السيد المالكي هل هو نفسه ام تغير
كنت متأملا كيف كان السيد المالكي عند سقوط النظام عام 2003 وعودته الى العراق وكيف عرفناه كعراقيين عن كثب عندما كان عضوا في الجمعية الوطنية الاولى واتذكر انه قد اشتبك كلاميا مع اياد علاوي حول اخلاء هيئة اجتثاث البعث لمقرها وعدم تخصيص مقر لها وحينها انبرى له مشعان الجبوري ووصلت المناقشة الى حد عنيف وتذكرت عدة تصريحات له عندما اصبح عضو لجنة كتابة الدستور وحينها دافع عن الفدرالية دفاعا مستميتا بل انه هاجم من يريد ان يلغي الفدرالية من الدستور واعتبرها حينها ضمانا للشيعة فاذا لم يعجبهم الوضع في العراق الجديد يستطيعوا ان يخرجوا في اقليم الوسط والجنوب ويكونوا احرار وبدون ضغط المركز حسب تعبيره الذي اتذكره لحد الان واتذكر كذلك تصريحه الذي قال فيه انه ولى الزمن الذي كان العراق يعطي فيه نفطا الى الاردن بنصف السعر او يعطي مساعدات نفطية لاي بلد عربي مثلما كان يفعل النظام السابق واتذكر  قراءته لتقرير لجنة الامن والدفاع حول جهاز المخابرات وكيف هاجم الجهاز حينها وطلب من البرلمان ان يأخذ بتوصيات بالتحقيق مع مدير الجهاز حينها محمد الشهواني  ولم يتم ذلك لان المخابرات كانت محمية من القوات الاميركية وهي مسيطرة عليها وبدأت اقارن بين خطاباته وافعاله حين اصبح رئيسا للوزراء انها  علامات فارقة في حياة الرجل وانها تبين هل تغير الرجل ام لا ومصيبة المصائب ان كل من يعرف المالكي عن قرب في الماضي والان حتى وان كان مختلفا عنه سياسيا يصفه بانه انسان بسيط وهذه اجمع عليها كل الذين يعرفونه وانه يحب ان يستشير اي شخص يلتقيه وانه ذو قلب حنون وانه يحمل هم العراق وانه كان يفكر دائما بان يعود الى العراق ويرتاح من سنوات الغربة وان يعمل في رص صفوف حزب الدعوة وتنظيماته وانه لاينسى اصدقائه القدامى وانه يمتلك نفحة انسانية بكل مامن الكلمة من معنى وانه غير متكبر وان المنصب لم يغيره سوى بعدم التفرغ  لبعض الامور العائلية و  كثير من الصفات الجيدة التي يتمتع بها اي انسان سوي ومحترم كل هذه المقدمة الطويلة اسوقها لااقارن هل غير المنصب الرجل اقصد السيد المالكي ام لا في السياسة هناك امور تفرضها عليك الظروف الدولية والظروف التي تحيط بموضوع تجعلك تغير قراراتك مع المتغيرات الاقليمية او الدولية فالمالكي الذي كان يستهجن اعطاء النفط العراقي الى الاردن اصبح الان يحث الخطى لهذا الموضوع واصبح يعرف كيف يعطي مساعدات للسودان ولهذه الدولة او تلك لانه وكماقال قبل فترة ان العراق يجب ان يستعيد دوره ووضعه الطبيعي في المنطقة كدولة كبيرة ولها وزنها في الامة العربية والعالم وهذا صحيح  ولاخلاف عليه اذا الرجل اختلفت  رؤيته للامور عندما اصبح رئيسا للوزراء واصبح يلتقي برؤساء دول ويعرف التعامل الدبلوماسي  ويعرف  كيف تكون سياسة العراق الخارجية وهي سياسة وللانصاف سياسة صحيحة بعيدة عن المحاور ولكن الخلل فيها ان المحيط الاقليمي لايتقبل المالكي كرئيس وزراء نتيجة سياساته الداخلية فهو الان يعادي تركيا والسعودية والقسم الاكبر من دول الخليج لاتستسيغه كحاكم للعراق وتعتبره حاكم طائفي ويفرق بين شعبه والخ من الاتهامات   والمصيبة الكبرى ان المالكي عندما اصبح رئيسا للوزراء عام 2006 كانت اول زيارة له للسعودية والكويت ورحب به في حينها وعندما تسوء علاقتك مع دول مهمة مثل السعودية وتركيا وقطر والامارات فانك تعاني انعكاس هذه العلاقة السيئة على اوضاعك الداخلية وكل هذا اعتقد ان سببه هو المستشارين الذين يعملون  مع السيد المالكي والذي وصفهم  السيد ضياء الاسدي زعيم كتلة الاحرار يوم امس في لقاء تلفازي بانهم حائط صد وجميع الذين لديهم مشكلة مع المالكي عندما يجلسون معه بمفردهم يحلون المشكلة ويخرجون بحلول وراضين كل الرضا لان المالكي يقرر وانتهى الموضوع وحتى اتفاقيات اربيل المالكي عندما وقع عليها كان سيطبقها حتما لانه رجل يحترم كلمته وتوقيعه ولكن الاكيد ان المستشارين  او لنقل المقربين من المالكي هم من يجعله يتخذ مواقف سياسية خاطئة ووصف المقربين عرفه للعراقيين النائب عزت الشابندر عندما سئل قبل اسبوعين عن معنى المقربين من رئيس الوزراء فقال الذين يستشيرهم رئيس الوزراء في الامور السياسية وامور الدولة ولنأخذ نموذجا منهم  السيدة مريم الريس فما هي خبرتها السياسية او حتى القانونية  وهو اختصاصها هل عملت في محاكم التمييز او عملت بمناصب سياسية متعددة حتى تصبح مستشارة لرئيس الوزراء اما السيد ياسين مجيد فانا اعرف انه كان في ايران مراسلا لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي وعاد الى العراق وانا اعطي لكم موقفا واحدا لتعرفوا تفكير الرجل فقد استمعت مرة لاحد المخرجين الذي كان يريد ان يصور فلما حول انسان عراقي وكيف عانى من النظام وكيف تم اعتقاله وتهجيره واختار المخرج وكان النموذج للشاب هو كرديا وحضر المخرج من لندن والتقى السيد ياسين مجيد بناء على موافقة السيد المالكي في تمويل الفيلم على نفقة الدولة وحينها اشترط السيد ياسين مجيد ان يكون بطل القصة شابا من النجف او كربلاء وليس كرديا وحينها رفض المخرج وقام بصناعة الفيلم من جهة اخرى وللعلم الفيلم حاز عدة جوائز  ورباط السالفة كما يقول العراقييون هو ان اخطاء السيد المالكي السياسية تاتي من نصائح مستشاريه وهذا مايجمع عليه القاصي والداني فجميع تصريحات الخصوم والاصدقاء للمالكي تقول ان الطبقة المحيطة بالمالكي من مستشارين واصدقاء ناصحون هم سبب المشاكل السياسية في البلد والا فليس من المعقول ان نقضي سنة بعد خروج الاحتلال من العراق في ازمة بعد ازمة وكانه مسلسل مكسيكي طويل هذا هو الواقع ايها القاريء وعسى التاريخ يكشف عن هذه الحقبة وعن مافعله بنا المحيطون بالسيد المالكي وعسى ان لايسعى المستشارون لااعتقالي او نفيي من البلد عندما يشاهدوا هذا المقال
                 هايدة العامري
haida_shafy@yahoo.com