في ظل الظروف التأريخيه الحرجه التي يمر بها العراق الذي اصبح في مفترق طرق و بدايه حقيقيه لمشروع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات خصوصا مع الفشل الكبير على المستوى السياسي و التي تعد الراعي الرسمي لمثل هكذا مشروع و سببا من اسبابه و ايضا نجد ان حب السلطه و امتيازاتها و التفكير الدائم للوصول اليها كان سببا لكثير من الازمات السياسيه التي لها اثر على الحاله الاجتماعيه علما ان السياسيين لا يعني لهم الوصول للمنصب خدمه الوطن و الشعب بل مشروعا استثماريا يغتنون به على حساب المال العام ضاربين عرض الحائط ما يمكن ان يحدث في سبيل الوصول لغايتهم او الحفاظ عليها و ربما كان ذلك واضحا في تشكيل حكومة 2010 و التهديدات التي خرج بها بعض من يفترض انهم ممثلي الشعب فقد اعلنوا صراحه ان عدم وصولهم لمنصب معين يعني عدم استقرار الوضع السياسي و الامني و بالتالي نجد ان العمليه السياسيه الديمقراطيه قائمه على مبدأ ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب و غيرها من العبارات التي تعني ان العراق تحول الى غابه يكون البقاء فيها للاقوى.
ان الاحداث الاخيره كشفت الستار عن الكثير من الحقائق التي ربما كانت محل شك و غموض لدى الكثير من العراقيين و سببا في تفكيك المجتمع العراقي في جميع النواحي فأبسط الامثله على ذلك هو اصرار فئه من الشعب على نزاهة و وطنيه البعض من السياسيين و ان لهم دور كبير و فعال في اخماد الازمات السياسيه و لكن هذه المره نجد نفوراً ذلك لادراكهم دور الجميع في المعترك السياسي حتى اصبح السياسيين في نظرهم اعداء العمليه السياسيه التي يدافعون عنها سواء كانوا يشعرون ام لا يشعرون و كما اسلفنا فهي في النهايه مشروع استثماري و هو نفسه سبب دفاعهم عن عمليه لا وطنيه و لا اخلاقيه و تحمل ادنى شعور بالمسؤوليه عن شعب انهكته الصراعات و يتطلع بأمل الى من يأمن له ادنى مستويات الحياة الكريمه التي اصبحت من قصص الخيال.
و من المعروف ان العدو الاول لجميع دول العالم هو تنظيم القاعده و فروعه المنتشره في جميع انحاء العالم تقريبا حتى اني اتذكر تشبيه احد اساتذتي في الجامعه لهذا التنظيم بأنه اصبح منظمه دوليه لا ينقصها سوى الاعتراف لما تمتلكه من عناصر و اركان يجب ان تتوفر في المنظمه الدوليه كالتمويل المالي و القياده و الموظفين و يبقى الفرق الوحيد هو الغرض الذي نشأت من اجله و لكن الغريب هو ان بعض الدول تستغل هذا العدو تحقيقا لمصالح معينه قد تكون حزبيه و قد تكون شخصيه و قد تكون تنفيذا لرغبات دول اقليميه و هو امرا ليس ببعيد عن العراق و هنا يبرز تساؤل بسيط و هو اذا كان العراق قد اصبح قويا و قادرا على مواجة الارهاب كنيجه للعمل السياسي الوطني الذي يقوم به الساده السياسيين فما هو سبب التفجيرات التي حصدت مئات ان لم تكن الالاف من ارواح العراقيين منذ عام 2003 و حتى هذه اللحظه؟! خصوصا و ان الجميع قد اشاد بالجهد الاسختباراتي التي تقوم بها قوى الامن في العراق و لكي لا نكون مجحفين فهي نجحت في افشال بعض العمليات العسكريه و لكن لا يمكن مقارنة ما حققته مع ما حققه هذا التنظيم في العشرة اعوام المنصرمه و ايضا نجد ان الكثير ممن يفترض انهم شركاء في العمليه السياسيه صدرت بحقهم مذكرات القاء قبض بتهمة الارهاب و لم تنفذ حتى هذه اللحظه و لاسباب سياسيه بحته و بحجة الحفاظ على سير العمليه السياسيه و السؤال هنا هل العمليه السياسيه اهم من ارواح الشعب؟! هذا من جانب و من الجانب الاخر نجد ان جميع من اعتقلوا بتهم تتعلق بالارهاب و الانتماء لتنظيم القاعده و صدرت بحقهم احكام قضائيه لم تنفذ بل على العكس تم تهريبهم من المعتقلات في اكبر فضيحه يمكن ان تتلقاها الحكومه قبل عدة اشهر و لم نرى أي نتائج للجان التحقيق في هذه الفضيحه كغيرها من اللجان التي سرعان ما يعلن عنها و سرعان ما تختفي.
ببساطه ان ما يحدث اليوم هو صراع سياسي لكن بغطاء محاربة الارهاب و ما هو الا تصفية حسابات عتيقه بين الشركاء السياسيين فالارهاب لم يكن وليد اللحظه بل هو اقدم من العمليه السياسيه في العراق و اقدم من تأريخ نضال السياسيين العراقيين و لم يبقى ادنى شك لدى العراقيين العقلاء ان السياسيين و بلا استثناء استغلوا العمليات الارهابيه لتحصين انفسهم و الحفاظ على مراكزهم السياسيه و ان كان على حساب ارواح الشعب و مستقبل الدوله و الا فما الذي يمنع الجميع من اصحاب السلطه في العراق من محاربة الارهاب خصوصا و ان الاموال موجوده و قادره على شراء افضل انواع الاسلحه و هناك جيش تعداده اكثر من المليون عنصر و لكن و للاسف الشديد نجد السلاح متوفر و الجيش متوفر و لكن ليس لحماية الشعب او الوطن و حدوده بل من اجل الصراعات السياسيه التي كانت الدليل على ان هذه الدوله هي دولة اعداء بأمكانهم استغلال أي شئ في سبيل مصالحهم و ان كان الارهاب الذي يهدد الشعب بأكمله.
|