هكذا يعيش أطفالنا في طوزخورماتو..!!

 

 

 

 

 

 

العراق تايمز ــ كتب مهدي سعدون مختار اوغلو: بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان والذي يصادف في ١٠ ديسمبر (كانون الاول) سنويا ، وبهذه المناسبة أود ان أروي لكم قصة حقيقة وواقعية حدتث في طوزخورماتو المنكوبة وهي تعكس واقع حقوق الانسان فيها وخصوصا واقع الأطفال بعيدا عن المبالغة والإطالة ، اهديها الى أصحاب الضمائر الحية والى المهتمين في حقوق الانسان بمختلف مؤسساتها الحكومية وغير الحكومية والى الشعب العراقي لكي اذكر الجميع بان في العراق مدينة منكوبة مهجورة مظلومة اسمها (طوزخورماتو )..!

قصة لأطفال لم يتجاوز أعمارهم عن ١٢ سنة وهم أقرباء ويحملون أحلاما وآمالا وطموحات للمستقبل وهم بإعمار الزهور !   

الطفلان (مَلك مهدي و حسين مهدي ) أخت وأخوها في الثاني الابتدائي من المدرسة ، طلبا من أبيهما أن يذهبا ويبيتا عند ابن خالتهما (هاني أصغر كمال) كي يواسياه باستشهاد والده نتيجة الانفجار الإرهابي الذي أودى بحياة والده.

الطفل (اصغر) بدون أب وهو بحاجة الى الحنان واللطف ، وبحاجة الى اشخاص ان يواسيه ويبقى عنده كي ينسيه ألم فراق والده قدر المستطاع.  لذلك أصرّا الاخوان على المبيت عند ابن خالتهما وقرروا الذهاب في اليوم الثاني إلى المدرسة سوية..!!

فوافق الأب على هذا الطلب منهم شفقا لحالة ( أصغر) بسبب وضعه النفسي المنهار! 

فقضوا تلك الليلة بين الدراسة والضحك وناموا في فراش واحد..!!! 

وكأنما يشاء الله ان تكون هذه الليلة هي ليلتهم الأخيرة..!!

في الصباح الباكر من اليوم الثاني انفجر سيارة مفخخة محملة الأطنان من المواد المتفجرة في محلة ( أورطة التركمانية ) وهو بقرب بيت الطفل (اصغر) مما ادى الى هدم وأضرار العشرات من البيوت التركمان حولي الانفجار وكان من ضمنهم بيت الطفل (اصغر) فحينها فارقوا الحياة سوية وهدمت البيت على رؤوسهم وهم نيام !!!

فجاؤوا اهالي المدينة والمنقدين لإخراج الأطفال من تحت الأنقاض فوجدوا (ملك ) وتحت وسادتها كتب المدرسة الملطخة بدمائها وكأنها نائمة في عز نومها ، واما (حسين و اصغر ) وجدوهم نائمين سوية وقد اختلط دمهما ببعضها..!!

 فدفنوا سوية ودفن معهم أحلامهم وطموحاتهم وهم لم يروا من الحياة شيئاً سوى العنف والتفجير والقلق والحصار والتهجير والخطف وأصوات السلاح ووووو..! 

أيها الشرفاء ويا من يمتلكون الإرادة والتغيير والغيرة هذه هي واقعنا المأساوي في طوزخورماتو التركمانية يا ترى ألمن يحن الوقت للإسعاف وإنقاذ هؤلاء المظلومين التركمان من يد الارهاب الحاقد..! 

وأين وزارة حقوق الانسان العراقية والمفوضية السامية لحقوق الانسان في العراق ؟

وأين تلك المنظمات المحلية والدولية التي تتدعي بحقوق الانسان في داخل العراق وخارجه ؟!

يا ترى ألم نسجل الرقم القياسي بعدد الشهداء والجرحى في هذه المدينة بالعدد (٤٠٠٠ آلاف) بين شهيد وجريح خلال السنوات الاخيرة..! 

ويبقى السؤال للجميع ومن ضمنهم القارئ (( لماذا السكوت على الإبادة الجماعية للتركمان في طوزخوماتو المنكوبة ..!!؟ )). 

 

مهدي سعدون مختاواغلو 

طوزخورماتو المنكوبة