ولات ساعة مندم .. ايها الساسة |
ان من ابسط ملامح وبوادر تحقيق السلم الاهلي او الاجتماعي هو توحد ابناء المجتمع ضد خطر مشترك وصولا الى دحر هذا الخطر ما يؤدي الى نشر مظاهر هذا السلم على جميع مرافق المجتمع , حيث تعود الحياة المدنية الى طبيعتها ويمارس ابناء المجتمع انشطتهم التعليمية والثقافية والصحية والحياتية الاخرى بأمن وامان بعيدا عن اي شكل من اشكال الاقتتال او التحريض عليه او بث الفرقة بين فئات الشعب بأي طريقة من طرقها المعروفة , ولهذا فان تحرك عشائر الانبار الاخير ضد القاعدة وداعش ووقوفهما الى جنب القوى الامنية انما يشكل حالة من الوعي الكامل باهمية الوصول الى جادة السلم الاهلي ومن ثم السير باتجاه البناء والتقدم بعيدا عن الافكار المتطرفة التي تؤسس لحالة من العبودية والقهر والكبت وما ينشا عنهما من غياب حقيقي للسلم الاهلي الذي تتوق اليه جميع المجتمعات المتحضرة , ما اريد ان اصل اليه ان تحقيق السلم الاهلي في العراق هو مطلب كبير يحظى بتوافق واسع بين جميع فئات الشعب العراقي والدليل ماصنعته عشائر الانبار التي دافعت عنه بدماء ابنائها وستدافع عنه بكل ماتملك ايضا عشائر الموصل وتكريت وديالى وعشائر الفرات الاوسط والجنوب مثلما ستفعله عشائر كوردستان البطلة , وان هذا السلم سيهزم والى الابد الارهاب الواهم في العراق بمعنى آخر ان المعركة مع الارهاب في العراق محسومة لصالح السلم الاهلي والامن الاجتماعي ولن يكون هناك اي موطىء قدم لقوى الحرب والاقتتال الحالمة بالسيطرة على مقدرات شعب متحضر مازالت الانسانية تدين لعلومه وقوانيته وفنونه الشىء الكثير , وان من يبني السلم بدمائه وهو مجبر على ذلك سوف لن تستطيع اي قوة ان تنال منه ومن عزيمته في التقدم . |