ملامح معركة البوسنة ترسم في وجه طوزخورماتو..!! |
ﻻ يخفى أن الصعاب والمآسي والنكبات تخلُق من الفرد إنساناً صلب العقيدة، ثابت الإيمان، رابط الجأش ، قوة الإرادة والعزيمة للنصر ، هذا ديدن الانسان العراقي على مرّ اﻷزمنة كما قال الشاعر المتنبي :( على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم ) فقد ركز في قصيدته على البنى الثلاث هي ( الإرادة ، التردد ، الانتصار )..! لذلك مع قرب طي الصفحة القديمة لعام ٢٠١٣ من تاريخ العراق وفتح الصفحة الجديدة لعام ٢٠١٤ نريد ان نستذكر اهم الأحداث والمصائب والجرائم بالإحصاءات الدقيقة التي حلت بمدينتنا الشهيدة " طوزخورماتو " وهي عنوان للتضحية والفداء من اجل الوطن والمبدأ والعقيدة . وصور للشجاعة والعزيمة وإرادة أهلها المنكوبين للمصارعة مع العدو (الارهاب ) من اجل البقاء على قيد الحياة في ظل السكوت للمنظومة الاعلامية عنها ، والسلطات الحكومية والإقليمية والدولية على تلك الجرائم البشعة التي ترتكب بحق التركمان فيها وانتهاك واضح لحقوق الانسان. فهي عملية إبادة جماعية بالمعنى الصحيح وتشبه بشاعتها لتلك الجرائم التي ارتكبت بحق الانسانية في مدينة سرايفو اليوغسلافية عاصمة جمهورية البوسنة ، التى شهدت معارك تطهير عرقى بين عامي 1992- 1995..! ادارياً تابعة الى محافظة صلاح الدين تبعد عن العاصمة بغداد ٢٠٠كم وعن مركز كركوك ٧٠كم ، وهي من المناطق المتنازعة عليها ومحل الصراع بين الحكومة المركزية و الإقليم. هذه المدينة التي كانت تغفو على دفء المواقد وسحر الحكايات القديمة وتصحو على أصوات المآذن والحسينيات وصياح الديكة. هذه المدينة العراقية الاصيلة المضمخة بنبل المشاعر وصدقها..! هذه المدينة التي كانت تسورها البساتين في سالف الزمان للاسف الان تسورها ( جدار الكونكريت والعوارض الحديدية ) نتيجة العمليات الارهابية التي تنفذ بحق التركمان بشكل يومي سواء ( بالتفجير والخطف والتهجير والقتل ...الخ). ان استهداف "التركمان" في طوزخورماتو وهي ( ابادة جماعية ) بأمتياز وعمل ارهابي منظم وممنهج تقوم على اساس العرقي والمذهبي غايتها محو الهوية التركمانية بتخطيط إقليمي وبالتعاون مع بعض الجهات التي لا تريد الامن والامان للعراق وشعبه فيعملون على زرع الفتنة وتغير ديمغرافيتها باعتبارها من المناطق الحيوية والاستراتيجية في العراق فيقع على مفترق ثلاث محافظات ويمر من خلالها طريق دولي وشريان اساسي لحركة النقل بين شمال العراق وبقية محافظاته ، وان تقسيم العراق اذا تبدأ فيبدأ من هذه المدينة..! لذا نستعرض لكم بشكل مختصر عن عدد العمليات الارهابية التي نفذت بحق التركمان في هذه المدينة المنكوبة فخلف الأضرار المادية والبشرية فكانت ذروتها في عام ٢٠١٣ وكما يلي :- # الأضرار البشرية للتركمان : ١- عدد الشهداء بلغ تقريبا ٥٠٠ شهيد وكان اغلبها من العنصر الرجال. ٢- عدد الجرحى بلغ تقريبا ٣٥٠٠ جريح بين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. ٣- عدد المخطوفين بلغ تقريبا ١٦٠ مفقود. ٤- عدد العوائل المهجرة من المدينة نتيجة العمليات الارهابية بلغ ٧٥٠ عائلة. # الأضرار المادية للتركمان : ١- عدد البيوت المهدمة والمتضررة بلغ تقريبا ١١٠٠ بيت. ٢- عدد السيارات المتضررة بلغ تقريبا ٢٥٠ سيارة بمختلف أنواعها وأحجامها. ٣- عدد المحال التجارية المتضررة بلغ تقريبا ٢٠٠ محل. ٤- عدد الدور العباد التابع للتركمان (الحسينيات والجوامع ) المتضررة والمهدمة بلغ تقريبا ٨ . # نوع العمليات الارهابية التي نفذت : ١- عدد العبوات الناسفة بلغ تقريبا ٤٠٠ عبوة. ٢- عدد السيارات المفخخة بلغ تقريبا ٤٥ سيارة. ٣- عدد صواريخ الكاتيوشا بلغ تقريبا ٨ صاروخ. ٤- عدد الأحزمة الناسفة بلغ تقريبا ١٤ حزام. ٥- عدد الستوتات المفخخة بلغ تقريبا ٤ لذا ندعو الحكومة العراقية الموقرة والمنظمات الدولية والمحلية والإقليمية ومحبي الانسانية الاسراع في نجاة وحماية شريحة التركمان في العراق من الانقراض والقتل والتهديد وخصوصا في طوزخورماتو المنكوبة من هذه الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية..! Mehdimuhtaroglu@yahoo.com |