الامام علي عليه السلام مؤسس دولة الانسان

تقاس الحضارات برقي انسانيتها وتطورها وسعيها الحثيث نحو اقامة العدالة الاجتماعية بين االناس فيكون الحاكم والمحكوم سيان امام تطبيق العدالة في كل شئ فنرى الاسس التي وضعها امام علي لتاسيس الدولة في مماراسته اليوميه بين الجمهور او من خلال عهده الى ولاته بتطبيق تلك المبادئ ليسود العدل والانصاف في المجتمع ولا تكون هنالك دولة عادلة ان لم يضع لها قانون عادل يطبق على القوي والضعيف بدون محاباة وبدون تميز وتمايز حيث نرى الإمام علي حيث جلس وهو الخليفة وحاكم أعظم دولة في العالم أمام مواطن يهودي أمام القضاء وقبل بالحكم ضده لصالح اليهودي ليعطي الانطباع ان لاتمايز بين المواطنين بدينهم ام بشكلهم كلهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات وليس الحاكم مهما علا شائنه في الامه الا وينقاد للقضاء ويرضخ لحكمه ونرى واقعة اخرى أنه سلام الله عليه كان يسير في أسواق الكوفة ذات مرة فشاهد رجل كبير في السن كفيف البصر يستعطي فالتفت إلى من معه قائلاً: ما هذا؟ ولم يقل من هذا، فكان جواب معيته: إنه نصراني... فقال سلام الله عليه: استخدمتموه شاباً ولما كبر وعجز تركتموه، فأجرى له راتباً. فهكذا كانت دولة الإمام علي سلام الله عليه لا فرق عنده مسلم أو نصراني أويهودي.. المهم هو انسان حيث قال في عهده لمالك الاشتر رضوان الله عليه الناس صنفان فاما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق أي اخوك في (الانسانيه )هذه العظمه التي يحملها الامام بين طياته هي دورس لمن بعده ان الانسان اكرم مخلوقات الله يجب الحفاظ على كرامته بغض النظر عما يعبد وعلى الحاكم ان يكون عادلا لا ياخذ اكثر مما ياخذه الاخرون فهو عطائه كما عطاء الناس وعلي الحاكم هو ذاته علي المحكوم نراه كيف يحافظ على المال العام هذا اخيه عقيل ياتيه سائلا اياه ان يعطيه حصة اضافية من مال المسلمين في بيت المال فما كان من علي الا ان سأل اخاه ان يبسط يده فظن عقيلٌ ان عليا سيملؤها ذهبا و فضة الا ان عليا وضع في يد اخيه جمرة صرخ من حرارتها عقيل فأجابه علي ٌهذه نار الدنيا فكيف بنار جهنم؟ انها مبدا تاسيس الدولة الحديثه على اسس العداله بقوله للحاكم فاملك هواك ، وشح بنفسك عما لا يحل لك ، فإن الشح بالنفس الانصاف منها فيما أحببت أو كرهت.. وقوله وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك . وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم . ولا تنصبن نفسك لحرب الله فإنه لا يدي لك بنقمته ، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته . ومن اسس الدولة الانسانيه هو تقريب الشرفاء اصحاب البصائر وابعاد المنافقين والبخلاء حيث يقول ولا تدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ولا جباناً يضعفك عن ألأمور ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور ، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله .وكيفية اختيار الوزراء في دولة الانسان حيث يقول الامام إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ! فلا يكونن لك بطانة ، فإنهم أعوان الآثمة وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم ، ممن لم يعاون ظالماً على ظلمه ولا آثما على إثمه . أولئك أخف عليك مؤونة ، وأحسن لك معونة ، وأحنى عليك عطفا ، وأقل لغيرك إلفاً ، فاتخذ أولئك خاصة لخلواتك وحفلاتك . نعم الامام وضع مبتدئ راقيه للدولة الانسانيه لو ولجنا بها لنحتاج سنوات وسنوات ومجلدات تكون دساتير للعالم المتمدن لانه وضع الاسس الرصينة للدولة الانسانيه المتمدنة الحديث ولكن يبقى السؤال مطروح كنوز بين ايدينا يلهج بها اللسان وبعيد عنها القلب فلا تنفذ..... ونقول ;كل من يسرق المال العام ويخرب البلد والانسان ليس من اتباع الامام عليه السلام... يبقى دائما الامام العلا تقبل اذياله لانه للعدل عنوان والحل فيه منجاتنا دولة الانسان علي العبودي