مكتبة الصباح

 

 

 

 

 

 

غادرت العراق منذ وقت طويل و حتى زيارتي القصيرة و المتعددة له تكون سريعة و خاطفة و ذات أجواء مشحونة حالي كحال جزء كبير من العراقيين ، و الغربة أصبحت جزء من كياني لا يمكن أن استغني عنها بتاتا و لكن كل إنسان هناك أماكن تكون مخزنة في عقله يرفض إلغائها و على الأخص أن كانت من أيام الطفولة و من هذه الأماكن ""مكتبة الصباح"" الموجودة في شارع عمر بن عبد العزيز في الأعظمية في عاصمتنا الحبيبة بغداد .

لا أعرف ماذا حل بهذه المكتبة في هذه السنوات العجاف التي مرت على هذا الوطن المسكين المبتلى هل ما زالت هذه المكتبة العريقة الغالية على قلبي باقية أم دمرت جراء انتحاري أو سيارة مفخخة أم انضمت لبقية المكتبات القديمة في العاصمة بغداد التي تحولت بقدرة قادر إلى محل للمواد الغذائية أو مطعم ""فلافل"" ..!!

مكتبة الصباح مكتبة قديمة و عريقة و عدد كبير من الأدباء و المثقفين كتبوا عنها و كانوا من روادها و منهم عبد السلام محمد عارف و خالد الشواف و عبد الرحمن البزاز و اسماعيل الشيخلي و خالد الرحال و عطا صبري و عبد العزيز العقيلي و محمد بسيم الذويب و بحثت عنها في شبكة الانترنيت عسى أن أجد معلومات دسمة من هنا و هناك تشبع فضولي فوجدت بعض التعليقات و الردود المتواضعة عنها التي تعتبر كرؤوس أقلام ليس إلا .

في طفولتي كنت أذهب لهذه المكتبة مرتين أسبوعيا ، و لن أكذب عليكم و أقول أنني كنت أقراء و اقتني كتب عمالقة الأدب و الثقافة و بقية العلوم بل كنت أقرا "مجلتي " و "الرجل الخارق" و مدمن على قراءتها .

عندما عدت للعراق أبان سقوط النظام السابق طلبت من أحد أصدقائي أن يأخذني إلى المكتبة و يكون رفيق دربي و لكنه أعتذر بل و حذرني بعد الذهاب هناك بسبب الظروف الأمنية للأسف كنت أرغب فقط في رؤية المكتبة و لو لخمس دقائق و معرفة ماذا حل بها و لكن " تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"..؟؟

أتمنى أن كانت ""مكتبة الصباح"" موجودة ، أن لا ينسى أخواني المثقفين و الأدباء هذه المكتبة العريقة وأن يذهبوا إليها و يعيدوا البريق إليها بشرائهم للكتب و تقديم إبداعاتهم لهذه المكتبة فهي تعتبر صرح ثقافي و تاريخي لي و لغيري