من يتحدى الموت يبقى خالدا لم يمت

 

نعم من يتحدى الموت يبقى خالدا الى الابد لم يمت والدليل الامام الحسين وكل من سار في طريق الحرية ونصرة القيم الانسانية وبناء الحياة الحرة الكريمة

فهل مات الحسين

فالحسين تحدى الموت وقهره وبقي خالدا الى الابد وهذه حقيقة كل الذين تحدوا الظلم والظلام في كل التاريخ وفي كل مكان

فبتحدي ونضال الحسين ومن امثاله تتقدم الحياة وتتطور و يكرم الانسان ويسعد منذ اقدم الازمنة الى الان فلولا تضحيات هؤلاء لجمدت الحياة وماتت لكن أرادت هؤلاء وتضحياتهم كانت القوة التي تحرك عجلة الحياة

فهل مات الامام علي والامام الحسين وهل مات الزعيم عبد الكريم قاسم وهل مات غاندي وهل مات مانديلا فالذين ماتوا هم اعدائهم معاوية مات وقبر يزيد مات وقبر صدام مات وقبر

ان البقاء على الايمان مرتكز فالكافرون مضوا والمؤمنون بقوا

فالحسين ومن امثاله تحدوا الظلم والظلام تحدوا اعداء الحياة والانسان لا من اجل قتل الاخرين ولا من منطلق الحقد على الاخرين بل من منطلق الحب للاخرين حتى الذين اعلنوا الحرب عليهم ويريدون ذبحهم

قيل ان الامام الحسين انزوى في معركة الطف الخالدة فأجهش في البكاء لا خوفا من الموت ولا من كثرة الاعداء لا طبعا فالحسين من قوم لا يبالون سوى وقعوا على الموت عليهم او وقع الموت عليهم

هل بكى على ما سيحل به وبأطفاله ونسائه لا طبعا فمثل الحسين لا يبدأ من مصلحته الخاصة ابدا انه ينطلق من مصلحة الاخرين من سعادة الاخرين

اذن لماذا يبكي انه يبكي على الذين يريدون ذبحه وسبي عياله واطفاله اي قيم انسانية نبيلة سامية لان الله سيحاسبهم على جريمتهم الكبرى بحق الحياة والانسانية بحق الله ورسالته واحبابه وابنائه من بني البشر

يا ترى متى نفهم الحسين

متى نعرف الحسين

متى نرتفع الى مستوى الحسين

سيدي كنت صرخة الحرية والنور بوجه العبودية والظلام فكانت صرخة مدوية تزداد دويا في كل مكان وفي كل زمان فكانت قوة لكل من يريد الحرية والحياة الحرة الكريمة ومن يريد تبديد الظلام

فكانت صرختك صرخة الحرية كونوا احرار في دنياكم لا نريد ولا تريد سوى ذلك لان الحرية يعني الحياة يعني الله

كيف للعبيد ان يفهموا الله ان يعرفوا الله لا يفهم الله ولا يعرفه الا الاحرار

فالعبودية لا تصنع الا الفاسد المتوحش والحرية تخلق الصالح المتحضر

الحرية هي حرية العقل والفكر والعبودية هي تقييد العقل والفكر

من اجل الحرية صرخة الحسين من اجل ان لايرى فقير ومظلوم ومحروم ومضطهد في الارض كلها

لهذا أحب الحسين كل انسان حر في كل مكان ومن كل الاديان والمعتقدات

فهذا الانسان الحر غاندي يقول

لقد طالعت بدقة حياة الامام الحسين شهيد الاسلام الكبير ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي ان الهند اذا ارادت احراز النصر فلا بد من اختفاء سيرة الامام الحسين وقال لقد تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فأنتصر

وقال الكاتب المسيحي المعروف جورج جرداق

حينما جند يزيد الناس لقتل الحسين واراقة الدماء كانوا يقولون كم تدفع لنا من المال اما انصار الحسين فكانوا يقولون لو اننا نقتل سبعين مرة فاننا على استعداد لان نقاتل بين يديك ونقتل مرة اخرى

وقال السياسي الهندي الهندوسي تاملاس توندون

هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الامام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري وخليق بهذه الذكرى ان تبقى الى الابد وتذكر على الدوام

وقال هربرت سبنسر في كتاب الملحمة الحسينية

ان ارقى ما يأمل الوصول اليه الرجال الصالحون هو المشاركة في صناعة الانسان اي الاشتراك في خلق جيل صالح بينما مدرسة الحسين ليست فقط مدرسة تنبذ الظالمين انها مدرسة ليس هدفها صنع جيل صالح فحسب بل انها ايضا مدرسة لتخريج المصلحين

وقال الكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي

الحسين شهيد طريق الدين والحرية ولا يجب ان يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين بل يجب ان يفتخر به جميع احرار العالم بهذا الاسم الشريف

وهكذا يسموا الامام الحسين ويرتقي الى العلا قمرا يزداد تالقا بمرور الزمن حتى يبدد ظلام الظالمين ويدك حصون البغاة الطغاة ويعم نور الحرية في كل مكان من الارض