سفير النوايا الحسنة نبيل الامير يوجه رسالة للشعب العراقي تحت عنوان "اعصار ما بعد الامطار" |
عراق تايمز ــ البصرة: بسمه تعالى. الى / شعبي . . أصدقائي . . أعزائي . . أهلي وعشيرتي لاغبار على مطالب الشعب عندما يُطالب بحقه وإستحقاقه، ولاغبار عندما يَصيح الشعب بأعلى صوته ضد الظلم والطغيان والتهميش، ولاغبار عندما يصرخ الشعب ثائراً لكرامته وشرفه وشرف حرائره. لكننا نتوقف عندما نسمع أصواتا نشاز وهي تُطالب بالعفو عن المجرمين والإرهابيين تحت مظلّة الحقوق والإنسانية، نتوقف عندما يَصبح العملاء زعماء يهتفون بإسم الشعب والأمة والوطن، ويُتاجرون بعواطف الناس ومشاعرهم، تحت مسمى الوطنية. فنحن لانقبل أن يُرتَهَن الوطن مقابل شخص مهما كان إسمه أو صفته أو فضله، ولانقبل أن يَحترق الوطن لخاطر شخصية سياسية مهما كان شأنها ومكانتها، فالوطن أغلى وأكبر من الجميع. فكُلنا راحلون والوطن باقي، جملة تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، لكن من منّا سيذكره التاريخ بخير؟ ومن منّا سيسكن مزابل التاريخ؟، من منّا سَيُحبه الله وشعبه؟. ومن سيلعنه الله وشعبه؟، من منّا سَيَدخل قلوب الناس قبل بيوتهم ومن سيدخل بطون الناس ويلفظونه مع فضلاتهم. مَرّ بصفحات الوطن الكثير، السياسي وسياسي الصدفة، والمتديّن والمُدّعي، والمحترف والمدّعي، والشريف النزيه والمدّعي .. لكن هل سأل أحدكم أين كل هؤلاء؟، أين ذهبوا؟. لقد رحلوا وأصبحوا تاريخاً صفحات بعضه سوداء كوجوه أصحابها ، وصفحات بعضه بيضاء كقلوب أصحابها. لاتتكابروا على شعبكم، فهو من صَنَعَكُم، وهو القادر على إزاحتكم. تصالحوا، وتصافحوا، وتشاركوا بحسن نية، وقلب مفتوح ملئه المحبة والثقة، وإلّا فارقوا وإختفوا بلا رجعة ليتسنى لغيركم تقديم خدماته. لقد حانت الساعة .. فبالإمتحان يُكْرَم المرءُ أو يُهانْ، وإمتحان اليوم عليكم إجتيازه وبسرعة قبل أن ينقلب الأمر عليكم، ويدخل الوطن في نفق لايعلم إلّا الله أين نهايته. فالمؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف، كونوا أقوياء بشعبكم ودينكم وأخلاقكم، وإعلموا أنها لو دامت لغيركم ماوصلت لكم. اللّهم إشهد أني بلغتكم . . أللّهم إشهد. والله من وراء القصد. والسلام عليكم ورحمة الله. د. نبيل أحمد الأمير التميمي سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة / للتربية والثقافة والفنون |