائفي في المنطقة, سيما إن النظام السعودي يمر في حالة تنفس إصطناعي بمستشفيات (تل أبيب), ويبدو إن السيد المالكي يعد أحد تلك العوامل في نظر الإيرانيين.
إقتلاع مصدر الأزمة في العراق يعد ممكناً ويسيراً, فالإنتخابات لا يمكن أن تفرز كتلة قاردة على تشكيل حكومة دون توافقات وتحالفات مستقبلية, لذا فأن النائب الشاهبندر أدرك تماماً حتمية زوال السيد المالكي بعد نيسان المقبل, فالساحة العراقية مصرّة على التغيير, ولا إسناد دولي أو إقليمي لشخص الرئيس. 
من طهران, تم الإجهاز على حلم الزعامة المرتكز على ولاية ثالثة, بأن أطلق القادة الإيرانيون رصاصة الرحمة على ذلك الحلم..!