سعى السيد المالكي ــ أو هكذا بدا الأمر للوهلة الأولى ــ لاستعادة " ساحات "العز و الكرامة " من تحت أقدام الإرهابيين " المندسين " و المنتفضين المعتصمين ، و ذلك بعملية " رمبوية " بدأت بعملية اعتقال نصير الإرهاب الطائفي النائب أحمد العلواني ، و لكنها ـــ أي العملية الرمبوية ـــ أتخذت مسارا معاكسا أخر وغير متوقع ــ على الأقل بالنسبة له ــ لتنتهي بضياع الساحة و الواحة على حد سواء !!.. فمدينة الجوامع و المنائر !! ، أي الفلوجة التي طالما كانت مغرمة بتنظيم " القاعدة " سابقا و الآن ب"داعش " ، و إذا بها تسقط بين ليلة و ضحاها بين أحضان " داعش " الحنونة العاشقة ، و بشكل هوليودي مثير ، طبعا لا يحدث إلا في العراق فقط !.. و كذلك سقوط أجزاء مترامية أخرة من مدينة الأنبار تحت سيطرة داعش ، و بشكل صاعق و كأنما " داعش " عبارة عن جيش صيني جرار وكرار ، لتتمكن و في غضون بضع ساعات قليلة من السيطرة المطلقة على مناطق واسعة و شاسعة و الاحتفاظ بمعظمها حتى الآن !!.. كل هذا حدث في الوقت الذي كانت قوات الجيش تخوض المعارك " حامية الوطيس" في صحراء الأنبار ضد " فلول داعش " و تقتل منهم بالعشرات ، و تعتقل بالمئات و تجبر الباقين إلى الفرار و التقهقر إلى العمق السوري ، حسبما زعموا و قالوا ؟!!.. و إذا كان الأمر كذلك ، فمن أين جاءت كل هذه الجحافل الجرارة من " داعش "و نابش و عابس و كابس ليفرضوا سيطرتهم على مدن ومناطق الأنبار ، و ثم يهددوا بالتقدم نحو مداخل بغداد لتحرير " أبو غريب " أيضا ؟!.. و ربما المنطقة الخضراء أيضا !! .. فلابد من طرح هذا السئوال لمعرفة عدد المتعاطفين من سكان تلك المناطق مع " داعش " والإنضمام إليهم بكثرة وثم تسهيل مهمة هذا التنظيم الإرهابي في السيطرة السهلة و المريحة على هذه المناطق .. و كذلك معرفة مسئولية المالكي بصفته رئيسا للحكومة و قائدا عاما للقوات المسلحة أيضا .. و كيف أنه أضاع الساحة و الواحة ، سواء بشكل مقصود ، أو بحسابات و تقديرات مزاجية مستعجلة و خاطئة ، أو وقوعا " ضحية " لخدعة ماحقة .. من خلال سحب الجيش على عجلة و بدون حذر أو حيطة أو تقديرات صحيحة .
|