المثقف العراقي ودوره في تقويم السياسي

 

مما لاشك فيه ان المثقف بكل ابعاده هو الانسان المستوعب لطبيعة المجتمع بكل خباياها وهو الملم بكل ابعاد السياسة ، ولديه الرؤيا الكاملة لتشخيص الاخطاء والعيوب وعليه تقع مسئولية كبيرة في كشف الاخطاء وايجاد الحلول بعيدا عن النقد من اجل النقد كما يحصل بين السياسيين ولذلك فما اقدم علية الاديب البصري الكبيركاظم الحجاج من نقد لبعض الممارسات الخاطئة لبعض السياسيين قبل سنتين يعد غضبا واستنكارا واضحا لما وصلت اليه الخدمات المقدمة الى المواطن الى اسوأ مستوى ,وهي في نفس الوقت رسالة الى كل المثقفين العراقيين تحثهم على اخذ دورهم المرتجى منهم في تقويم مسار العملية السياسية وتنبيه السياسي عن الامور التي لايجيد الخوض فيها ,وان لايكون الحل للتعبير عن الاستياء من خلال الانزواء في المنازل بل اختيار طريق المواجهة السلمية المتمثلة بالندوات وكتابة المقالات النقدية الهادفة وحث الطبقة المثقفة على اخذ دورها في نقل معاناة الشعب؟ تجربة العشر سنوات الماضية اثبتت ان السياسي غير قادر على تشخيص العلل والامراض التي تاكل بجسد الدولة لان الغالبية من السياسيين يفضلون العمل المكتبي على العمل وسط الجماهير ولاندري هل مايقدمون علية من ابتعاد عن ناخبيهم خوف من الاوضاع الامنية ام تعالي وغطرسة وتمتع بملذات السلطة؟,وهنا لابد على المثقف العراقي ان ياخذ دورة الفعال في مساندة السياسي الذي يستحق المساندة واعني ذلك السياسي الذي يحترم المثقف ويعطيه حقه المعنوي اولا ومن ثم المادي,وطرق مساندة المثقف للسياسي تاتي من خلال البحث عن اسباب الازمات ووضع الحلول الناجعة لها,في العراق اليوم اكثر من 50 الف مثقف بين اديب وصحفي وفنان لو ان الجميع اشتغلو بنفس وطني واحد وابتعدو عن المجاملة لهذا الطرف اوذاك,وعدم البحث عن المنافع المادية حيث اوشر ان عدد غيرقليل من المثقفين عاد الى الاسلوب القديم مدح من لايستحق المديح والتستر على عيوب العديد من المسؤولين, ولكن هذا لايعني ان العراق خالي من المثقفين الشجعان امثال الشهداء الابطال ، عندما ياحذ المثقف العراقي دوره بشكل جدي ويضع مصلحة الشعب والوطن نصب عينيه بالتاكيد وخلال فترة زمنية وجيزة ستتحسن الاوضاع ,اليوم بات من المؤكد ان المفسدين وسراق المال العام لا يمكن وقف تطاولهم الا من خلال فضحهم عبر التحقيقات الاستقصائية والمقالات المتضمنة الادلة الدامغة على ادانتهم,دعوة الى كل مثقف عراقي يحترق دمة على بلدة وشعبة كما احترق دم الاديب الحجاج, في التصدي للانحرافات الخطيرة التي يرتكبها البعض من السياسين والتي بات تاثيرها واضحا على تقدم البلد وسعادة الشعب, ان يبادر الى عمل مايستطيع لكي يوصل رسالة الى السياسيي العراقي على الاقل يذكره كيف يخدم الشعب الذي اوصلة الى سدة الحكم وان يكون دوره ايجابيا كمثقف تنويري يضع مصلحةالبلد امام عينيه اولا واخرا..