هل ستكون مدينة الفلوجة مدينة حلب ثانية ؟


خسر تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة معاقله في جبل حوران و صحراء الانبار المحاذية للحدود السورية مما اضطره إلى دخول المدن السكنية كسبيل للتخلص من مطاردة الجيش العراقي والحد من الخسائر التي تكبدها في الصحراء فضلا عن عدم قدرته على أيجاد معسكرات بعيدة عن متناول سلاح الجو العراقي بعد تنامي قدرته. وبعد حصول العراق على معلومات استخباراتية من عدة دول بينها الولايات المتحدة..
فبعد تطور القوة الجوية  العراقية لا يستطيع تنظيم القاعدة تكوين أي معسكر آو قاعدة خارج المدن السكنية وهذا تقدم كبير في محاربة الإرهاب بالوقت الذي سيشكل خطر كبير أيضا على السلم الوطني  .. وبذلك كان من الطبيعي أن يلجأ تنظيم داعش أو الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى المدن السكنية ومحاولة تطويع أهلها على الانضمام أليه ومساعدته وحمل السلاح لمقاتلة القوى المناهضة له.. ومن هنا تكمن خطورة الموقف الذي تمر فيه عملية مقاتلة المجاميع الإرهابية ..فحرب المدن أو ما يصطلح عليه بحرب الشوارع حرب لا يمكن تجنب الخسائر البشرية فيها أو على الأقل التقليل من الخسائر في صفوف المدينين العزل , إضافة إلى تدمير كل معالم الحياة العامة والخاصة والتسبب بعمليات اللجوء أو فرار المدنيين وما يعنيه ذلك من مآسي ومعانات ..
 أن لجوء تنظيم القاعدة إلى حرب الشوارع والتمركز داخل المدن وان كان بعد الضربات القاصمة التي تعرض لها في معسكراته البعيدة آلا انه في ذات الوقت تكتيك في مرحلة يعتقد القائمين على التنظيم أنها مهمة وربما مصيرية في تحديد مسار المنطقة وربما الشرق الأوسط ..فإعادة أنتاج التجربة السورية  في العراق والتي طفحت بتدمير المدن بشكل كبير وهائل يعطي للقائمين على تنظيم القاعدة قدم السبق وزمام المبادرة والآخذ بتطورات الصراع إلى ما يريدون ..بعبارة أخرى تعمل  مملكة آل سعود على سياسية حرق الأرض ..ففي تصريح لوزير خارجيتها قال فيه أن المملكة أذا أربكت فإنها ستربك العالم بأسره... واعتقد.أن المملكة قادرة على أرباك من تريد إرباكهم أذا استمر خصومها في سلوك سياسية  رد العنف بالعنف ,فهذا عين ما تريده المملكة وهو الوقود الذي يديم استعار نار الطائفية في المنطقة وتحديدا في سوريا والعراق 
..أنا هنا لا أقول بتوقف القوى الأمنية عن ملاحقة الجماعات الإرهابية ودك أوكارها في كل زمان ومكان وتخليص الأبرياء من شرورها. لكني أقول أن العمل السياسي في هذه المرحلة قد يكون أهم من العمل العسكري وبالأخص أذا لاحظنا أن القوى الأمنية في العراق قد أفقدت العصابات الإرهابية كل المعسكرات البعيدة أكانت في الجبال أو الصحراء وبالتالي لم يعد أمام هذه الجماعات سوى المدن ملاذ لها 
أن أعادة استنساخ التجربة السورية  عبر تدخل الجيش في المدن واستخدام القوة بشكل مفرط وان أدى إلى انتصار آني على القاعدة لكنه سيكون المنطلق إلى تقسيم العراق أولا.. والى الحرب الطائفية ثانيا .. فقد استطاع تنظيم القاعدة في غضون اقل من عام بتدمير أكثر من نسبة 80 % من مدينة حلب التاريخية وتحويلها على أكوام من الركام والمخلفات .ومن اجل ذلك لا بد من عمل سياسي يرتقي إلى مستوى الأزمة الحالية التي تعصف في محافظة الرمادي والابتعاد قدر المستطاع عن دخول في صراع كبير قد يحول هذه المحافظة وتحديدا مدينة الفلوجة إلى مدينة حلب ..
العقبة الكبيرة التي تقف في الوصول إلى حل سياسي هو بعض الكتل السياسية في البرلمان العراقي والتي أثبتت بالتجربة أنها حليفة للقاعدة بطريقة أو بأخرى وهذا ما كشفت عنه ألازمة الحالية ..ففي  تصريح لاثيل النجيفي محافظة نينوى وشقيق رئيس مجلس النواب العراقي . قال فيه أن عدم التوصل إلى حل للقضية السنية في غرب العراق سيضطرنا إلى تدويل القضية ..!!!هذا النموذج من السياسيين لا يبشر بخير ولا يعطي املآ في الوصول إلى حل سلمي بقدر ما يؤجج الصراع ويضع العراق على فوهة البركان ..ولذلك وبعض انتفاضة العشائر العربية الأصلية في الرمادي على داعش والقاعدة وقدرتها على تحشيد الشارع السني وتحويل بوصلة الصراع بالاتجاه الصحيح أصبح لازما على الحكومة التفاوض مع شيوخ هذه العشائر والتوافق معها على حل يرضي الجميع 
وليتأكد الجميع بان  الوصول إلى حل مع شيوخ العشائر في محافظات غرب العراق وفي الرمادي على وجه التحديد سيحقق أكثر من انتصار في كل مجالات العملية السياسية والاستقرار ألامني وسيكون بوابة مهمة في رص الوحدة الوطنية والانطلاق بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة .. فضلا عن سحب البساط من تحت إقدام عرابي الإرهاب في مجلس النواب والاهم من ذلك سيمنح القوى الأمنية مشروعية قتال تنظيم القاعدة في أي بقعة من بقاع العراق وهذا مكسب أن تحقق سيكون بوابه كبيرة وتاريخية للوصول إلى استقرار في المستقبل القريب ..أما اليوم  وفي هذه المفصل التاريخي يعد  إنقاذ الفلوجة من شبح تكرار استنساخ تجربة مدينة حلب مكسب مهم وكبير