سهام في جبين الصدر ... السهم الثاني (اﻹتهام بالعمالة للنظام)


بسمه تعالى
بعد أن يأس الخط المعادي للشهيد الصدر في النيل من شخصية السيد عن طريق توهينه علميا وضرب اعلميته وبروزه بقوه للمرجعية بشكل أذهلهم كان لزاما عليهم أن يجربوا سهما آخر عسى أن يكون هو السهم الذي سوف يقعد هذى الليث عن سيره الحثيث نحو المعالي ولسان الحال يقول
إن يحسدوم على علاك فطالما ... متسافل الدرجات يحسد من علا
نعم استلوا هذه المره سهما منقع بالسم كان أثره بالغا في جبين الحركة الصدرية المباركة ولا زال أثره الى اليوم ثابت في النفوس المريضه وهو سهم اﻷدعاء بأن السيد الشهيد عميل لصدام ويعمل وفق سياسة مدروسة لضرب المرجعية الشيعية بشعارات المرجعية العربية وأستندوا في دعواهم الباطلة على بعض اﻷمور

اولا .. تسلم الشهيد الصدر للمدارس الحوزوية بأذن الحكومة العراقية ومنها المدرسة الباكستانية في حين انها كانت مسلمة للسيد الخوئي قبله فلماذا لم يتهم السيد الخوئي بالعمالة لصدام فقد قيل ان حكم اﻷمثال فيما يجوز او لا يجوز واحد ولكنهم نفخوا في هذه الموضوع ليجعلوه دليلا دامغا على عمالة السيد للنظام على الرغم من ان السيد الشهيد قال (( ان الحكومة لم تسلمني المدارس لكن وضعت عليها اليد وعينت لها متولين وبالتدريج البطيء اصبحت تحت تصرفي ولم تعطها لي بالمعنى الصريح )) ولكن اﻷعداء استروا بدعواهم حتى ان مرجعية السيد محمد سعيد الحكيم جعلت من تولى السيد الصدر ﻷمور المدرسة الباكستانية سببا للقطيعة مع مرجعية السيد الصدر بل وسبب لرفع دعوى عن وقفية تلك المدرسة تم كسبها لصالح مرجعية السيد الحكيم بقرار موقع من صدام حسين شخصيا وعادت المدرسة لحوزتهم لكنهم لم ينهوا المقاطعة للسيد الصدر رغم ان السيد الصدر قال لهم من على منبر الجمعه 
((وانا من هذا المكان اناشد ال الحكيم وامد لهم يدي للمصالحة فقج استرجعت الوديعة وسبب النزاع لو كان موجودا وها هي يدي امدها لكم صلوا على محمد وال محمد))

الثاني ..اﻷعفاء من الخدمة العسكرية للطلبة الدارسين عند السيد الصدر من قبل النظام رغم ان النظام كان يعفو الطلبة التابعيين لمكتب السيد الخوئي ايضا من الخدمة العسكرية ولكن وكالعادة اعتبر هذا دليلا على عمالة السيد للنظام وعصموا مكتب السيد الخوئي من تلك التهمة لو كانت تهمة اصلا

الثالث .. فسح المجال امام مرجعية السيد الشهيد ﻷقامة الجمعه والجماعة ومنع السيد السستاني من الصلاة في مسجد الرأس الشريف وأستندوا بها على دعواهم بعمالة السيد للنظام لكن رد عليهم السيد الشهيد بقوله

((حبيبي هذا احد مخططاتهم حيث انهم يعلمون ان من يقفون معه او على اﻷقل يغضون الطرف عنه يسيء الناس الظن به فيهبط اجتماعيا في اعين الناس ومن يضغطون عليه ويحاربونه لو صح التعبير سوف يرتفع شأنه اجتماعيا فهم من هذه الناحية ضربوا السيد السستاني لكي يعلوا شانه ويحسن الناس الظن به وأيدوني بدرجة من الدرجات لكي يساء الظن بي وهذا ما يستهدفه النظام من هذا العمل وهنالك مخططات اخرى مو وكتهه هسه))

من هنا نرى ان هذا الموضوع بالخصوص هو لضرب السيد الصدر وليس دعمه لكن اﻷعداء اصروا على مواقفهم وسايرهم النظام أن لم يكن منسقا معهم أصلا !!

واستمرت حملتهم التشكيكية في كل مكان ومن على كل منبر وفي كتيباتهم التي نشروها ومنها كتيبات مرسلة الى خارج العراق بعنوان انها رسالة من مجاهدي الداخل تحمل تفاصيل كثيرة تشرح عمالة السيد الصدر وانه ينسق مع النظام وأن ولده الشهيد مصطفى الصدر يلتقي اسبوعيا بروكان التكريتي مستشار صدام حسين ويقبض منه مبلغ مليون دينار عن دوره في تخريب الحوزة كما يزعمون

اما في الداخل فهم القوا الشك في قلوب كل العراقيين وجعلوهم يتوجسون خيفة من تقليد السيد او مجرد الصلاة خلفه فكان الذي يريد ان يصلي خلفه يتردد الف مرة قبل ان يفعل وكذلك لا يحضر الجمعه ﻷنه بزعمهم كل ائمة الجمعه هم وكلاء أمن للنظام وعيون له ! وأتذكر انني اتجادل مع احد اصدقائي الذي أردت اقناعه بحضور صلاة الجمعه والذي كان يرد علي ويقول (( مو عيب تالي عمري اتبعلي واحد من جماعة صدام )) وسبحان الله في نفس اليوم وصلنا خبر استشهاد السيد الصدر وتغير صاحبي من ذلك اليوم واصبح صدريا ﻷنه علم ان العميل لا يقدم دمه ثمنا لعمالته بل يقدم كل شيء ثمنا لحياته

نعم كانت شهادة الصدر هي الدليل اﻵخير للمتشككين بالصدر حتى يوقنوا بأن ما أثير ضد الشهيد الصدر هو محاولة مدروسة من النظام لوأد الخطر الصدري ومحاولة خسيسة ووضيعة من مرجعيات العداء والضغينه ووكلائهم لأقصاء الحل الصدري من الواقع الشيعي وأبقاء معادلة التدجين والطاعة العمياء هي السائدة ورغم ان محاولاتهم تلك اتت اكلها بنسبة كبيرة وتكللت بالخبر المفرح لهم بأغتيال السيد الصدر لكنهم كانوا واهمون فهم جعلوا من الصدر مظلوما كالحسين والكل يعلم ان مظلومية الحسين هي المنتصرة حتى لو طال حكم يزيد او تفرعن الطواغيت او توسعت مرجعياتهم او طالت اعمارهم 
بقي الصدر شعلة في نفوس اﻷحرار

بقي الصدر ببقاء منهجه
بقي الصدر ببقاء طلبته ومن نهل من علومه
بقي الصدر ببقاء من يكمل المسيرة
فأقول لهم أن أردتم ان تتخلصوا من الصدر فأقتلوا الحياة ﻷن الصدر والحياة قرينان لا يفترقان 
ولذلك لجأ اﻷعداء الى اسلوب ثالث لمحاربة الصدر الشهيد وسهم ثالث ولكنه من نوع آخر سنذكره في منشور آخر 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على محمد وآل محمد