كلمات في الحب....

 

نكتب.... ونتحدث كثيرا عن الحب...واعتقد ان الوقت قد حان لنناقش فلسفة هذا الشعور الانساني المميز...الذي يربط بين الأرواح...فتغدو الحياة ...اجمل......

لايمكن لأي حوار في هذا الخصوص ان ينطبق على جميع الثقافات او الحضارات وحتى الاشخاص ..حيث يفسر كل انسان الحب من وجهة نظره هو...وهنا يكمن التنوع......والخرافة......

سأحصر كلامي في محورين.....المحور الأول....الحب المفضي الى الزواج......وطبعا هذا من اكثر انواع الحب شيوعا في مجتماعتنا الشرقية.....حيث يلتقي شخصين عازبين....في محل عمل او مناسبة عائلية واحيانا يكون ذلك اللقاء مدبرا...... .وتأتي النظرة الاولى التي يقيم كل منهما الأخر فزيولوجيا....ويدرسان مقدار توافق الشريك مع امير او اميرة الأحلام الراقد في الخيال منذ المراهقة........وعندما تتحقق تلك النظرة الأولى...يأتي دور الخطوة الثانية ..وهي البدء بتبادل الكلام والحوارات حول مختلف جوانب الحياة والتي غالبا ماتكون متحفظة ومصطنعة ويعلوها الخجل..........وهذه المرحلة قد تطول او تقصر حسب درجة معرفة الشريكين فقد تستمر لأشهر لو كانا يعملان معا....او سنوات لو كانا من الاقارب...او ربما ساعات...في اللقاءات المدبرة.................. وتليها الخطوة الحاسمة وهي العائلة والأصل.......والتوافق الاجتماعي بين الشريكين..........واخيرا يتم الأرتباط بمباركة الاهل طبعا....هذه هي قصة الحب الشرقية الأزلية التي تزوج تسعون بالمئة من مواطنينا بواسطتها..........ولايمكن ان تكون هناك طريقة مختلفة...مادام ان الغرض من الحب هو الزواج في النهاية....وإلا يصبح محض عبث يرفضه الدين والمجتمع........

ولكن.................................... .

المحور الثاني هو الحب الذي اقصده...... والذي تغزل به العشاق والشعراء........... انه....لحظة....وومضة.....تعرف خلالها ان غدك سيكون مختلفا......... شعور بإنجذاب سحري تجاه مخلوق ما.......    والتقاء كيمياوي لايمكن تفسيره......ومهما كانت هناك اختلافات عمرية...او ثقافية او اجتماعية بين الشخصين نجدهما يتجاوزانها....ولكأن تلك الاختلافات وجدت لكي تتطابق..............ولكن هل يفضي هذا الحب الى الزواج..........في معظم الاحيان.......لا..........ببساطة لأنه حب جارف لاعقلاني لايستند الى المنطق...وغالبا مايأتي في اوقات غير ملائمة....ولكنه يترك بصمة على الحياة....لايمكن نسيانها...........

محظوظ حقا هو الشخص الذي اختار بقلبه واحب شخصا بهذه الطريقة...وشاءت الصدف ان تنطبق عليه الشروط والضوابط الاجتماعية والزمنية...فأصبح....شريكا للحياة....................

ولكن هل تتويج الحب بالزواج يقضي عليه...وهل ان قيسا لو حظي بليلى او جميل ببثينة لما كتبا فيهما كل تلك الاشعار.........هذا محور مختلف يستحق النقاش.............ربما......