هيا نتعلم من صرخة الحسين

 

لا شك ان صرخة الحسين في يوم الطف الخالد

صرخة المظلوم المسروق ضد الظالم السارق

صرخة الاحرار والحرية ضد المستبدين والعبودية

صرخة عشاق الحياة ضد اعداء الحياة

صرخة الذين لا يملكون شي ضد الذين استحوذوا على كل شي بدون حق

صرخة النور والمعرفة ضد الظلام والجهل

صرخة الحب والسلام والقيم الانسانية ضد العنف والحروب والقيم الوحشية

فالامام الحسين لم يطلب منا البكاء واللطم وضرب الصدور والرؤوس والظهور بل انه طلب منا ان نكون احرار في دنيانا في هذه الحياة

نعم انه خاطب الجميع و كل الذين حوله كونوا احرار في دنياكم انه اول طلب طلبه من الناس جميعا

لانه يعلم علم اليقين

ان الانسان الحر انسان والانسان الحر مصدر كل خير كل حب في هذه الحياة

اما الانسان العبد فانه حيوان بل دون الحيوان درجة فهو مصدر كل شر وكل وحشية في هذه الدنيا

فالحر يبني والعبد يخرب

والحر يحيي والعبد يميت

والحر ينشر النور والمعرفة والعبد ينشر الظلام والجهل

فالحر ينشد الحب والسلام والعبد ينشد الكره والحروب

فالامام الحسين لم يطلب منهم ان يكونوا معه ويتخلوا عن اعدائه وانما طلب منهم ان يكونوا احرار فقط لانه على يقين

ان الحر سيكون معه والعبد سيكون ضده

هذا ما اراده الامام الحسين في صرخته المدوية في يوم الطف الخالد وهذا ما يجب ان نتعلمه من صرخة الحسين الحرة

فالانسان الحر لا يرضى بضيم ولا يقبل بذل لا يقبل بتسلط الظالمين المستبدين ولا يخضع للطغاة المجرمين مهما كانت التحديات والتضحيات

فوالله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما الا شقاء

يعني ان الانسان الحر يرى العيش مع الظالمين هو الشقاء والالم ويرى الموت بيد الظالمين المستبدين هو السعادة بل ذروة السعادة والسرور كيف لا وصرخة الامام علي عندما ضربه المجرم المأجور ابن ملجم بأمر من عدو الحياة والانسان معاوية ابن ابي سفيان تدوي فزت ورب الكعبة

فالانسان الحر هو الذي يحترم اراء الاخرين وافكار الاخرين اي يحترم ويقدس عقل الانسان فالانسان الحر يعني حر في عقله والانسان العبد هو الذي يقيد عقله

لهذا نرى الامام الحسين عندما وقف في يوم الطف خاطب الذين حوله انصاره وانصار اعدائه فقال لهم ايها الناس

نحن الان على دين واحد على رأي واحد حتى لو اختلفنا في وجهات النظر في الاراء في الافكار لكن عندما يقع السيف بيننا اصبحنا انتم دين ونحن دين فأستخدام السيف والقتل هو من طبيعة حيوانات الغاب العبيد في حين استخدام العقل هو من طبيعة الانسان

فكل الحروب التي حدثت والتي ستحدث في كل التاريخ اما بين

طرف باطل ضد طرف حق

او طرف باطل ضد طرف باطل ايضا

اما طرف حق ضد طرف حق فهذا هو المستحيل فالذين يقرون بهذا فانهم كاذبون منافقون اعداء الحق واهله وانصار الباطل واهله لهذا يجب الحذر من هؤلاء

لهذا فالحسين يحبه ويحترمه ويقدسه كل انسان حر في كل مكان وفي كل زمان ومن مختلف المعتقدات والافكار في حين الذين يكرهون ويمقتون الحسين كل العبيد وفي كل مكان ومن مختلف المعتقدات وعلى رأسهم من يعتنق الاسلام