قوة العقل


لايلدغ المرء من جُحرٍ مرتين , فحتى العاقل منا نحن العراقيين قد لدغ أكثر من مرة من الجحر نفسه , فما ننفك نشفى من جرحِ قديم , الا وقد جرحنا أنفسنا مرة أخرى , وها هم أهل الأنبار يعيشون مأساة جديدة قد تستمر لسنين عدة ولا شفاء منها ,بعد أن اضحوا ضحية مؤامرة حيكت لهم في ليلة وضحاها فبعد أن حدث ما حدث أصبح الانباريون يطالبون بعودة الجيش الذي طالبوا قبل يومين بأنسحابه من مدنهم بعد دخول مسلحي داعش بصورة البرق الى مدنهم وسيطرتهم الفورية على اغلب مدن الانبار , هذه الحزورة لاتعني لنا نحن المواطنين البسطاء , فنحن الذي يهمنا الدم العراقي ,  فحين يغيب صوت العقل والمنطق , يغيب الأمن والسلام والنجاح , وتسيل الدماء التي تولد الثارات والعداوات وتوقد ناراً لحرب أهلية لا يمكن أن تنطفأ , فمن يفقد عزيزاً سواء كان من الطرفين فحتماً أنه سوف لن يسكت عن دم عزيزه وخصوصاً في حالة تكوين المجتمع الأنباري , التي يغلب عليها الطابع العشائري ,
يا سادتي ,لايمكن أن نبقى نتبع الأفكار القديمة  من ثأرات وعناد وكبرياء التي لم نجني منها سوى الدم والموت والخراب والدمار , والتي جربناها ومازلنا نجربها لحد هذا اليوم فلم تعد لنا بالكسب ابداً , وأننا مازلنا نرتع في مربع الموت والتدمير والخراب , لذا لا بد من وقفة تأريخية من خلال تغيير مسار العمل السياسي للعودة بالكسب للجماهير الأنبارية ,
لذا لابد من تغليب قوة العقل والمنطق من خلال تحركات سياسية متقنة من قبل عقلاء الأنبار من خلال عملية أمتصاص الزخم الحكومي و رد الفعل السياسي المتزن الذي يعود بالكسب والفائدة لأهل الأنبار الذين ملوا لغة الموت والدماء والتهديد والوعيد , فقد سئم الجميع لغة السلاح , بعد أن تسرب اليأس والخذلان الى نفس المواطن الأنباري نتيجة تحول المواقف و تبدلها من قبل ممثليه وخذلانهم له خذلاناً كبيراً بعد أن أصبح المال والمنصب الهم الوحيد للساسة المتاجرين بالقضايا العادلة التي يطالب بها أهل الانبار المساكين , والذين كان المواطن الانباري يعتقدهم أنهم ممثليه الصادقين والذين سيعودون له بالكسب الوفير , ولكن الجميع من الساسة والاحزاب الانبارية تريد التسلق والصعود على اكتاف الفقراء والمساكين الذين أستطاع شياطين السياسة التلاعب بمشاعرهم والمتاجرة بقضية تهميشهم ومظلوميتهم , ناسين ومتناسين أن محافظة الأنبار لايمكن تهميشها من كافة النواحي فهي شبه مستقلة جغرافياً وسياسياً و معنوياً , وستكون مستقلة تماماً لو عرف أهلها كيفية تغليب قوة العقل والمنطق وتصحيح مسار عمليتهم السياسية والنجاح في أختيار ممثليهم بصورة صادقة ,

زمن النار والسلاح ولى , ولا خاسر سوى المواطن الفقير , غلبوا قوة العقل تربحوا