اقليم البصرة: رغبة سياسية ام ام ارادة شعبية

 

لم يعد خافيا لاعلى الصغير ولا على الكبير مما للبصرة من اهمية اقتصادية ومن ثم سياسية تلعب دورا محوريا في السياسة العراقية. مدينة بهذه الاهمية لابد ان تكون مزدهرة ورائدة في المجالات كلها ولكن اي زائر للبصرة سيكتشف انها مدينة مهملة ومدمرة ولابد ان يتبادر لذهن ذلك الزائر فكرة واحدة هي ان ثروة البصرة ليست لها او لاهلها. انطلاقا من هذه الحقيقة المؤلمة انبرى بعض السياسيين في عام 2008 للدعوة لجعل البصرة اقليما يدير شؤون نفسه كما هو الحال في اقليم كردستانوقد فشلت تلك الدعوة بسبب النفاق الذي تتصف به الاحزاب الحاكمة والمتسلطة على البصرة. اقول النفاق لان تلك الاحزاب وعلى راسها حزب الدعوة ويلحق به سائر الاحزاب الدينية تنعق باعلى اصواتها بانها تريد الخير للبصرة واهلها وانها تعمل من اجل ازدهار المدينة وعلو شانها ولكن في الظلام هم يكرهون البصرة ويريدون امتصاص خيراتها ورمي الفضلات لاهلها. لقد سمعنا قبل بضعة اشهر احد المعممين من دولة القانون يقول على الملآ ان ليس في البصرة اناس اكفاء اي ان اصلاء البصرة متخلفون وينسى هذا المعمم انه صرف على علاج مؤخرته 59 مليون دينار من نفط البصرة. هكذا يرى المنافقون والدجالون الذين يحكمون العراق البصرة فهم ينظرون اليها نظرة استعلاء وازدراء. فهل تستحق البصرة هذه المهانة والظلم والحيف؟

اليوم تتجدد الدعوة لجعل البصرة اقليما ضمن العراق الواحد وهي بالتاكيد دعوة دستورية فهل هذه الدعوة رغبة سياسية ام ارادة شعبية. اجيب على هذا التساؤل الذي يدور في ذهن الكثيرين وبكل ثقة انها ارادة شعبية خالصة. هذه المرة تختلف عن سابقتها فقد ايقن كل من يسكن البصرة انه مظلوم ومغدور ياكل القشور ويتلذذ غيره في المحافظات الاخرى باللب. اينما تسير في البصرة تسمع الناس تقول جهارا وليس همسا انهم يريدونه اقليما فدراليا يدبر شؤونه السياسية والامنية والاقتصادية بنفسه. لايريدون ان ياتي رئيس الوزراء قبل الانتخابات ليتفضلببضعة قطع من الارض على الفقراء امام الكاميرات، ولايريدون الشهرستاني ان يتشدق بكرم اهل البصرة نفاقا ورياءا.

من المؤكد ان الدعوة الجديدة للاقليم وبسبب حجمها الكبير سوف يستغلها بعض السياسيين من الاحزاب الدينية لاغراض انتخابية ولكني اقول لكل بصري وساكن في البصرة ان من يرفع شعار الاقليم في الانتخابات هو كاذب ومدع ونهاز فرص. دعوة الاقليم ليست دعوة انتخابية بل دعوة شعبية للاصلاح ولايصح ان تكون شعارا انتخابيا. وحسب علمي ان هناك تجمعا شعبيا يحمل اسم تجمع اقليم البصرة يضم شيوخا وشبابا من كل الفئات وفيه اكاديميون ومهنيون وهو بعيد كل البعد عن اي توجه ديني او طائفي. هذا التجمع كما علمنا لن يدخل الانتخابات تحت اي مسمى لذلك اقول ان اي شعار انتخابي يستغل رغبة الناس في الاقلبم انما هو شعار زائف. والسبب ان الدعايات الانتخابية لم ولن تكون في يوم ما في العراق منهاج عمل او برنامج اصلاح فالنائب بعد انتخابه يركز كل همه في مصلحته الشخصية ويبدع في ابتكار الطرق التي تدر عليه الملايين من الدولارات. نحن لانريد شخصا يقول لنا في النهار انه سيجعل البصرة اقليما ثم يجلس في الليل ليعقد صفقات سياسية مع اعداء البصرة. ولانريد سياسيا يزعق في الاعلام انه قادم من اجل البصرة ثم يترك خريجي جامعتها يبيعون السجائر على الارصفة المكسرة.

ولابد ان اقول لكل ساكن في البصرة وكل عراقي حريص ان اقليم البصرة كما نريده ليس انفصالا عن العراق ولا تفتيتا للبلد كما يروج اعداء المشروع بل هو خطوة نحو الادارة الصحيحة للموارد، وبكل صدق سيستفيد العراق اكثر من البصرة اقليما لان سرقات النفط ستنخفض جدا ولن ياتي الشهرستاني ليعقد صفقة بمليارات الدولارات مع شركة وهمية لانشاء مصفى قي العمارة ياتي نفطه من البصرة. اناس لاتخجل تسرق في وضح النهار. فياساكني البصرة من اهلها او من اي محافظة اخرى كونوا حريصين على هذه المدينة وساندوا من يدعو الى استقلاليتها فخيرها سيعم على الجميع وليس على فئة معينة كما هو الحال اليوم. وياليت ان يمتد بنا العمر لنرى مدينة الفراهيدي والجاحظ تعود كما كانت حاضرة العرب وقبلة العلماء.