حسن السنيد: شاعر يرتدي بزة جنرال.. ولكن يكفيه "أنه جواد جميل" |
العراق تايمز: وكالات.. "بروح الشاعر الكامنة داخله يستقتل على جمع المال والتقرب من اصحاب السلطة"، هكذا يحاول صديق قديم لحسن السنيد رسم بورترية لابن سوق الشيوخ المنحدر من اسرة الملا حميد السنيد ذات التوجهات السياسية المتناقضة. لا يعرف حتى اقرب المقربين من حسن السنيد سر تبديله جلده السياسي بهذه السرعة. فما هو الخيط الذي يربط بين توجهاته القومية وقصائده العروبية ايام حربي تشرين وحزيران التي خاضها العرب مع الجيش الاسرائيلي، وبين قصائده التي رثى بها محمد باقر الصدر والامام الخميني؟ لكن الصديق القديم يجيب بكل تلقائية "انها انتهازية الشاعر الذي توقفه عند الابواب دائما"، لافتا الى ان "السنيد يمتلك موهبة خارقة في استغلال الاخرين والتخلي عنهم في اللحظة المناسبة". ويذكر الصديق، وهو داعية قديم على معرفة بالسنيد منذ ايام ايران، ان "السنيد الذي صعد على اكتاف حزب الدعوة وصار بفضل دعمه شاعر المعارضة الاسلامية تخلى عن الدعوة في وقت حرج جدا عندما ساءت علاقة الحزب مع النظام الايراني ايام حرب العراق"، مشيرا الى ان "الحزب حينها رفض انخراط قوات الشهيد الصدر التابعة له في الحرب وطالب ان تقتصر نشاطاته بعيدا عن جبهات القتال". ويضيف الداعية القديم، الذي رفض ان يتم الكشف عن اسمه لـ"أوان"، ان "جواد جميل هو الاسم الذي اختاره السنيد للتستر على ماضيه الغامض في العراق". ويضيف ان "السنيد حاول جاهدا اخفاء تاريخ اسرته فقد قطع علاقته مع كل من كان على معرفة بوضعه العائلي". وتضم اسرة السنيد اعضاء في الحزب الشيوعي وحزب البعث، بالاضافة الى فنانين، وهذا ما كان يعتبره السنيد عاراً يجب التنصل منه بأي ثمن حتى لو تطلب ذلك رفض القاء التحية على شقيقته المغتربة لمجرد كونها شيوعية. ويتندر نواب تحدثت اليهم "أوان" بالسنيد بوصفه "جنرالا بلا بزة عسكرية". ويجزمون بانه لم يطلق رصاصة واحدة في الهواء ولم يشارك في حرب ولو افتراضية، لكنه يصر على تسويق نفسه كـ "أمير للعساكر" عندما يصر على دس انفه في القضايا الامنية والعسكرية رغم انه مهندس في الري. ويقول نائب من كتلة التحالف الوطني ان "السنيد يخصص وقتا لتهذيب محاسنه وصبغ شواربه اكثر من الوقت الذي يخصصه لمتابعة قضايا القوات المسلحة"، مشيرا الى ان "لجنة الامن التي يرأسها السنيد لم تعقد اجتماعا منذ اشهر بسبب تغيب السنيد الذي لم يكن له رأي فيما شهدته البلاد من خروقات امنية ابرزها هروب السجناء والتفجيرات المستمرة". ويتابع النائب عن التحالف الوطني، رافضا الاشارة الى كتلته او اسمه، بالقول ان "السنيد يسوق نفسه اكبر من حجمه الطبيعي فهو يعرض نفسه على انه احد المؤثرين في دائرة رئيس الوزراء الضيقة لكن المعلومات تؤكد ان الاخير طالما وبخه بسبب تصريحات ادلى بها واوقعته في حرج". وتتناقل مواقع التواصل الاجتماعي فيلما للسنيد وهو يتحدث في اجتماع يضم قادة عسكريين قائلا ان "الارهاب عجز عن الوصول الى الاماكن الحساسة وان التفجيرات لا تهز شعرة في رأس المالكي". ويؤكد النائب في التحالف الوطني ان "رئيس الوزراء وجه للسنيد تقريعاً جارحاً بسبب تصريحاته وانه يعتزم ابعاده عن دولة القانون وهذا ما اجبر السنيد على الحديث عن اعتزال السياسة بعد نهاية الدورة البرلمانية الحالية". وبشأن المواقف المحرجة التي يضع السنيد نفسه فيها ويعجز عن تداركها، ما رواه الداعية المخضرم عن قصيدة كتبها جواد جميل ردا على قصيدة للشاعر العربي المعروف نزار قباني والتي حيا بيها بطولات حزب الله في الجنوب اللبناني عام 1992، يقول قباني: سميتكَ الجنوب يا لابساً عباءةَ الحسين وشمسَ كربلاء يا شجرَ الوردِ الذي يحترفُ الفداء يا ثورةَ الأرضِ التقت بثورةِ السماء يا جسداً يطلعُ من ترابهِ قمحٌ وأنبياء سميّتُك الجنوب يا قمر الحُزن الذي يطلعُ ليلاً من عيونِ فاطمة يا سفنَ الصيدِ التي تحترفُ المقاومة.. يا كتب الشعر التي تحترف المقاومة.
لكن السنيد رد بابيات ركيكة بعنوان "سميتني الجنوب": لست الذي سميتني الجنوب يا ألف وجه مستعار يمضغ الرياء يا نغمة العهر التي تلعنها السماء ويا رؤى خطيئة سوداء يا صورة ترسمها الرذيلة يا بائعا على الرصيف عفة القبيلة فأي سيف بعدها تبوس؟ ما أنت والفداء؟ يا حانة الخمرة.. والنساء يا عابدا (بلقيس) دون الله (النخلة الطويلة)، (الحصان)، (والقطاه) ونحن في الجنوب، في أكواخنا حفاه أهديتنا قصيدة.. طويلة.. عصماء!! شكرا لكم.. شكرا لكم، نبيعها ونشتري بسعرها حذاء!
ويقول الداعية والصديق ان "هذه الابيات تعكس عقدة النقص التي يعاني منها حسن السنيد كشاعر مغمور". ويضيف ان "الشاعر قباني عندما بلغته هذه الابيات السمجة سأل عن كاتبها فقيل له انه شاعر عراقي يدعى جواد جميل، فرد قباني (يكفيه انه جواد جميل)". المصدر: اوان |