من يحكم العراق الان..؟

 

اثارت تصريحات مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري لصحيفة الحياة اللندنية بشأن الوضع الامني السيء في العراق والنفوذ الايراني الواسع عسكريا وقال بالحرف الواحد ان (قاسم سليماني قائد الحرس الايراني هو الرجل الاقوى في العراق )،الكثير من التساؤلات ،والتي اربكت الوضع السياسي في العراق لانها صدرت من حليف مهم لايران ومرجعيته كاظم الحائري يقبع في ايران(بالمناسبة المرجع كاظم الحائري اصدرى فتوى ضرورة محاربة السنة في العراق  وسورية قبل ايام ) ،وكشفت  هذه التصريحات حجم النفوذ الايراني (وشهد شاهد من اهلها ) في العراق كما نوهنا عنه دائما ،وفضحنا تواجده في العراق لملء الفراغ الامني كما يزعمون ،وما هو الا احتلال ايراني اعلنه صراحة مقتدى الصدر بلسانه لاول مرة ،وهو يؤكد حجم الخلاف بين التيار الصدري ودولة القانون من جهة وحجم الخلاف بين مقتدى الصدر وملالي طهران من جهة اخرى، ويؤكد هذا التصريح ايضا تستر حكومة نوري المالكي على جرائم الميليشيات الايرانية التي تعيث قتلا وتهجيرا بالعراقيين ،وتواطؤها مع ايران في تدمير العراق اقتصاديا وسياسيا وعسكريا،ودينيا من خلال ترسيخ جرثومة الطائفية في العراق ، ومن حقنا كعراقيين ان نسأل نوري المالكي رئيس الوزراء ،ماهو رده على هذا التصريح الذي  سمعه العالم كله ،وماهي اجراءاته ازاء نفوذ سليماني في العراق ،علما بان تصريح الصدر لم يكن الاول ،اذ صرح السفير الامريكي السابق  في العراق زلماي خليلزاد  وقال ان (ان قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي للعراق )،وهذا يؤكد ان ادارة اوباما تعلم من يقود العراق وتعلم حجم نفوذ ايران في العراق وتعرف من يقتل العراقيين ،ولكن لتوافق المصالح والمواقف السياسية في الاتفاقية النووية مع ايران والازمة السورية في مشهد تخادم سياسي مخز،لذلك كان القرار السعودي بتوحيد الجيوش الخليجية في مواجهة الخطر الايراني التوسعي المعلن هو اشارة البدء بسيناريو اخر في المنطقة هو الاشد اسودادا من سابقه ،مما يضع المنطقة برمتها على كف عفريت الحرب العالمية الطائفية الثالثة التي تشعل اوارها ايران في المنطقة من خلال تدخلها في قمع الثورة السورية هي وحزب الله اللبناني ،لابقاء نظام بشار الاسد الدموي في الحكم ،لذلك ليس مفاجأ لنا نحن العراقيين ان يكون قاسم سليماني هو الحاكم الفعلي للعراق وهو الرجل الاقوى ايضا حسب اخر تصريح لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدر ،ولكن ماهو موقف السياسيين والكتل والاحزاب الاخرى، المشاركة في العملية السياسية الفاشلة (حسب تصريحاتهم وصراعاتهم على المناصب والنفوذ والسلطة )،وماهو موقف مجلس النواب من هكذا تصريح يعد الاخطر والاقوى لقائد في التحالف الشيعي (الوطني)،هو مقتدى الصدر غريم المالكي سياسيا على الاقل في العلن اذ انه دائما يخذل جمهوره ،ويعدل عن قراراته ضد خصمه اللدود نوري المالكي ودولة القانون ، نحن ازاء انتخابات برلمانية قادمة، ويدخل هذا التصريح (على يقيننا به منذ بدء الغزو الامريكي الغاشم على العراق بحجم دعم ايران للغزو ومشاركتهم فيه ) ،في المزايدات السياسية والتسقيط السياسي والدعاية الانتخابية ،ولو على حساب قتل العراقيين وماسيهم التي تسببها نظام الملالي في طهران طيلة فترة الغزو وما بعده ،انها محنة العراق والعراقيين ان يتحكم فيهم من ولاؤه لايران ،او من لايستطيع ان يقول لايران كفي اذاك عن العراق ولاتتدخلي بشؤونه،فهل يجرؤ سياسي عراق ورئيس حزب ديني عراقي ان يكشف اسرار التواجد الايراني في العراق ،ويقف بوجهه علنا ،ليكون عراقي الولاء والموقف ،لا ان يبرر تواجد الميليشيات والاحزاب والحرس الثوري وفيلق القدس في العراق ،ولايستطيع ان يسد الاجواء العراقية بوجه الطيران الايراني المحمل بالعتاد والسلاح والمقاتلين الى سوريا لحماية نظام الاسد ، او ان يقف بوجه المد الصفوي الايراني التوسعي في المنطقة ،اشك واجزم واتحدى اي سياسي عراقي وحزب عراقي وشخصية عراقية، ان تقف بوجه المد الصفوي الايراني في العراق والمنطقة، لسبب بسيط هو ان قاسم سليماني هو الرجل الاقوى في العراق ولاسواه ،وهو الحاكم الفعلي للعراقيين ...ولله في خلقه شؤون...وشجون .