قرار عدم المشاركة في الإنتخابات القادمة يوم الاربعاء الموافق الثلاثين من نيسان 2014 يعتبر من اسعد القرارات التي يسمعها رجال السياسة الذين تسلطوا على العراق واشاعوا الفوضى فيه، وهذا القرار سوف يبدأ الترويج له لإقناع المواطن العراقي بعدم جدوى هذه الإنتخابات بسبب إن هذه الإنتخابات سوف تشهد عودتهم من جديد يتحكمون بالعراق وشعب العراق ويسرقون ثرواته ويبنون قصورهم الخاوية على حساب الوطن والشعب. الإنتخابات سوف تجري والنتائج سوف تظهر سواء كانت نسبة المشاركة 10% او 90% سوف نشهد برلمانا جديدا وحكومة جديده سواء كان هذا البرلمان والحكومة يمثلان طموح رجل الشارع أو لا. وكلما كانت نسبة المشاركة أقل كلما زادت فرص الأحزاب والشخصيات البائسة التي حكمت العراق بالفوز والعوده من جديد إلى واجهة الأحداث...لآن هذه الأحزاب والشخصيات تعتمد بالأساس على بعض المنتفعين منها والمريدين لها والتي تضمن مشاركتهم في الإنتخابات القادمة وتضمن بذلك صوتهم ولكن هؤلاء لا يمثلون إلا نسبة قليلة من العدد الكلي الذي يحق لهم الإنتخاب وإذا حدث وتوجه كل من يحق له الإنتخاب إلى صندوق الإقتراع يومها فإنه سوف يحدث بالتأكيد زلزالا كبيرا في نتائج هذه الإنتخابات لا تصب في صالح منْ تلطخت إيديهم بدماء الشعب العراقي أو الذين إستحلوا المال العام وشبعت بطونهم من أموال سحت سرقوها من أفواه شعب العراق أو الذين أثبتوا عدم صلاحيتهم لإدارة العراق في المرحلة القادمة بعدما عجزوا عن قيادته في المراحل السابقة...وبصريح العبارة فإن أغلب الأحزاب المشاركة في تشكيلة البرلمان العراقي اليوم والمنبثقه عنها حكومة العراق اثبتت إنها أحزاب تتحرك خارج الزمن العراقي وشخصيات لا تمت للعراق بصله تتأخذ من العراق جسرا للعبور إلى جنانها الدنيوية الخاوية التي عمروها في بقاع العالم على حساب العراق، شخصيات عراقية أسما ولكنها أجنبية حاقده على العراق وشعب العراق منهجا وسلوكا, وإذا إستطلعت رأي الشارع العراقي في الداخل أو رأي الشارع العراقي في الخارج عن تقيمه للمرحلة التي عاشها العراق بعد السقوط لسمعت تقيما مماثلا بالتأكيد ولكن بعبارات مختلفه...
العراقي الأصيل هو العراقي سواء عاش في الداخل أو في الخارج نحن نعيش تفاصيل العراق لحظة بالحظة في الداخل ولكني على قناعة تامه بإن هناك في الإفق البعيد عراقيين يتألمون على ما وصل إليه العراق من حاله وإن ألمهم ممزوجا بغربه قاتله لهم كانوا يتمنون أن ينهض العراق بعد السقوط ليعودوا ويشاركوا في بناء وطن أنهكته الحروب ولكنهم وجدوا إن من كان يجالسهم ويتكلم معهم عن هموم الوطن ويستجدي منهم لقمة العيش سرعان ما تنكر لهم بعد ما إمتلأت جيوبه من أموال سحت سرقها من شعب العراق وعاد بها إلى موطنه الأصلي متفاخرا بسرقاته...إن قدر العراقي الأصيل سواء كان في الداخل أو في الخارج أن يقود حربا جديده للتخلص من وجوه علاها الصدأ وإسودت من كثرة الفضائح التي تزكم الإنوف...قدرنا أن نحارب من أجل العراق من جديد ولكن هذه المرة تختلف حربنا عن بقية الحروب الأخرى هي
حرب عنوانها الكلمة الصادقة
حرب تخطها أقلام الشرفاء في هذا البلد المنكوب
حرب منهجها تثقيف الشعب بمفاهيم الديمقراطية
حرب تقنع رجل الشارع وتعرفه بأهمية صوته وجعله يضع صوته حيث يجب أن يكون
حرب نتائجها تظهر عند فتح صناديق الإقتراع
من هنا تحسست الأحزاب الفاسده وكل من تسلط على العراق بإن هذه الإنتخابات سوف تكون مختلفه عن سابقاتها فما عاد إستغلال الدين يلقى الإذن الصاغية من قبل الشعب العراقي بعدما أثبتت هذه الأحزاب إن الدين لا يعني لها أكثر من مقعد في البرلمان يوفر لها غطاءا عن العهر الذي تمارسه ليلا وإن التمحور حول مفاهيم طائفية ضيقه ليس اكثر من ورقة توت لا تستطيع أن تخفي ما تتستر خلفه تلك الأحزاب من نهج وصولي ليتم لها سرقة وطن باكمله وبالمجمل فإن كل العناوين التي تسترت خلفها هذه الأحزاب والتي كانت سببا في فوزها سابقا سوف تكون نفس هذه العناوين سببا في سقوطها هذه المرة...
أدركت الأحزاب هذه الحقائق ولذلك راحت تبحث عن آليات جديده لكي تتخفى خلفها ومن ضمن بعض هذه الآليات التي بدأت تطفوا على السطح هي نزول نفس هذه الأحزاب بقوائم وكيانات متعدده وأسماء غير فاعلة على الساحة السياسية حاليا وعلى الاقل إعلاميا ولكنها كانت مساهمة في سرقة المال العام لا بل كانت المهندس لسرقة هذا المال والمهندس لكل الفوضى التي يعاني منها البلد...لعبة سوف تلعبها هذه الأحزاب لإيهام رجل الشارع بإنها أصبحت أحزابا نزيهة لذلك فهي أبعدت كل الوجوه التي يحوم حولها شبهات الفساد والسرقة وسوء الإدارة...ولكن عندما يفارقك الذئب سوف لا ترى منه إلا غبارا وهذا الغبار قادر على أن يتكاثف من جديد ويجتمع ليزيح لنا عن أنياب من الذئاب مجتمعة من جديد بعدما كانت متفرقة قبل الإنتخابات لتتفق مجددا على آليات إمتصاص دم العراق وشعب العراق...من هنا يأتي دور الإعلام الحر ويأتي دور المثقف العراقي في الداخل والخارج على التصدي لمخططات الذئاب وكشفها أمام المواطن العراقي لكي لا يكون صوته مساهما من جديد في عوده نسخة طبق الأصل للمشهد السياسي القائم في العراق اليوم وإن الخطوات الأولى لتغيير المشهد السياسي في العراق هي أن نقنع المواطن العراقي بإن
1) لا ينتخب أي حزبا سياسيا كان قد شارك في البرلمان العراقي وفي الحكومة العراقية
2) لا ينتخب أي كيانا سياسيا منبثقا عن هذه الأحزاب
3) لا ينتخب إي شخصية كانت عضوا في البرلمان في المراحل السابقة
4) لا ينتخب أي شخصية لا تطرح برنامجا إنتخابيا متكاملا
5) لا تنتخب أي شخصية لا تملك الكفاءة التي تؤهلها لعضوية برلمان العراق
6) لا تنتخب أي شخصية تظهر طريقة غير إعتيادية في حملتها الإنتخابية من خلال الترويج عبر قنوات تلفزيونية أثبتت عداءها لشعب العراق
7) لا تنتخب أي شخصية لا تكشف الغطاء عن تفاصيل حياتها الشخصية من حيث طرق عيشها ومصدر أموالها.
إن الشعب العراقي الذي نعول كثيرا عليه قادر على إحداث التغيير المطلوب في الإنتخابات القادمة وإن ما عاشه الشعب من معاناة ومصائب في المرحلة السابقة كافي لآن يجعلنا نتأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ونجعل شعارنا في المرحلة القادمة نشارك في الإنتخابات ونردد ها خوتي ها نسويه وما ننتخبهم...سوها ولا تنتخبوهم....سوها ولا تنتخبوهم.