قصص قصيرة.. بقلم/ حسين علي غالب







التوبيخ 

ما زال يعيد نفس المادة الجامعية..!!

توبخه أستاذة الجامعة وهو فرح ومبتسم ، وكأنه يسمع كلمات المديح ..؟؟

يحرك رأسه بعدما انتهت أستاذته من توبيخه ويجلس على مقعده .

أنه لا يحب الدراسة بتاتا ولا يهتم بتخصصه الجامعي أيضا .

كعادته لا يستوعب من المحاضرة ولا كلمة ولكنه يحب توبيخ أستاذته بشدة .

أنها تذكره بالماضي الجميل عندما كانت أمه ما زالت على قيد الحياة حيث كانت توبخه بشكل دائم من أجل مصلحته ومستقبله .



خبير متخصص

مارس هوايته مع الكل من دون استثناء ..!!

لقد كان يسيل لعابه على المال مهما كانت قيمته .

أن هوايته هي السرقة و هو مبدع للغاية في السرقة و يعرف كل أساليبها الصغيرة و الكبيرة منها .

دخل السجن و حكم عليه عدة سنوات لأنه سرق رجل عجوز بلغ السبعين من العمر .

فرح كل من عرفه بخبر بسجنه لأنهم تخلصوا منه .

سقط النظام الحاكم و خرج من السجن و زاد حبه للسرقة .

فكر بطريقة يمارس به هوايته "السرقة " و أن  يتوسع من دون أن يتعرض له أحد ، و لكنه لم يصل إلى أية نتيجة .

سمع عنه أحد الوزراء فجلبه و عينه بمنصب "خبير متخصص "..!!

غير تهمته من سجين بتهمة السرقة إلى سجين سياسي و جعله يمارس هوايته و لكن على شرط أن يلتهم سيده كل "الكعكة " و هو يحصل على بقايا الفتات .




مرسال الحب 

عبقري جدا في كتابة رسائل الحب حتى أنه يمتلك كل الكتب المتخصصة برسائل الحب ، و لديه القدرة على كتابة عشرين رسالة دفعة واحدة في يوم واحد .

يكتب رسالة حب مطولة باسم هذا و تلك .

يفعل هذا ليس لكي يجمع اثنين برباط الحب المقدس ..؟؟

يقوم بكتابة الرسائل ليس لأن الموظفين و الموظفات يطلبون منه هذا..؟؟

أنه يكره وظيفته للغاية لأنه موظف بسيط في أدنى الدرجات الوظيفية في الدائرة الحكومية ، و يغار و يكره عدد كبير من زملائه في العمل.

من أجل هذا بات يكتب رسائل حب باسم هذا الموظف و تلك الموظفة و يرسلها في الوقت المناسب  ، لكي ينشر الفتن و المشاكل و الحرج فيما بينهم و يستمتع هو باللعب بهم كيفما يشاء .



لا يفعلها إلا الحمار 

ما أجمل هذه الأرض الشاسعة .

تبارك الله فيما خلق أنها أرض جميلة و على سفح الجبل و تنفع للزراعة و الرعي بنفس الوقت .

أن أهل القرية يذهبون مسافة ليست بالقصيرة من أجل الزراعة و الرعي ، و يجب أن أجد حل سريع فأنا مختار القرية و هم سلموني زمام أمور القرية بأسرها .

كم أتمنى أن أستخدم الأرض الجميلة فهي قريبة للقرية و قريبة ""لكفري ""أيضا ، و لكنها أمنية صعبة التحقيق فلقد سمعت من كبار القرية بأنها مزروعة بالألغام منذ الحرب العراقية الإيرانية .

أخرج من كوخي الصغير و أذهب إلى أكبر رجل بالعمر في القرية أكيد أنه ما يزال يدخن بشراهة و سوف يفتح موضوعه المعروف و المكرر عن شبابه حينما كان يسمع ""حسن جزراوي"" و يدخن علبة سجائر ""سومر أسود"" و كيف أن له صولات و جولات حينما كان " "بيشمركا"" لا يشق له غبار .

أصل إليه و يبدأ بإعادة شريط حياته  فأحرك رأسي كعلامة أنني مستمع و مهتم و معجب بما يقوله و لكن العكس هو الصحيح طبعا.

ينتهي من الحديث و يبدأ بإخراج سيجارة من جيبه فأقول له حدثني عن الأرض الجميلة و التي يقال عنها أنها مزروعة بالألغام ..؟؟

يحرك الرجل العجوز رأسه و يصمت لنصف دقيقة و يقول : لقد رأينا الجنود العراقيين و الإيرانيين يتواجدون هناك و لهذا توقعنا أن يكونوا قد زرعوا هذه الأرض بالألغام فهذا شيء معروف عنهما .

لم أصل إلى إجابة وافية و كاملة و تركت الرجل العجوز يدخن بشراهة .

تقدمت بخطوات بطيئة نحو الجبل لكي أطلع عليه من بعيد .

أصل إلى الجبل و أتفحصه و لكن من دون أي نتيجة ، و إذ أسمع شخصا يصرخ بأعلى صوته : قف أيه الحمار.

التفت إلى الخلف و أجد حمارا يجري بسرعة و يصل إلى الأرض الجميلة ، أؤشر بيدي لصاحب الحمار و أقول له : ما بك ..؟؟

يرد صاحب الحمار وهو يستجمع قواه : لقد أتعبني هذا الحمار و لقد ضربته بالعصا حتى هرب مني .

خطرت ببالي فكرة وهي أن أستخدم الحمار لكي يستكشف الأرض ، و حينها سوف أكتشف أن كانت مزروعة بالألغام أم لا .

أخذت العصا من صاحب الحمار و بدأ صاحب الحمار يصرخ على حماره بأعلى صوته مهددا إياه ،  و أنا أرفع العصا و أحركها عاليا و حينها بدأ الحمار بالتقدم في الأرض و كلما يتقدم أنا أتقدم خطوة أو خطوتين داخل الأرض بهدوء شديد .

نجحت فكرتي و بدأت أحرك الحمار هنا و هناك و حينها شعرت بحلاوة النجاح و الانتصار و هكذا يمكنني أن أوجه أهل قريتي لكي يستخدموا هذه الأرض و أن كانوا خائفين فليستخدموا حمارا لكي يستكشفها .




اليوم 

تنظر الأم إلى أبنها و تقول له : لا تكن جبان ، فاليوم هو يوم مصيري بالنسبة لك..!!

يبتعد قليلا عدة خطوات ، و إذ ينظر إليه أباه و يقول له : كن شجاع و أرفع رأسي عاليا فأما تكون أو لا تكون  ..!!

يتقدم وكله خطوات واثقة ، و مليء بالشجاعة و العزم فاليوم هو يومه الأول مع ""زوجته"" و يجب أن يثبت رجولته و قوته إمامها و إلا سوف يسقط بنظر أمه و أباه .