عيادة كربلاء لمرضى التبعية والانزواء....؟؟؟

 

تقترب ايام اربعينية الامام الحسين ع" ويتزامن اقترابها مع فتح عيادة الطبيب الاخصائي
للمصابين بداء الخنوع والخضوع والتبعية والنفعية والتبرير والانزواء لذا يتوجب على الشعب المصاب بهذه الامراض ان يسارع الى كربلاء ويراجع الطبيب الخاص حيث تقع عيادته قرب ((الضمير والوجدان_تقاطع الحرية والكرامة_قرب شعار أرى المعروف لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه_مقابل بناية هيهات منا الذلة.. ففي كربلاء دواء ناجع ونافع لعلاج كل هذه الامراض التي اصابت المجتمع العراقي الذي رضي بلباس الذل والهوان والفقر لغالبية المجتمع مقابل تمتع ثلّة قليلة بأموال هذا الشعب المسلوب الوعي والإرادة والذي لا يجيد غير اللطم والبكاء والزنجيل والتطبير وتشجيع ريال وبرشلونه والخروج بفرحة عارمة في حال فوز احدهما,, وكل ما عرفه عن رجل كربلاء هو التحضير للشموع واللافتات والقصائد والتحضير للمسيرة المليونية التي تتكرر في كل عام وهي مسيرة مباركة اكيد ولكن لو قررت هذه المسيرة تغيير بوصلة الاتجاه نحو رجال الفساد كما فعل الحُسين عندما ترك الناس يطوفون حول الكعبة وتوجه الى كربلاء قائلا ارى المعروف لا يعمل به والمنكر لا يتناهى عنه ..يعلق علي شريعتي على ترك الحسين ع للكعبة قائلا خرج الحسين وترك اناس يطوفون حول الكعبة ولا فرق بينهم وبين من يطوف حول قصر يزيد!! لأنه لا خير في عباده بلا قيام للعدل وأعظم الجهاد كلمة الحق ,,كربلاء يجب ان تكون وجهة وقبلة للأحرار وليس طقوسا خالية من روح الثورة والتغيير ورفض الظلم,,لابد من اعادة صياغة مباني الفهم لمبادئ كربلاء ,,لانها طاقة وحيوية يجب ان تبث بروح الامة الخاملة والخانعة وتوقضها من سباتها العميق الذي اكتفى بالترويج لشعار ((ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)) واعتبروا ان شعائر الله هي اللطم والتشابيه وان كلمة الحق ورفض الظلم والمناداة بالعدالة الاجتماعية في كل مجالات الحياة ليست من الشعائر!!! يجب اعادة الفهم بأسرع الوقت ويجب العودة الى الذات المُكبَلة والمأسورة بالفهم الكلاسيكي للشعائر الحسينية ,,نحن لا نريد ان نقول بأنه يجب الغاء هذه الطقوس بل نطالب بإصلاحات لها حيث لابد من الحاق هذه الطقوس بطقوس اخرى اولها رفض الظلم والفساد و اشاعة ثقافة التظاهر السلمي على كل من يساهم في الفساد المالي والسياسي والاجتماعي ,,كربلاء كانت الوجه المشرق للإسلام لأنها اعادت صياغة الاسلام المحمدي لدى الناس ,, استطاعت كربلاء ان تقدم نموذجا حقيقيا ومغايرا تماما لنموذج الاسلام الاموي..فحري بنا ان نعود للإسلام الذي قدمه الامام الحسين ع" الذي احيا الامة التي كانت على شفا حفرة من النار وكانت تقتات القد وتأكل الجشب كما وصفتهم سيدة النساء فاطمة الزهراء ع" . ويجب ان نعود الى الحسين ونسارع في استقبال مبادئه وقرائتها وهضمها وتجسيدها على ارض الواقع ويجب ان نهمس لأنفسنا في كل خطوة على طريق كربلاء انه يجب على كل منا ممارسة الاصلاح لكي نضع حدا لكل هذا الفساد المستشري في بلد الحسين .