بسم الله الرحمن الرحيم مما لا يخفى على أي متتبع للواقع العراقي والنهضة اﻷسلامية الحديثة يقر ويعترف بأن رائدها بلا منازع هو الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ولما لهذه الحركة من سعة وشمول وتجذر في المجتمع ظهر في التغيير السلوكي للمجتمع العراقي وبشكل جلي خلال فترة ظهوره على الساحة العراقية فكان لزاما على من يجد في الصدر عدوا او منافسا ان يبادر الى العمل بشتى الوسائل لكبت هذا الصوت و تشتيت الجماهير من حوله فكان اﻷعداء على ثلاثة صنوف
اﻷول .. النظام القائم والذي يعتبر النهضه اﻷسلاميه عموما مخالفة لمبادئه اللادينيه والنهضه الشيعية عدوا بالخصوص لكون ابناء هذه الطائفة يمتلكون عناصر القوة اللازمة لمحاربة تلك السلطة واقصائها سياسيا وفكريا
الثاني .. يتمثل بالكيانات الشيعية خارج العراق والتي كانت ترى في بزوغ قيادة دينية داخل العراق خطرا يهدد بسحب البساط من تحتها في أي تغيير في النظام السياسي في العراق مستقبلا
الثالث .. المؤسسة الدينية القائمة والتي كانت ترى في ظهور مرجعية خارقة للموازين الحوزوية التقليدية خطرا يهدد كيانها المبتني على اﻷنقياد الغير واعي للسلطة الدينية
وانا لا أريد ان اتكلم عن العدو اﻷول لكونه واضح المعالم للجميع ولكن سأتكلم عن الثاني والثالث لكونهما باقيان على الساحة وافكارهما لا زالت تغذي افكار الكثيرين وكذلك لأعتقادي ان المظلومية التي تعرض لها شهيدنا الصدر من هذين العدويين تتمثل بالقتل المعنوي للشخصية وهو اسوء بكثير من القتل المادي الذي قام به العدو اﻷول وسوف اقسم الكلام بعون الله على شكل سهام لظني أن افعال اعداء المصلحين تشابه السهام التي توجه الى جباههم وتشبيها له بالسهم الذي وقع في جبهة الحسين عليه السلام والذي كان الباب الذي اورد السهم الثاني في قلبه المقدس و اورده المنون روحي له الفداء
والسبب الثاني الذي يدعوني الى بيان تلك الحقائق وأظهارها هو أعتقادي ان تلك السهام لازالت حية طرية توجه بين الفينة والفينة الى جبين كل مصلح و قائد يريد النهوض باﻷمة وايقاضها الى مصالحها
والسبب الثالث هو وفاءا مني انا الحقير الى ذلك العظيم الذي بذل مهجته الشريفه ليعطينا الحياة ومعرفة الله تعالى حيث لم تكن هنالك وقفات في العالم اﻷفتراضي للدفاع عن تلك الشخصية التي غيب معالمها اﻷصحاب بجهلهم واﻷعداء بحقدهم
اسأل الله تعالى لي ولكم حسن العاقبة
|