أيها الكتاب لاتتسرعوا بمديح المسؤولين

 

في دولة فاشلة وحكومة محاصصة ضيعت موازين الجودة وجعلت ألاداء محصورا بالواسطة والرشاوى مع غياب شبه مطلق للرقابة مما جعل ألاستبداد بالعناوين فرصة مرضى النفوس والضمائر الذين يبحثون عن مصفقين , ويغدقون على المتزلفين بما ليس لهم سترا لعيبوهم وتغطية لمثالبهم غير أبهين بمايعانيه المواطنون , وما وصلت اليه سمعة العراق من تدني معيب وتراجع يزداد يوما بعد يوم في الميزان السياسي ولا سيما الدبلوماسي حيث يقوم سفير بسرقة أموال علاج الجرحى الذين تعرضوا لآعتداءات أرهابية كما صرح علنا أحد المنتسبين المصابين من على قناة السومرية ولاندري ماهي مواقف المسؤولين ,  وتدهور أمني ليس له مثيل في بلد تنتشر فيه السيطرات على طريقة أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه , أشداء على المواطنين عاجزين تجاه صعاليك ألارهابيين من فاقدي الرجولة وألايمان لآنهم يعانون من تخدير عقلي وشلل روحي لايشاركهم في هذه الصفة ألا من أصبح مسؤولا بالصدفة التي تصل حد ألاعجوبة فمن كان يعتاش من مسك كلاب زبائن المطاعم في بعض الدول ألاوربية طمعا في بضعة دولارات يوميا كيف يصبح مسؤولا ويجد من يمدحه ويثني عليه أستسهالا للمديح ورخصا في الثناء وحالنا المزري يستنكر المادح والممدوح ويحتاج الكلام فوق السطوح وعلى المكشوف لا أن نجامل هذا ونمدح ذاك على عمل لايرقى الى المواقف ألاستثنائية وأنما هو موقف عادي وضيل من واجبات من أعطوا المكاتب فأنتفخوا بها وأخذوا ألامتيازات قبل أن يقدموا شيئا , ونحن نعجب كيف تنطلي على بعض كتابنا ردود من هذا المسؤول أو من ذاك لمجرد جوابهم المبتسر والذي لايعبر عن محتوى حقيقي للعقد الوثائقي بين المواطن والمسؤول والذي نص عليه الدستور , ولو علم هؤلاء الكتاب كم أرتكب ممدوحهم من مخالفات دستورية , وكم أقترف من أثم وتجاوزات لحقوق الموظفين والمواطنين لندموا على كل كلمة وكل حرف ساقوه في مديح من لايتحقون المديح , بل هم ممن يجب أن يحاسب ويعاقب وتسترد منه ألالقاب وألامتيازات ليكون عبرة لغيره  من الذين أسسوا لخراب العراق بعد موجة ألاحتلال العدواني الظالم والذين أشاعوا بتعمد الخلل في كل شيئ , فخلل أخلاقي  وخلل تجاري ينسف علوم التغذية والبيئة , والصحة , ويعطل القوانين , وبؤس تربوي لايعرف متى يعين عامل الحراسة والنظافة ومتى يعين المعلم والمدرس , ومتى يستبدل غرف الطين لبعض طلابنا في الريف , ومتى يلغي الهدر المالي للحكومة المتمثل بالسيارات وكارتات الموبايل التي تعطى جزافا الى كل رئيس قسم أو رئيس شعبة في كافة الدوائر العراقية مما يفتح بابا للفساد وبعثرة مال الشعب العراقي ليظل الفقير فقيرا , والمريض يزداد مرضى , ومن لايملك منزلا يحفظ أدميته , ومن لايمتلك عملا يعيل به نفسه وعياله , مما يجعل مشروع ألارهاب مفتوحا على ألاغراءات التي تصطاد من حرم العيش الكريم , كل هذا يحدث في عراقنا بسبب المسؤول الفاسد , فلا تتسرعوا بمدح المسؤولين , وما سمعناه وقرأناه لبعضهم لايستحق أن ينشر .