اتساءل احيانا كيف تنحصر الشعوب و الأوطان و الحكايات و الأساطير العظيمه في اجمل صورها الخالده في عاشقين اثنين لا مثيل لهما!!
و ربما لانهما يختزلان في هذا الحب كل أوجاع هذا العالم و معاناة الحائرين و كل تساؤلات فلسفة الوجود القديمه و طلاسم العشق الصوفي المقدس!!
و ربما لانهما اختصار للمسافات الكونية في ان تتلاشى قوانين الطبيعة عندما تنحصر الافلاك في مسافة لا تتجاوز الانفاس من الصدور!!
و ربما لانهما اعلا درجات الحضور و التواجد في لعبة الرحيل و البقاء و الفناء و الوجود و العدم !!
و ربما لأنهما بقايا من صور التكرار المربك للموت و الحياة يوميا في منحنيات دروب الواقع تحت أنظار الإله المتعالي !!
و ربما لانهما انعكاس صرخات المحاربين تحت طعنات رماح الجنود في ساحات الموت الاعمى، و انعكاس البراءة و الكمال الاعلى في سلام ترسمه عينا طفل يولد الان و لمسة اصابع رضيع بين احضان ام رحوم !!!
و ربما لأنهما ارتداد بالضد لكل القواعد و الاحكام و الشروط و القوانين و الضوابط و الثابت الممل , عدو كالبرق بلا توقف و قفز على كل حواجز اللغة و تعريفاتها و كل اشكال الهجاء نحو لغة أعظم و أجمل من الكلمات !!
و ربما لانهما اوجاع تماطل الثواني و الايام فتصبح الدقائق سنيناً و الليالي عقوداً تشيب الرؤوس في صباحاتها المتكسره!!
و ربما لانهما يرسمان تناقضات الالوان المتناثرة بين نسيم ازهار ربيعي على وجه بحر تعدو على سواحله الرملية اقدام صيف تحت اشجار خريف أصفرّ و إحمرّ و إرتعشت أغصانه لتضحي بورقِها بين احضان شتاء جليدي يتعرى بلا رحمه !!
|