وقعت كركوك ، مرة أخرى تحت وابل نيران الارهاب و الكراهية والقتل الحرام ، ولفّتها كتل دخان الحقد العروبي والعنصري والاصولي الحاقد..وتراهم فقط الفتية الكوردستانيّون من يقدمون الروح فداء لسلام وسلامة مدينة النار الازلية و معبد صلوات اناهيتا..في وقت ظل الاخرون الذين يتطابقون مع السلف الطالح في "المقامة" الكركوكية ، ساكتين عن نافورة الدم الذي تفجر من الجسد الكوردستاني برصاص احقاد قبائل الغدرمن شذاذ افاق الارهاب ، هؤلاء الساكتون المنشغلون بحسابات قيمة النفط الذي يُستخرج في كوردستان ليضيفوها على ميزانية اثمان الطائرات والاسلحة التي يشترونها من روسيا أو من أي مافيا دولية لبيع السلاح لخوض الحرب العالمية "الثالثة..!" ضد طواحين هواء دونكيشوت ، وعندما يقول لهم قائل اليس البيشمركة جزءا من القوات المسلحة الوطنية ،لماذا لا تزودونهم بالسلاح ولا تدفعون رواتبهم ،يصرخون بملء أفواههم ويقولون بأن كوردستان تبتزهم ، ومنهم من يسكت سكوت الصخور الصم ، فالمسألة لا تعنيهم ، وقد يضحكون فيما بينهم من تلك الاسئلة ، ومن هذه الطيبة الكوردية المفرطة!.
الرصاصات التي أطلقت على صدور اهل كركوك يوم الاربعاء الماضي لها قرابة مع المنطق المضلل لكل الطامعين في ثروات كوردستان بكل أشكالهم وألوانهم ، هجمة الاربعاء وما قبلها وما ستأتي تخدم السياسات التي تريد إبتلاع كركوك سواء شاء الاخرون أم ابوا .
وقد نشرت وكالة أنباء به يامنير وثيقة ، تثبت أن إستخبارات وزارة داخلية الحكومة المركزية " حسب تعريفهم" في كركوك علمت تماما بالخطة الارهابية ، وبالتفصيل الممل ، ولم يتحركوا لافشال الهجوم الارهابي ، وحتى لا نلقي التهم جزافا ، فقد يكون السبب فقط الاهمال ، ولكن قد يكون إخفاء الرسالة متقصدا وعن عمد ، وفي الحالتين يجب أن يكون هناك حساب مع من تسلم الرسالة ، ولم يعمل شيئا ، فهل هناك أي حساب؟
في رأيي الشخصي البحت كركوك واقعة في فم عواصف من الاحقاد التاريخية والاطماع التي لا حدود لها ، 68 عاما ولم يشبعوا ويريدون نفط "طق طق " و "زاخو" و" سرسنك" أيضا . يتسلم الكوردستانيّون منذ تأسيس الدولة العراقية أشدّ الرسائل صرامة و شراسة ووقاحة حول مصير وانتماء كركوك ، وكل تلك الرسائل كان مصيرها مزبلة التاريخ ، ولم يعرها الكورد أي إهتمام ، لأنه لا يمكن أن يكون للسارق رسالة ، او أن يكون هناك استسلام لمنطق السرقة والبلطجة والفرهدة..وهجمة الاربعاء كانت هي الاخرى رسالة من تلك الانواع المتهرئة من الرسائل..وأشهر تلك الرسائل كانت عندما أراد النظام الدكتاتوري السابق خدع القيادة الكوردية بمنطق الادارة المشتركة لكركوك لكن القائد الخالد مصطفى البارزاني رفضها تماما ، وفضل الحرب على الاستسلام لمنطق الحرامية. كركوك لن تكون آمنة دون العودة إلى محيطها وبيئتها وجغرافيتها وروحها الكوردستانية ، وحدهم الكوردستانيون يستطيعون قطع يد الارهاب المجرم ، وحماية أهل كركوك بمختلف قومياتهم ومعتقداتهم الدينية، ونظرة فاحصة إلى أفلام الفيديو التي تظهر إندفاع القوات الكوردستانية في التصدي للارهابيين في كركوك ، والبسالة ، التي اظهروها ، والشجاعة التي ترجموها إلى فعل صريح وواضح ، أقول هذه النظرة تؤكد أن اهل كوردستان فقط هم الذين يرخصون الدم والغالي في سبيل صون حرمة الارض الكوردستانية في كركوك ، عشرة شهداء وحوالي المائة جريح ..لكنهم منعوا وببسالة نادرة من أن يكون للارهاب المجرم حتى موقع قدم على ارض كركوك ..
إنهم رجال كوردستان وبيشمركتها الابطال تحت أي مسمى يكونون.. والان وبعد كل ما حدث ، سيكون مهما جدا أن يكون هناك جهد سياسي كوردستاني مؤثر من أجل أن يكون للبيشمركة وجود فعلي داخل المدينة ، حتى لا يستطيع الارهابيون الاستفادة من عامل الوقت حتى وصول القوات لتنفيذ مآربهم الدنيئة ، ومن حق اهلنا الكورد في كركوك وابناء القوميات الاخرى أن يعيشوا بأمان وسلام ، فإذا كانت بغداد لاحول لها ولا قوة ، فعند الكوردستانيين وكما أثبتوا كل القوة والحول لفقأ عيون الارهاب.
|