الرجل الوطواط.. واثق البطاط..!


اذا رويت لعاقل كلاما لا يعقل فسيرميك بالجنون بلا تمهل, فقولك لصديق عزيز عليك بان رجلا يتحدى الجميع كي يعتقلوه, الدولة, القضاء, الجيش, الامة العربية.. يمعودين اعتقلوني.. انا اقتل واهدد بالقتل وعندي مليون الى مليون وتسعة نفرات من الابطال في جيش المختار واقطع واحرق واتوعد.. و.. و.. الخ وهذا الرجل يتجول بين الفضائيات بعباءة السوداء التي تشبه عباءة الرجل الوطواط وباسمه الذي يشبه الرجل الوطواط ويخرج بالليل كالرجل الوطواط ويتفقد المناطق في شارع فلسطين بسهولة ويسر كما يضرب السعودية بالسهولة ذاتها.. كل هذا والقوات الامنية لا تعتقله.. لا تراه.. لا تسمع به.. بحيث انك تعتقد ان الرجل الوطواط ساذج بالمقارنة به.. هذا الاسطه في فن الاختباء..!! 
طبعا صديقك سيكذب خبرك الواقعي لان المسكين لا يعيش في العراق ليرى ان الحقيقة اغرب من الخيال عندنا. وهذا الصديق ذاته هو من سيصل بك منفعلا ويكاد يبكي.. ابو فلان لقد قبضوا عليه.. فترد.. عله كيفك.. راح تموت.. من هو هذا؟ فيشهق ويتلعثم من الفرحة.. لقد امسكوا واشق الخطاط.. قصدي واثل النطاط.. قصدي الرجل الوطواط..
(لجظة صمت) تختم المكالمة وتفتح التلفزيون على قناة العراقية (وعند "جهينة" الخبر السمين..!!) فلا ترى عاجل.. عاجل.. بل خبر يتيم في السبتايتل.. القاء القبض على واثق البطاط في بغداد.. هكذا..!! فلا توجد اوصاف مصاحبة له "زعيم ما يسمى جيش المختار" "الارهابي" "خلال محاولته الفرار من القوات الامنية".. ابد.. تعيش.. وكأن واثق البطاط كان يبيع حبوب كبسلة في باب الامانة العامة لمجلس الوزراء او انه كان يريد ان يهرب "صخرة عبوب" من متحف اللوفر..!!
واثق البطاط لن يعرض على التلفزيون ولن يعرض عه وعن تنظيمه اي فلم وثائقي (وهذا بسبب اسمه فكيف يمكن ان نقول "وثائقي عن واثق".. صعبة..!!) ولن يمس بكلمة بل هو الان في حالة استجمام يعيش خلالها امتع اللحظات وهو يرى الحكومة نلعب لعبة ساذجة بتصوير اعتقاله المفبرك على ان دليل على عدم انحيازها لفئة دون اخرى فالتوقيت مريب والخبر مريب والرجل مريب ولا يمكن لعاقل ان يصدق مثل هذه المسرحيات ومع الاسف ان الحكومة وقوات الامن (او من يتحكم بهما) يظنون ان العراقيين اغبياء الى هذه الدرجة.. 
نحن لسنا اغبياء.. نحن لسنا غبياء.. 
فنحن نشاهد العراقية والشرقية والبغدادية.. وكل هذه القنوات بيها ناس تفتهم وتفهمنا لذلك.. نحن لسنا اغبياء..!!