سنة ثقيلة مرت على العراقيين تميزت كمثيلاتها من السنوات التي مضت بثقل الحزن فيها، فقد فيها العراقيين ابناءهم من كل القوميات والاديان والمذاهب بشتى الطرق ولم يسلم من استهدافهم طفل ولاامرأة ولارجل بل قضت على أسر بأكملها دون ذنب سوى انهم عراقيون ،وكأنما كتب على هذا البلد ممنوع ان يسعد ويستقر كباقي خلق الله ،ومايزيد طينة بلة خلافات السياسين وتعصب الكثير منهم على مصالحهم واحزابهم متناسين مآسي شعبهم ،والدماء الزكية البريئة التي غطت كل مدنها ،بينما هناك من مثل الشعب تحت قبة البرلمان يصرف الملايين من ميزانية البلاد ليصرفه على عمليات التجميل واخرى معيبة لاداعي لذكرها وقد عرفها الجمهور،فمسؤولية من مايجري على المواطن الذي صار يخشى على حياته وأسرته من الشارع والسوق والحافلة لا بل حتى في منزله هو غير مطمئن ،فما فائدة العشرات من الاحزاب وشعارتها البراقة ،ومقراتها التي ملأت البلاد دون رقيب لعدم وجود قانون للاحزاب،ومتى ينتهي حزن العراقيين ونحن نودع عاما تلو عام فارق فيه الاحباب احبتهم فخلفت الام الثكلى والارملة واليتامى وشهداء اختفت حتى شواهد قبورهم مع انفجارات لم تبقي على اثر لهم ،الا تكفي كل هذه القرابين ؟ لكن مع كل هذ الألم العراقي ومع ذكرى اربعينية الامام الحسين(ع) التي تزامنت مع قرب اعياد ميلاد السيد المسيح (ع)،كان المشهد الاجمل حيث سار ابناء الطائفة المسيحية في مواكب العزاء نحو كربلاء فاختلطت دموع الحزن على مظلومية الحسين مع ذكرى بشارة السيدة مريم العذراء بولادة السيد المسيح ،وشارك المسلمون فرحة البشارة في قداس الكنائس بتحدي كبير اوصلت رسالة المحبة لكل شعوب الارض ان ابناء العراق شركاء في افراحهم واحزانهم ، ولكن مايعصر القلب فقد مجموعة طيبة من عوائل المسيح في احدى مناطق بغداد ليودعوا عامهم بحزن مع قداس الميلاد فتعالت اصوات الشعب من كافة الطوائف واصطفوا معهم من اجل بقاءهم في بلدهم العراق وان لايستسلموا ،وان تصادف الشعائر الحسينية مع اعياد الميلاد وتبادل الحزن والفرح هي تعبير عن الامتزاج الروحي وان العراق لكل مكوناته ،ومسيرة الحسين (ع) ودعوة السيد المسيح(ع) هي واحدة من اجل الحرية والسلام ومناهضة الاستعباد ،فعلى العراقيين توحيد الرسالتين في استقبال عامهم الجديد بتفاؤل من اجل دماء الحسين وعذابات السيد المسيح
|