الكرة في "ملعب الشعب"

 

بدات الانتخابات عندنا قبل ان تبدأ.. تسقيط واتهامات وانقسامات قسم منها حقيقي لتضارب المصالح او بحثا عن ملاذات امنة جديدة. والقسم الاخر منها "كلاوات" عسى ولعل ان تعبر هذه الكلاوات على العراقيين هذه المرة ايضا مثلما عبرت في كل المرات السابقة. القصة وما فيها ان  الكتل لاسيما الكبيرة والمهيمنة على مقدرات البلاد والعباد تريد ان "تلعبها صح" دائما وابدا. نظام سانت ليغو اتاح لها ذلك وزيادة. فككت نفسها وفتتها وخرج من بينها من خرج باكيا , ساخطا, مولولا ضد زعيم الكتلة مرة ورئيس الائتلاف مرة اخرى واخ له في القائمة ونظير له في الحزب ثالثة ورابعة. كل ذلك من اجل كسب اصوات جديدة براس الغلابا  في رهان  لايزال ناجحا بكل اسف وهو طيبة قلب العراقيين فضلا عن الاصطفافات الطائفية التي بات يرفضها رجال الدين ويتمسك بها السياسيون. 
المنطق يقول ان الانتخابات القادمة التي من المؤكد ان "تبيض" فيها وجوه و"تسود" فيها وجوه يفترض ان تكون خرجت من ايدي وارجل الجميع واستقرت في "ملعب الشعب" العراقي وليس الدولي. المراجع الشيعية والسنية نفضت يدها من الموضوع بطرق متباينة. منهم من حث الناس على الانتخابات دون تبني احد ومنهم من نأى بنفسه عن القضية برمتها. وبصرف النظر عن مساع هنا واخرى هناك في تسويق مواقف المرجعيات الشيعية والسنية من زاويا الحلال والحرام فان الانتخابات ليس فيها "جنبة" شرعية لا من قريب ولا من بعيد لاننا في النهاية لن نتوجه صبيحة الثلاثين من نيسان عام 2014 لانتخاب بنيامين نتانياهو  او تسيبني ليفني  او اسحق شامير. هي ممارسة مشروعة وفق كل الضوابط والمعايير لتحديد نوع الحكم وفي اطار الدستور الذي من ثوابته الاسلام وقد تم التصويت عليه على هذا الاساس من قبل الناس بمن فيهم رجال الدين. اذن لا احد "يروح بعيد" ويبدا ينسج فتاوى على هواه وما اكثر فتاوى هذه الايام. ليس هناك من داع لايهام الناس البسطاء بان من ينتخب زوجته حرام عليه لدى طرف ومن لاينتخب زوجته حرام عليه لدى طرف اخر. 
من المؤكد اننا حيال مشاكل من نوع جديد  بين من يريد الانتخابات ويدعو اليها وبين ومن لايريدها ولا يحث عليها. وبالتالي فان من الثابت اننا سوف نتوقع استخدام الكثير من وسائل واساليب التضليل والفبركة من اجل اقناع الناس ليس لمجرد التوجه الى صناديق الاقتراع واختيار من نريد بل لتحذيرنا من مغبة عدم انتخاب الزعيم الفلاني لانه وحده المنقذ من الضلال. الحملة الانتخابية وما سوف يرافقها من دعاية لن تكون سهلة ابدا لسبب بسيط وهو ان الانتخابات القادمة سوف تحدد هوية الدولة العراقية اما دولة موحدة سواء كانت مركزية ام فيدرالية ام دولة مفككة باقاليم تشبه دويلات مع مركز لايحل ولا يربط. اصابع العراقيين البنفسجية هي من سوف ترسم مستقبل هذا الكيان الذي اسمه العراق. في الانتخابات الماضية كنا قد خضبنا اصبعا واحدا بالحبر البنفسجي بينما تخضبت باقي اصابعنا بالدم. مع ذلك لايزال الطريق في بدايته والكرة في "ملعب الشعب".