هل الشيعة والسنة مهمشون؟؟ |
بعدما تحرر الشعب العراقي من اغلال وقيود السلطة الدكتاتورية , والبدأ بمرحلة جديدة في الاعتماد على نظام سياسي يرتكز على الطائفية والمحاصصة السياسية بشكل اساسي , في توزيع مفاصل الدولة ومؤسساتها الحيوية على الطوائف السياسية التي فازت بالبرلمان ومجالس المحافظات عبر الانتخابات . من اجل السير في طريق الحرية والكرامة والديموقراطية , التي تحقق التطور والازدهار في جميع ميادين الحياة العامة .. من تحسين الظروف المعيشية بتوفير فرص العمل في تفعيل وتنشيط عجلة الدولة الاقتصادية , الى محاربة الفقر والعوز والحرمان وتوفير الخدمات الاساسية والضرورية للمواطنين , الى ترميم وتشيد واعمار واصلاح البنية التحتية , الى توفير الامن والاستقرار , الى تدعيم وترويج الفكر الثقافي الذي يؤكد على وحدة وصلابة اللحمة الوطنية ومد جسور التواصل والحوار بين المكونات السياسية والدينية لخدمة العراق , واستغلال ثروات النفط لصالح الشعب والوطن , وخلق سياسية مستقلة تحفظ استقلالية البلاد وسيادته من اجل منع تدخل دول الجوار في شؤون العراق الداخلية حفاظا على صيانة استقلالية القرار السياسي المستقل , الى احترام الدستور وعدم خرقه او تجاوزه واحترام استقلالية القضاء , والالتزام بالحوار السياسي لحل المشاكل والمعضلات والازمات الطارئة , الى رفع الحيف والظلم من كل الطوائف والمكونات الدينية دون استثناء والتأكيد على الترابط الوثيق لمكونات الشعب ( شيعة - سنة - اكراد ) . لكن الذي حدث هو عكس التيار وبالضد من الامنيات والامال والطموحات والتطلعات , اذ لم يشهد الواقع السياسي الفعلي , سوى الاحتقان والتخندق والتوتر والعنف الطائفي وزرع الفتنة والفرقة والانقسام , وشحذ الخطاب الطائفي المتشنج والمفتعل بهدف زعزعت اللحمة الوطنية وتخريب النسيج الاجتماعي , ولم يشهد البلاد التطور والازدهار في كل المحافظات الجنوبية والغربية فلا الطائفة الشيعية قطفت ثمار التغيير , بل ساد مناطقها الاهمال والنسيان والتردي في جميع مناحي الحياة وبشكل مزري ومأساوي , وكذلك الحال الى الطائفة السنية ليست احسن حالا من شقيقتها الطائفة الشيعية , وتشابهت في الاهمال وتردي الخدمات الاساسية وغياب مشاريع الاصلاح والبناء , بينما ممثليهم ونخبهم السياسية الذين وضعوا ثقتهم بهم في الانتخابات قطفوا لوحدهم دون طوائفهم ثمار التغيير بالمنافع المادية والمالية وشهوة الى السلطة والنفوذ , والحصول على الامتيازات الكبيرة والتخمة في الرفاه والرخاء والسعادة , والصراع على التنافس على الكعكة والعراقية والغنائم بدرجة تفوق العقل والمنطق . ان هذه النخب السياسية في الحكومة والبرلمان خانت طوائفهم والعراق , ونكثوا بحلفهم وقسمهم بان يكونوا صوتا عراقيا لكل الطوائف وسيعملوا على الاصلاح الشامل الذي يخدم الشعب والوطن بصدق ونزاهة , لكنهم تحولوا في الواقع الفعلي الى تجار وسماسرة يبعون مواقفهم السياسية الى كل من يدفع اكثر مالآ لتحقيق مأربهم الشخصية ومنافعهم وطموحاتهم الذاتية ,. والان انكشفت اللعبة وسقطت الاقنعة وتعرى زيفهم ونفاقهم , يحاولون من جديد انتهاج لعبة خطيرة بالشحن الطائفي والتخندق والاحتراب من اجل تحقيق منافع سياسية في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات في سبيل الحفاظ على امتيازاتهم السياسية . ان التخندق واشعال الفتنة الطائفية ليس طريقا لتخلص من الظلم والاجحاف والحرمان والحيف , وليس الركض واللهاث خلف هؤلاء الذين خانوا العهد والوعد وانكشف فشلهم وعجزهم في قيادة شؤون البلاد , والذين فقدوا سمعتهم ومكانتهم السياسية . بل يجب ان تتوحد الارادة العراقية والهوية العراقية في التخلص من الواقع المؤلم والمرير بمعاقبة هؤلاء النخب السياسية بالانتخابات وبتصاعد موجة الاحتجاجات والمظاهرات السلمية وان يكون شعارها الموحد للعراق ولصالح الشعب العراقي ومن اجل خدمة العراق والهوية العراقية , لان العراق بيت لكل الطوائف بدون استثناء , وان كل طوائفه تتميز بالاصالة والكرامة والروح العراقية الاصيلة . ويجب اخذ الحذر والحيطة من الاصوات والابواق المأجورة التي تدعو الى الشحن الطائفي المقيت وبالتهجم والتطاول على قامة واصالة الطوائف العراقية بالنعوت والصفات الحاقدة والبذيئة , يجب سد الابواب والنوافذ امام هؤلاء المتصيدين بالماء العكر , الذين يراهنون على شق الصف الوطني والطائفي باشعال الحراق المدمرة |