توقيت عملية أعتقال البطاط كان ساذجا و غبيا


توقيت عملية أعتقال البطاط كان ساذجا و غبيا !.. ـــ بقلم مهدي قاسم
ذات مرة كتبنا ما معناه بأن ساسة و وزعماء أحزاب الإسلام السياسي " الشيعية " العراقيين يعدون من أفشل ساسة و زعماء في العالم على الإطلاق ، إلى درجة إنهم قد فشلوا حتى في تنظيم و رتيب عملية إعدام " مقبولة " لصدام ، حيث جعلوا منه " بطلا شهيدا " قوميا لأمة العربان ، كل ذلك لكي يكسب بعضهم ــ الذين أشرفوا على عملية الإعدام ــ بضع مئات الأف من الدولارات من فضائية " الجريرة " ؟!! ، و ذلك عندما صوروه وهو يخطو رابط الجأش و ثابت الخطو هادئا و " شامخا " !! ، نحو المشنقة وسط شتائم و مسبات عُدت جبانة بحكم طبيعة الظروف القائمة حينذاك ..
فمصيبة المصائب عند هؤلاء الساسة و الزعماء إنهم فاشلون بأمتياز ، و في كل المجالات و النواحي و الميادين ، و خاصة منها في مجالات إدارة شؤون البلاد و في السياسة و الإعلام و التخطيط ، و ربما حتى في مجال تربية الدواجن و الخراف !!.
ولكن سيما في مجال الإعلام " .
تصوروا إنهم فشلوا حتى في مجال إظهار الإعداد الهائلة من الضحايا " الشيعة " العراقيين الذين حصدتهم ولا زالت مناجل الإرهاب التكفيري ، وفشلهم في إبراز هذا العدد الهائل من الضحايا أمام الرأي العام العالمي ليكون على دراية و بينة من هذا الأمر الرهيب و المتكرر يوميا ..
فصحافة العالم ووسائل إعلامه لا تني تضج بين حين و أخر :
تضج حديثا و مقالات وافتتاحيات عن الضحايا "السنة " الذين " تقتلهم المليشيات و الحكومة الشيعية " ، غير إن هذه الوسائل الإعلامية تجهل تماما ــ ومن أين تعرف ؟ــ إن غالبية ضحايا التفجيرات الإرهابية اليومية هم غالبا من الضحايا " الشيعة " العراقيين لكون هذه التفجيرات تستهدف تحديدا و غالبا مناطقهم و إحيائهم السكنية المكتظة ..
طبعا مع تأكيدنا على إن موت و قتل أي عراقي مسالم ، و مهما كان انتماؤ أو مكوّنه فهو خسارة كبيرة للعراق ، وتدعو إلى الأسف و الأسى ، بغض النظر عن نسبة أو أعداد الضحايا سواء كانوا من هذا الطرف أو ذاك ..
و عملية توقيت اعتقال الجنرال الركن والقائد الميليشاوي !!، و المظفر و المقدام البطل واثق البطاط والنطّاط !!،و بتواز مع نفس الفترة التي أُعتقل فيها نصير الإرهاب أحمد العلواني ، فعملية التوقيت هذه تأتي هي الأخرى لتصب في خانة الفشل السياسي ، كتكتيك ساذج و غبي ، بل و تأكيدا على السذاجة السياسية المضحكة و الفادحة هذه و التي تحيط ــ بشكل عام ــ بعقلية غالبية الساسة و الحزبيين الإسلاميين الشيعة :
إذ كان ينبغي اعتقال البطاط منذ أمد بعيد وليس الآن ، لكون سلوكه السياسي الفوضوي و الاستعراضي الفارغ و الأجوف و المليشاوي الأخرق قد أضّر ــ إعلاميا و سياسيا ــ بسمعة الشيعة العراقيين بالدرجة الأولى ، إلى حد استفاد منه ــ إعلاميا ــ خصومهم السياسيون و العقائديون على حد سواء بهدف للإساءة المتعمدة إلى سمعة الشيعة العراقيين و إبرازهم و كأنهم ما هم سوى عبارة عن مليشيات منفلتة للقتل العشوائي و المجاني الرخيص ضد السنة العراقيين ..
فهذا البطاط لوكان يريد إفادة الشيعة العراقيين ، لتفرغ ــ و بصمت ــ لاصطياد الإرهابيين الحقيقيين من تكفيريي القاعدة أو " الداعش " تحديدا ..
أو قصف و هجم السجون و المعتقلات التي يتواجد فيها إرهابيون خطيرون من قادة القاعدة ــ كسجن أبو غريب مثلا ــ بدلا من قصف الأراضي الكويتية أو السعودية بفقاعات بايخة بهدف إثارة إعلامية سخيفة و رخيصة ..