أتذكر أستاذي في المدرسة الثانوية، وعبارته الشهيرة التي كان يرددها على مسامعنا دائماً ويكثر من قولها قبيل كل اختبار بذلك الصوت الجهوري "في الامتحان يُكرم المرء أو يهان". ولعل الذي ذكرني بها، اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وقيام بعض الكتل والأحزاب السياسية وشخصيات، تطمح لتحقيق مكاسب انتخابية بمساعي متأخرة ووعود كاذبة تحاول بها اللعب على عواطف المواطنين . أكثر ما لفت انتباهي هي تلك التحركات المكوكية والزيارات المتلاحقة للسيد المالكي، وحلفاءه السياسيين لدول فاعلة بالملف العراقي، كان المعلن منها والأبرز زيارة الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، محاولة منه لكسب الدعم والتأييد لولاية ثالثة، يطمح بالوصول لها عن طريق الوعود والإغراءات وتقديم التنازلات ان اضطر الى ذلك . وفي حالة قل نظيرها على مستوى السياسة الدولي أتفق الجانب الأمريكي والإيراني بوجهات النظر، وخرجوا برأي أن تجديد الولاية للسيد المالكي أمر لا جدوى منه، وضرورة تغيير الوجوه والإستراتيجية بات أمراً ملحاً يتطلبه الوضع العراقي الراهن. فمن سياق زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة والمواقف التي جوبه منها والتسريبات الإعلامية، التي تعمد البيت الأبيض إيصالها للإعلام، ظهر جلياً الرفض الأمريكي لسياسة المالكي، وتحميله مسؤولية القصور في التعاون مع شركاءه السياسيين، وافتعاله الأزمات، واتخاذه ذريعة المؤامرات منهج وأسلوب لقيادة العراق، مما خلق حالة تراجع امني وعودة القاعدة والمجاميع المسلحة لشوارع المدن العراقية، وتضيع فرصة الاستقرار الأمني الذي تحقق قبيل الانسحاب الأمريكي من العراق، يضاف لذلك الوضع الخدمي المتردي. فيما الجانب الإيراني كان يرفض ذلك، لرؤيته ان الولاية الحالية اعتمدت منهج بناء عرشها على سياسة تفتيت التحالف الشيعي، وطعن الحلفاء في التحالف كمحاولة لإسقاطهم، لإبعادهم عن التنافس على السلطة، متناسياً الدور المحوري الذي يلعبه العراق في الساحة الشيعية وأهمية تقوية تحالفه . وهنا السؤال يُطرح على السيد المالكي وهو يستعد للانتخابات البرلمانية، ويسعى من خلالها لتجديد الولاية، ماذا حققت في ولايتك الحالية في مجال الأمن الذي بدأ يتراجع يوماً بعد يوم وتزداد سطوة الجماعات المسلحة؟ وكيف أصبحت الخدمات متدهورة وسيئة وشاهدها ما يعانيه المواطن في كل موسم شتاء؟ وهل مجال الرعاية الصحية هو بالمستوى الذي يتناسب مع الميزانية الانفجارية التي تتفاخرون بها ؟ ولا يفوتنا ذكر انجاز العودة الظافرة للبعث، وتربع رجالاته وسطوتهم على ربوع بلادنا ومؤسساتنا وتحول الرفيق المبجل، برعاية وحماية شعارات المصالحة الوطنية والتعايش السلمي، الى مسؤولاً وقائداً متحكماً بالأمور وبأنفاسهم العدوانية. دولة الرئيس "اذا رأيت الحاكم على باب العالم فنعم العالم ونعم الحاكم" مقولة لم تجد طريقها للتطبيق بعد ان أغلقت المرجعية الدينية أبوابها أمامكم، ليس لعداء او مصلحة شخصية معكم، انما لفشل وإخفاق في إدارتكم لأمور العباد والبلاد، لذا فمن الأجدر قبل ان تتحركوا خارج البلاد، أن تلبوا طلبات مراجعكم التي تصب في تقديم واجباتكم لأبناء شعبكم. أن ابلغ درس نتعلمه في عالم السياسة، أن نكون مثابرين جادين في أداء الواجبات، لا متقاعسين متكاسلين ننتظر العون من الآخرين، لنجني أعلى الدرجات ونُكرم في الخاتمات، ليكون النجاح حليفنا وتتحقق خدمة الوطن والمواطن شعار وتطبيق.
|