بعض الجوانب المشرقة من حياة أمير المؤمنين / الجزء الحادي عشر..بقلم/ عبود مزهر الكرخي

 

 

 

 

 

 

 

 

غزوة حنين

بعد أن كتب الله النصر والفتح لرسوله (صلّى الله عليه وآله) حين دخل مكّة واستسلمت قريش وأذعنت له أجمعت قبيلة (هوازن) وقبيلة (ثقيف) على محاربة النبي (صلّى الله عليه وآله) والمبادرة إليه قبل أن يغزوهم ، وأعدّ لهم النبيّ العدّة لمّا سمع بذلك ، وعبّأ المسلمين الذين تجاوز عددهم اثني عشر ألفاً وخرج إليهم من مكّة .

وكان قائد المشركين هو مالك بن عوف وهو زعيم هوازن فجمع قبيلته ، واستنجد ببعض القبائل العربية الأخرى وفي طليعتها ثقيف، فعرض عليهم الأخطار الهائلة التي ستواجههم من اتّساع الإسلام ، وأنّ النبيّ سيزحف بجيوشه لاحتلالهم ، فآمن الجميع بدعوته واستجابوا لقوله ، وزحفت هوازن ومن تابعهم من القبائل لحرب النبيّ، وأوصاهم مالك بن عوف وهو القائد العامّ لجيوشهم فقال لهم : إذا رأيتموهم ـ أي المسلمين ـ فاكسروا جفون سيوفكم ، ثمّ شدّوا شدّة رجل واحد.(1)

ولمّا قربوا من موقع العدوّ صفّهم (صلّى الله عليه وآله) ووزّع الألوية والرايات على قادة الجيش وزعماء القبائل ، فأعطى عليّاً لواء المهاجرين(2)، ولكنّ هوازن أعدّت خطّةً للغدر بالمسلمين على حين غفلة منهم ، فكمنوا لهم في شعاب وادٍ من أودية، ولمّا انتهت أنباؤهم إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوفد للقياهم عبد الله الأسلمي ، وأمره بالتعرّف على أنبائهم ، فمضى ، وعلم أنّهم مصمّمون على حرب النبيّ ، فقفل راجعا إلى مكّة ، وأخبر النبيّ بذلك ، فزحف بجيشه البالغ عدده اثني عشر ألفا ، وكان فيهم من لم يخاط الإسلام قلبه كأبي سفيان بن حرب وأمثاله من المنافقين والطامعين في الغنائم والأسلاب.

وتحرّك جيش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مكّة وقد وزّع الرايات على قادة جيشه ، وأعطى لواء المهاجرين إلى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وسارعت جيوش المسلمين تطوي البيداء لا تلوي على شيء ، فانتهت إلى وادي حنين.(3)

فرار المسلمين

وكانت هوازن قد أعدّت خطّة رهيبة ومحكمة للايقاع بالمسلمين ، فقد احتلّت وادي حنين وكمنت في شعابه ومضايقه ، فلمّا اجتازت عليهم جيوش المسلمين ، ولم يكونوا على علم بما دبّر لهم ، وثبت عليهم هوازن من كلّ زاوية في الوادي ، فجفل المسلمون وانهزموا هزيمة منكرة لا يلوي أحد منهم على أحد، وانحاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات اليمين ، وجعل يدعو المسلمين إلى الثبات والصبر على الجهاد وعدم الفرار قائلا :

« أيّها النّاس ، إليّ أنا رسول الله محمّد بن عبد الله ».(4)

بسالة الإمام

وأبدى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام من البسالة ما لا يوصف ، فقد أخذ يجول في الميدان يجندل الأبطال ، وينزل بهم أفدح الخسائر ، وقد أجمع الرواة أنّه كان من أصلب المدافعين عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم(5)، وناول الإمام عليه‌السلام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبضة من التراب ، فرمى بها وجوه المشركين من هوازن وغيرهم(6)، والتحم الإمام مع المشركين التحاما شديدا ، وقد التحق به مائة رجل من فرسان المسلمين فقاتلوا قتالا أهونه الشديد ، ولمّا رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك قال :

« أنا النّبي لا كذب***أنا ابن عبد المطّلب »

الآن حمى الوطيس(7)، واشتدّ الحرب ، فسقطت الرءوس والأيدي.

شماتة أبي سفيان وصفوان

وسرّ المنافقون بهزيمة المسلمين وطاروا فرحا ، وأبدى أبو سفيان رأس المنافقين شماتته بذلك فقال : لا تنتهي هزيمتهم ـ أي هزيمة المسلمين ـ دون البحر.

كما أبدى المنافق صفوان بن أميّة شماتته بانهيار جيش المسلمين قائلا :

الآن بطل السحر .. (8)

هزيمة المشركين

ولمّا بلغت قلوب المسلمين الحناجر وزلزلوا زلزالا شديدا وساد عليهم الجزع والخوف نصر الله تعالى رسوله الكريم فقتل من المشركين سبعون رجلا من أبطالهم وانهزم الباقون شرّ هزيمة ، ولاحقتهم جيوش المسلمين فأشاعت فيهم القتل وأسرت جماعة منهم(9)، وكان النصر المؤزّر على يد بطل الإسلام وحامي حوزته الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبذلك فقد انتهت هذه المعركة التي كانت من أعنف المعارك ومن أشدّها هولا وقسوة ، وبها قد انتصر الإسلام انتصارا حاسما وهابته جميع قبائل الشرك.

ووقف عليّ (عليه السلام) كالمارد يضرب بسيفه عن يمينه وشماله ، فلم يدن أحد من النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ؛ إلاّ جَنْدَلَه بسيفه ، وكان لثبات النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ودفاع عليّ (عليه السلام) ومن معه أن عادت الثقة إلى نفوس بعض المسلمين ، فأعادوا الكَرّة على هوازن . وخرج رجل من هوازن يدعى (أبو جرول) حامل رايتهم وكان شجاعاً ، فتحاماه الناس ولم يثبتوا له ، فبرز إليه عليّ (عليه السلام) وقتله ، فدبَّ الذعر في نفوس المشركين كما دبَّ الحماس في نفوس المسلمين ، ووضع المسلمون سيوفهم في هوازن وأحلافها يقتلون ويأسرون وعليّ (عليه السلام) يتقدّمهم حتى قتل بنفسه أربعين رجلاً من القوم ، فكان النصر للمسلمين.(10)

فى هذه الغزاة وتأملّها وفكّر فى معانيها تجده قد تولّي كلّ فضل كان فيها ، واختصّ من ذلك بما لم يشركه فيه أحد من الاُمّة  ويتسنّي لنا الآن بناءً على ما ذكرنا وما جاء فى الوقائع التاريخيّة أن نسجّل دور الإمام( عليه الصلاة والسلام ) فى النقاط الآتية :

١ـ حمله راية المهاجرين .

٢ـ حضوره المهيب فى احتدام القتال وهجوم العدوّ بلا هوادة ،ودفعه الخطر

عن النبىّ ( صلى الله عليه وأله وسلم ) فى أحرج اللحظات التى فرّ فيها الكثيرون

3ـ قتلُه أبا جرول والذي استتبع انهيار جيش هوازن .

٤ـ قتله أربعين من مقاتلي هوازن .

٥ـ قيادته لكتيبة كانت قد تعبّأت من أجل إزالة الأصنام .

٦ـ مبارزة شهاب من قبيلة خثعم الذى لم يجرأ أحد من المسلمين على مبارزته، فهبّ الإمام ( عليه الصلاة والسلام ) إليه وقضى عليه .

٧ـ قتله نافعاً بن غيلان، الذي أدّى إلى إسلام الكثيرين .

ونحب إن نوضح إن عدد الذين ثبتوا مع رسول الله محمد(ص) هم:"... فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى وادي حنين، وهو من أودية تهامة، وكانت هوزان قد كمنت في جنبتي الوادي وذلك في غبش الصبح فحملت على المسلمين حملة رجل واحد، فانهزم جمهور المسلمين ولم يلو أحد على أحد، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت معه أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته علي والعباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابنه جعفر، وأسامة بن زيد، وأيمن بن عبيد- وهو أيمن بن أم أيمن قتل يومئذ بحنين- وربيعة بن الحارث، والفضل بن عباس، وقيل في موضع جعفر بن أبي سفيان بن الحارث: قثم بن العباس. فهؤلاء عشرة رجال، ولهذا قال العباس:

"نصرنا رسول الله في الحرب تسعةً وقد فر من قد فر عنه وأقشعوا

وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه بما مسه في الله لا يتوجع".(11)

ولهذا نزلت الآية الكريمة على نبينا الأكرم التي تقول {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ* ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ }.(12)

فأين بقية الصحابة والذين يعتبرون من الصحابة الإجلاء ومن المسلمين الأوائل وابطالهم من أمثال سيف الله المسلول وأمين الأمة وغيرهم الذين لا يجوز التعرض إليهم والمس بهم فكلهم انهزموا عند احتدام الوطيس وهذه ليست أول مرة يخذلون نبيهم(ص).ومن هم المؤمنين فحتماً هم العشرة الذين ثبتوا مع الرسول الأعظم محمد(ص) وفي مقدمتهم الإمام علي بن أبي طالب.

الغنائم

وبعد ما وضعت الحرب أوزارها ارتحل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أرض المعركة إلى الجعرانة ، فأتته وفود هوازن طالبين منه أن يردّ عليهم ما أخذ منهم ، فخيّرهم بين أبنائهم ونسائهم وبين أموالهم ، فاختاروا أبناءهم ونساءهم ، وانبرى زهير أبو حرد من بني سعد فقال : يا رسول الله ، إنّما في الحظائر عمّاتك وخالاتك ، وحواضنك اللاّتي كنّ يكفلنك ، ولو أنّا أرضعنا الحارث بن أبي شمر الغسّاني أو النعمان بن المنذر لرجونا، وأنت خير المكفولين ، ثمّ قال :

امنن علينا رسول الله في كرم***فإنّك المرء نرجوه وندّخر

امنن على نسوة قد عاقها قدر***ممزّق شملها في دهرها غير

يا خير طفل ومولود ومنتخب***في العالمين إذا ما حصل البشر

إن لم تداركها نعماء وتنشرها***يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها***إذ فوك تملؤه من محضها الدرر

إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها***وإذ يزينك ما تأتي وما تذر(13)

ووهبهم النبيّ  ما كان له ولبني عبد المطّلب ، واستجاب المهاجرون والأنصار وبنو سليم لرغبة النبيّ فوهبوا حصّتهم ، ولم يستجب غيرهم لذلك ، ثمّ قسّم النبيّ  الإبل والغنم ، وازدحموا عليه حتى اختطفت رداؤه ، ثمّ قال : « ردّوا عليّ ردائي أيّها النّاس ، فو الله! لو كان لي عدد شجر تهامة نعم لقسّمتها عليكم ، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ».

ونقول هذا هو خلق نبينا الأكرم محمد(ص) والذي هو نبي الرحمة والإنسانية والذي يهب أمواله وأمول عشيرته وباقي المسلمين إلى من حاربوه فأي خلق سامي تمتلك هذه الشخصية العظيمة وهل توجد في التاريخ مثل هذا الطراز من الشخصيات الخالدة والتي كان قد تربي عليها أمير المؤمنين على نفس الخلق والمثل العليا.

ولم يعط النبيّ  الأنصار شيئا ، فوجدوا في أنفسهم وضاقوا ذرعا ، وأمر النبيّ  سعد بن عبادة بجمع الأنصار ، فلمّا مثلوا عنده قال لهم : « ما حديث بلغني عنكم؟! ألم آتكم ضلاّلا فهداكم الله بي؟ وفقراء فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألّف بين قلوبكم ... »؟

فانبروا جميعا قائلين :

بلى والله! يا رسول الله ، لله ورسوله المنّ والفضل ...

وخاطبهم النبيّ  بلطف وحنان قائلا :

« ألا تجيبوني؟ .. ».

بماذا نجيبك؟

ونظر النبيّ  لهم بولاء وإخلاص قائلا :

« والله! لو شئتم لقلتم، فصدقتم : أتيتنا مكذّبا فصدّقناك ، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك ، وعائلا فواسيناك، أوجدتم ، يا معشر الأنصار أنفسكم في لعاعة(14) من الدّنيا فألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ والّذي نفسي بيده! لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك النّاس شعبا لسلكت شعب الأنصار ...اللهمّ ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ».

وغرق الأنصار بالبكاء واخضلّت لحاهم من دموعهم وراحوا يهتفون :

رضينا برسول الله قسما وحظّا .. (15)

ولهذا كان اغلب الأنصار من الموالين ومن شيعة أمير المؤمنين والذي كان معاوية(عليه لعائن الله) يكن لهم كل الكره والحقد بحيث أمر بجرف قبور الصحابة من الأنصار في البقيع وكذلك فعل يزيد (لعنه الله) في استباحة المدينة المنورة في واقعة الحرة لأن هذا السبب الحقيقي لحقد وكره الأمويين على الأنصار.

ونستنتج إنّ الرسول الأعظم  أعظم قائد عرفته الإنسانية في جميع أدوارها ، فقد غيّر مجرى تاريخ العالم وألّف بين قلوب أتباعه ، وعقد أواصر المحبّة والألفة بينهم ،) أخلاقه البلسم الذي داوى به النفوس المريضة والقلوب المنحرفة.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن غزوة حنين التي هي من أعظم غزوات الرسول ، وكان البطل البارز فيها هو الإمام أمير المؤمنين.

الإمام علي(عليه السلام)وسورة البراءة

وهي سورة التوبة، التي نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الأوّل من ذي الحجّة 9ﻫ، وهي قوله تعالى: (بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَوَلّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلّا الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ثمّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدّتِهِمْ إِنّ اللهَ يُحِبُّ المُتّقِينَ * فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُواْ المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ...).(16)

وعهد النبيّ  إلى أبي بكر أن يمثّله في أهالي مكّة ليقرأ عليهم بنودا من سورة البراءة وما قنّنه الإسلام من أحكام لمن طاف في بيت الله الحرام ، وهذه بعضها :

أوّلا : لا يطوف في البيت عريان ، وكانت العادة المتّبعة أن يطوف الرجل عريان.

ثانيا : لا يدخل الجنّة إلاّ من آمن بالله ورسوله.

ثالثا : من كان بينه وبين رسول الله مدّة فأجله إلى مدّته.

رابعا : إنّ الله ورسوله بريئان من المشركين.(17)

وسار أبو بكر حاملا رسالة النبيّ، فهبط الوحي على النبيّ يأمره بإسناد هذه المهمّة إلى الإمام أمير المؤمنين وإقصاء أبي بكر، وبادر الإمام مسرعا فأدرك أبا بكر في الطريق فأخذ الرسالة منه(18)، وقرأها على أهالي مكّة ، وقفل أبو بكر راجعا وملء إهابه ألم ممضّ ، فلمّا رأى النبيّ بكى وقال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء؟ ..

فهدّأ النبي روعه وقال له :

« ما حدث فيك إلاّ خير ، ولكن أمرت أن لا يبلّغها إلاّ أنا أو رجل منّي ... ».(19)وكان هذا التبليغ في يوم العاشر من ذي الحجة.

وهذه البادرة من الأدلّة التي تمسّكت بها الشيعة على إمامة الإمام أمير المؤمنين، فقد قالوا إنّه لو كانت لأبي بكر مرشّحات للخلافة لما عزلته السماء عن أداء هذه الرسالة التي هي من أبسط المسئوليات وأقلّها أهمّية.(20)

ولنورد هذه الحادثة من مصدر آخر ومن مصادرهم : علي أمير المؤمنين من طريق زيد بن يثيع قال رضي الله عنه: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال ليأدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم. فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر رضي الله عنه فقال:

يا رسول الله! نزل في شئ؟ قاللا. ولكن جبريل جاءني فقال: لا. فقاللن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.(21)

وهذا تفسير العياشي يفسر آية البراءة إذ يقول عن علي (ع) : أنّ النبي (ص) حين بعثه ببراءة قال : يا نبي الله !.. إني لست بلسنٍ ولا بخطيب ٍ، قال : إما أن أذهب بها أو تذهب بها أنت ، قال : فإن كان لا بدّ فسأذهب أنا ، قال : فانطلقْ فإنّ الله يثبّت لسانك ويهدي قلبك .

ثم وضع يده على فمه وقال : انطلقْ فاقرأها على الناس ، وقال :

الناس سيتقاضون إليك ، فإذا أتاك الخصمان فلا تقضِ لواحد حتى تسمع الآخر ، فإنه أجدر أن تعلم الحقّ .

فهل توجد حجة أخرى على إمامة أمير المؤمنين وولايته لكل مؤمن ولكن هو التحريف والتزوير ولكن نقول أن شمس الحقيقة لا يحجبها غربال الغش والخديعة والتزوير والتي بمرور الزمن تنكشف الحقيقة وتظهر الحقيقة كالشمس في عز الظهيرة.

عليّ (عليه السلام) في اليمن

استمراراً في نشر الإسلام أرسل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن خالد بن الوليد وجمعاً من الصحابة ليدعوا قبيلة (همدان) إلى الإسلام ، وظلّ خالد نحواً من ستة أشهر دون أن يحقّق نجاحاً ، فلم يتمكّن من إقناع همدان في اعتناق الإسلام ، فبعث إلى النبيّ يخبره بعدم إجابة القوم له وانصرافهم عنه ، عند ذاك بعث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وطلب منه أن يُعيد خالداً إلى المدينة ويحلّ محلّه في مهمّته ، ويبقي معه من يشاء من المجموعة المرسلة مع خالد .

روي عن البراء بن عازب الّذي كان مع خالد وبقي في سريّة عليّ (عليه السلام) : كنت ممّن خرج مع خالد فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا ، ثمّ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعث عليّاً (عليه السلام) وأمره أن يقفل خالداً ويكون مكانه ، فلمّا دنونا من القوم ؛ خرجوا إلينا وصلّى بنا عليّ (عليه السلام) ثمّ صفّنا صفاً واحداً ثمّ تقدّم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بإسلامهم ، فأسلمت همدان جميعاً وأرسل عليّ (عليه السلام) إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالخبر السارّ ، فخرّ رسول الله ساجداً ثمّ رفع رأسه وقال : السلام على همدان.(22)

وروي : أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أرسل عليّاً في مهمّة ثانية إلى اليمن ليدعو (مذحج) إلى الإسلام ، وكان معه ثلاثمائة فارس ، وعقد رسول الله له اللواء وعمّمه بيده، وأوصاه أن لا يقاتلهم إلاّ إذا قاتلوه ، فلمّا دخل إلى بلاد مذحج ؛ دعاهم إلى الإسلام فأبوا عليه ورموا المسلمين بالنبل والحجارة ، فأعدّ عليّ (عليه السلام) أصحابه للقتال، وهجم عليهم فقتل منهم عشرين رجلاً فتفرّقوا وانهزموا فتركهم ، ثمّ دعاهم إلى الإسلام ثانية فأجابوه لذلك ، وبايعه عدد من رؤسائهم ، وقالوا : له نحن على من وراءنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حقّ الله.

وروي : أنّ عليّاً (عليه السلام) قال بعثني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني إلى قومٍ وأنا حديث السنّ لا أبصر القضاء ، فوضع يده على صدري وقال : اللّهمّ ثبت لسانه واهدِ قلبه ، ثمّ قال : إذا جاءك الخصمان فلا تقضِ بينهما حتى تسمع من الآخر ، فإنّك إذا فعلت ذلك ؛ تبيّن لك القضاء . قال عليّ (عليه السلام) : والله ما شككت في قضاءٍ بين اثنين.(23)

ثمّ إنّ عليّاً جمع الغنائم فأخرج منها الخمس وقسّم الباقي على أصحابه وبلغه خبر خروج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى مكّة لأداء فريضة الحجّ ، فتعجّل (عليه السلام) السير ليلتحق بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) في مكّة ، وروي أنّ بعض من كان في سريّة عليّ (عليه السلام) اشتكى من شدّته في إعطاء الحقّ ، فلمّا سمع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ذلك قال : أيّها الناس ، لا تشتكوا عليّاً فو الله إنّه لأخشن في ذات الله من أن يشتكى منه.(24)

وعن عمرو بن شاس الأسلمي أنّه قال : كنت مع عليّ (عليه السلام) في خيله التي بعثه بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى اليمن ، فوجدت في نفسي عليه(25)، فلمّا قدمت المدينة شكوته في مجالس المدينة وعند من لقيته ، فأقبلت يوماً ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) جالس في المسجد ، فلمّا رآني أنظر إلى عينيه نظر إليَّ حتى جلست إليه ، فقال إيه يا عمرو ، لقد آذيتني، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون أعوذ بالله والإسلام من أن أؤذي رسول الله ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : ( من آذى عليّاً فقد آذاني ).(26)

ونقول ان من آذى علياً فقد آذى الرسول محمد(ص) والذي يعني آذى الله فلك الله يا سيدي ومولاي يا أبا الحسن الذين ما أعطوك حقك وبخسوا قدرك وآذوك وغصبوا حقك في الخلافة وهجموا على بيتك واحرقوا دار زوجتك الزهراء(ع) واسقطوا جنينها وربطوك بالحبال من اجل اخذ البيعة وتآمروا عليك في بيعة السقيفة الباطلة جملة وتفصيلاً ولا ادري كيف يلقون نبينا الأكرم محمد(ص) وربهم وهم قد تبؤوا بهذا الإثم المبين؟ والذي هو مشاققة الله ورسوله والذي أنذر الله في محكم كتابه بقوله سبحانه وتعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.(27) وأيضاً {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.(28)

وقبل أن نطوي الحديث فلنرى ماذا يقول الباحث العلامة باقر القريشي(رحمه الله)عن جهاد الإمام ومناجزته للمشركين نذكر ما أدلى به الأمام علي(ع)في وصف جهاده قال  :

نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ؛ ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا وتسليما، ومضيّا على اللّقم (29)، وصبرا على مضض الألم، وجدّا في جهاد العدوّ؛ ولقد كان الرّجل منّا والآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين ، يتخالسان أنفسهما؛ أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرّة لنا من عدوّنا، ومرّة لعدوّنا منّا، فلمّا رأى الله صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت، وأنزل علينا النّصر، حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه، ومتبوّئا أوطانه. ولعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدّين عمود، ولا اخضرّ للإيمان عود.(30)

لقد جاهد الإمام كأعظم ما يكون الجهاد في سبيل الإسلام فحارب الأقارب وناهض الأرحام.

ولهذا نجد في دعاء الندبة وهو من الادعية الماثورة اذ يقول {...وَ كَانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلَالِ ، وَ نُوراً مِنَ الْعَمَى ، وَ حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ ، وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ ، لَا يُسْبَقُ بِقَرَابَةٍ فِي رَحِمٍ ، وَ لَا بِسَابِقَةٍ فِي دِينٍ ، وَ لَا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَ آلِهِمَا ، وَ يُقَاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ ، وَ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَنَادِيدَ الْعَرَبِ ، وَ قَتَلَ أَبْطَالَهُمْ ، وَ نَاهَشَ ذُؤْبَانَهُمْ ، فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقَاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ ، فَأَضَبَّتْ عَلَى عَدَاوَتِهِ ، وَ أَكَبَّتْ عَلَى مُنَابَذَتِهِ ، حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ ، وَ لَمَّا قَضَى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرِينَ يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ ، لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فِي الْهَادِينَ بَعْدَ الْهَادِينَ ، وَ الْأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلَى مَقْتِهِ ، مُجْتَمِعَةٌ عَلَى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَ إِقْصَاءِ وُلْدِهِ ، إِلَّا الْقَلِيلَ مِمَّنْ وَفَى لِرِعَايَةِ الْحَقِّ فِيهِمْ ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ ، وَ أُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ ، وَ جَرَى الْقَضَاءُ لَهُمْ بِمَا يُرْجَى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ ، وَ كَانَتِ الْأَرْضُ ﴿ ... لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)}.

ولهذا كره الصحابة وقريش اجتماع النبوة والخلافة في بيت وهذا وماقاله صراحة الخليفة عمر إلى أبن عباس في مجاورة طويلة نأخذ منها ماقاله عمر حيث قال : كرهت قريش أن تجتمع فيكم النبوَّة والخلافة فتجخفوا جخفاً (31) ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت فأصابت!.(32)

وفي جزئنا القادم نستكمل أن شاء الله إن كان لنا في العمر نستعرض تلك الجوانب المضيئة لخليفة الله ورسوله وسيد الوصيين سيدي ومولاي أمير علي بن أبي طالب (عليه السلام) لنقف على أحقيته بالخلافة والذي لولاه لما قام دين ولما قام مسجد يعبد فيها الله سبحانه وبتوجيه وإرشاد من الله ونبينا الأكرم محمد(ص).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر :

1 ـ السيرة النبوية ـ ابن هشام 2 : 439.

2 ـ السيرة الحلبية : 3 / 106 .

3 ـ وادي حنين : موضع قريب من مكّة ، وقيل : هو واد قبل الطائف بجنب ذي المجاز ، وقال الواقدي : بينه وبين مكّة ثلاث ليالي ، جاء ذلك في معجم البلدان 2 : 313.

4 ـ  الكامل في التاريخ ٢ : ١٧٨.

5 ـ  مجمع الزوائد ٦ : ١٨٠.

6ـ   تاريخ بغداد ٤ : ٣٣٤. مجمع الزوائد ٦ : ١٨٢.

7 ـ  الوطيس : هو التنّور ، وقيل : هي الحجارة التي يوقد عليها النار ، وهو كناية عن اشتداد الحرب.

8 ـ  الكامل في التاريخ 2 : 178.

9 ـ  السيرة النبوية ـ ابن هشام 4 : 66.

10 ـ روضة الكافي : ص 308 رقم الحديث 566 ، والمغازي للواقدي : 2 / 895 ، وكشف الغمّة : 1 / 226 .

11 ـ راجع تفسير القرطبي. السيرة النبوية - ابن هشام ص: 443 رواية الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك (الجزء الثالث) التي ذكر فيها من ثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين. وللمزيد عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، للحافظ اليعمري (ابن سيد الناس) (2/215)، وجوامع السير، للإمام ابن حزم (1/239). والسيرة النبوية لابن كثير - (ج 3/ص627).

12 ـ [ سورة التوبة : ٢٥ ، ٢6]

13 ـ  الكامل في التاريخ 2 : 182.

14 ـ  اللعاعة : نبت ناعم قليل البقاء.

15 ـ  الكامل في التاريخ 2 : 184 ـ 185.

16 ـ [التوبة 1ـ5].

17 ـ  التنبيه والأشرف : 186.

18 ـ   مسند أحمد بن حنبل 1 : 3. خصائص النسائي : 20. كنز العمّال 4 : 246. تفسير الطبري 10 : 46. مستدرك الحاكم 3 : 51. صحيح الترمذي 2 : 183. تذكرة الخواص : 37.

19 ـ  أمالي المرتضى 1 : 292.

20 ـ موسوعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - ج  ٢ الأمام في عهد النبي وفترة الخلافة باقر شريف القريشي.ص 63.

21 ـ أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والحافظ أبو الشيخ، وابن مردويه، وحكاه عنهم السيوطي في الدر المنثور 3 ص 209، وكنز العمال 1 ص 247، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319، ويوجد في الرياض النضرة 2 ص 147، وذخاير العقبى 69، وتاريخ ابن كثير 5 ص 38، وفي ج 7 ص 357، وفي تفسيره 2 ص 333، ومناقب الخوارزمي ص 99، وفرائد السمطين للحمويي، ومجمع الزوائد 7 ص 29، وشرح صحيح البخاري للعيني 8 ص 637، ووسيلة المآل لابن باكثير، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني 3 ص 91، وتفسير المنار 10 ص 157.

 22 ـ  أعيان الشيعة : 1 / 410 ، والكامل في التأريخ لابن الأثير : 2 / 300 ، والسيرة النبوية لابن كثير ك 4 / 201 .

23 ـ  السيرة النبوية لابن كثير : 4 / 207 .

24 ـ  سيرة ابن هشام : 4 / 603 ، والسيرة النبوية لابن كثير : 4 / 205 مثله .

25 ـ  المستدرك على الصحيحين : 3 / 134 .

26 ـ  السيرة النبوية لابن كثير : 4 / 202 .

27 ـ [النساء : 115].

28 ـ [الأنفال : 13].

31 ـ جخف: تكبر.

32 ـ تاريخ الطبري : 3/289 ، السقيفة وفدك ، الجوهري : 131 ، الكامل ، ابن الأثير : 3/62 في حوادث سنة 23 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 12/53.