المجتمع الانتقالي

لو جئنا على دراسة طبيعة المجتمع العراقي الأن على أرض الواقع من أجل الوصول الى نتائج علمية مدروسة لحلحة الأزمات و أيجاد الحلول والسبل الكفيلة في أخراج المجتمع العراقي من دوامة الظلام والجهل التي يعيش فيها لوجدنا أن نظرية التغيير والتناشز لمؤسس علم الاجتماع الدكتور علي الوردي قد تنطبق تماماً اليوم على واقع المجتمع من حيث التغيير والتحول الذي مر به العراق وبالتالي فهم التأثيرات والنتائج التي أثرت في شخصية الفرد العراقي , وجعلته فرداً متذبذباً تماماً وغير مستقر فكرياً , فبعد فترة مايقارب الاربعين عام من نظام الحزب الواحد و أسلوب عسكرة المجتمع وتجويعه وألهائه بأمور يومه وتعويده على نظام روتيني للحياة يجعله بعيداً جداً عن الانفتاح والتطور والثقافة التي قد وصلت اليها أغلب شعوب العالم مما جعلها شعوباً سعيدة ومنفتحة وتعيش ضمن اساليب حياة مترفة وراقية على عكس ما يعيشه الشعب العراقي , أما بعد دخول القوات الأمريكية الى العراق وأحتلاله وتدمير بنيته التحتية والمعنوية , ومارافقه من دخول افكار و تعاليم تخالف العادات والتقاليد التي تعود عليها العراقيون فقد أثرت هذه الأفكار تأثيراً سلبياً تماماً على بنية المجتمع العراقي وأسهمت كثيراً في تفكيك نسيجه الاجتماعي و اصبحت سبباً كبيراً لما يحدث له الان , ولا يمكن نكران بعض الافكار الجيدة التي دخلت جديداً للمجتمع العراقي , ويمكن اعتبار هذه السنوات العشر التي مضت وقد تتبعها سنوات عدة اخرى هي سنوات تغيير نحو الأفضل , وأن هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية تسبقها مرحلة مضلمة وتلحقها مرحلة مهمة في مسيرة الشعب العراقي وبنيانه المجتمعي , وقد تتخللها الكثير من التضحيات الكبيرة على نفوس العراقيين من ابنائهم وأموالهم و اراضيهم , ولكن حتماً فأن المستقبل القادم أفضل بكثير اعتماداً على قدرة الشعب العراقي في فهم المتغيرات التي لحقت به نتيجة الاحتلال الامريكي والانفتاح الواسع التي عاشه الشعب والذي لم يسبق للأجيال التي عاشت قبل خمسين سنة أن تعيشه , فمن المؤكد حتماً أن الشعب العراقي قادر تماماً على التعود والتطبع اسرع مما يتصوره الكثيرون على متغيرات الظروف , وأنه سوف يتلائم وينجح تماماً في المستقبل القريب أن شاء الله