نريد أسلحة لا نريد مصالحة
 
لايوجد أنسان على صعيد الارض يمتلك الصفات الأنسانية من الغريزة الابوية والعدل والاستقامة ويؤمن بالتطور ويتفاعل مع الاحداث ويقتنع بما يقع عليه من رزق وسعادة  وفرح والم وحزن الا وتراه ينبذ الكراهية وينشر السلام ويحب أن يسود العالم الاستقرار ويعم الخير , الا من اسرفوا في الفتنة وتعبدت قلوبهم بالغشاوة وعاشوا في الكهوف والوديان يضنون ان الاسلام لايسير مع المدنية جنبا الى جنب , فيتفننون في قتل البشر بطريقة بشعة طالما لايخضع الى معتقداتهم الكافرة ,وظهرت العديد من المسميات الارهابية  تحمل في طياتها رسالة الاسلام من وجهة نظرهم , وأخرِ ما سمعناه هي ( داعش ) ولا أعلم هل هنالك اسماء حديثة ستظهر في الايام القليلة تحمل نفس تلك الصفات المشينة والتي يندى لها جبين الانسانية كونها تمارس اعمالا بأسم الدين مغطاة ومتفوه بكلمات حماسية تردد فيها أسم الرسول محمد صلى الله عليه واله ولا اريد ان اذكر ماهي دعواتهم المغلفة بصبغة وتعليمات من اجهزة الماسونية والاستكبار العالمي , مثل تلك الجماعات التي تتخذ من صحراء الانبار ووديان وجبال سوريا مقرات لها نرفض مصافحتهم والتحاور معهم واحترام إسراهم ان وقعوا في ايدي القوات المسلحة وياحبذا ان يجتثون من على الارض لانقاذ الشعوب والطوائف من خطرهم والحفاظ على المبادىء والقيم التي جاء بها رسولنا الكريم وجميع الانبياء والمرسلين لنشر كلمة الله التي تعني السعادة والخير في الكرة الارضية , مثل تلك الجماعات يجب التصدي لهم بسلاحين سلاح الكلمة وتبصير الناس عن حقائقهم واهدافهم ومناشئهم ومدارسهم الفكرية وان لايجف القلم والتهاون من أجل  أقصائهم جذريا كون الفكرة تقتل بالفكرة  وللاعلام دورا ومسؤولية لاتخلوا من الخطورة لان العدو باستمرار متنكر ومتلون ويقتنص اللحظة كي ينفذ سمومه ولايبالي بحجم الخسائر او نوعية الدمار , والجانب الاخر هو استخدام القوة العسكرية والهجوم المباغت وعدم الرحمة ويتطلب ذلك الحصول على اجهزة واسلحة حديثة كون العدو في المواجهة  لم يكن على الارض ولم تكن المعركة تقليدية وتأخذ اسلوب وطبيعة الهجوم والانسحاب , وتحتاج مثل تلك المعارك الى تكتيك وستراتيجية خاصة , او ربما لايحتاج الجيش التوغل الى تلك المناطق الوعرة , ويمكن ان  تحسم وتحقق انتصارات بالطائرات الحديثة , وهذا ماجرى اثناء ضرب الاوكار في افغانستان وقتل رؤساء المنظمات الارهابية بالطائرات وايضا ما يخوضه العراق من حرب شرسة وهجوم على المواقع كانت الطائرات هي العامل الاول في الحسم , نريد اسلحة ولانريد مصالحة مع الذين توغلوا وقتلوا وانتهكوا  دماء العراقيين , وما جرى قبل سنة أو اكثر هو اعتراض بعض الكتل السياسية على عدم التصويت لتزويد الجيش بالاسلحة الحديثة بحجة ان الجيش قد يستخدمها للاعتداء على الشعب , فهي محاولة لتفتيت القدرات العسكرية واضعافها وعدم اظهار العراق أمام الدول الاقليمية كقوة عسكرية وسياسية تتصدر القرار القومي , وابقاء البلد في دوامة العنف والتشجيع على الحرب الطائفية للحفاظ على مصالحهم والتستر على افعالهم الارهابية , كما ان الذي وقف عثرة امام تسليح الجيش  فهو يشكل قاسم مشترك مع المنظمات الارهابية وتجمعهم اهداف ثابتة في تدمير البنية التحتية وتأخير الخدمات وزيادة معاناة وانتهاك حرمة المواطن العراقي , ولا ننسى ايضا أن على الحكومة مسؤولية شرعية في الحفاظ على ابنائها من الانخراط  بالمنظمات الارهبية ومن الذين غرر بهم العدو وهم شباب لايعرفون مصلحتهم أن تصدر بحقهم العفو المميز بين من اسرف في دماء الشعب ومن الذي لم يرتكب جرم سوى انه ايد او نصر او انضم نتيجة عوز مادي او ظروف بيئية اجبرته على ذلك , وعلى الحكومة أن تسعى جاهدة من اجل ايصال  خدماتها  وانشاء  المؤسسات الثقافية والعلمية  في المناطق الساخنة بعد تطهيرها كليا , وتعين ابناء المناطق التي شهدت عمليات اجرامية للقضاء على اكبر أفة تؤدي الى وجود مساحة من الفراغ وهي البطالة  ويمكن ان يستغلها العدو لجانبه , والمصالحة لاتعتبر ضعف او تنازل من قبل الحكومة اتجاه الشباب او خصومها فقد صالح رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله اهل مكة بعد أن فتحها بالقوة , واعتبر الجميع أمنين من اجل بناء دولة اسلامية يسود فيها العدل والعزة , ودائما تأتي المصالحة من موقع القوة ولايجرأ على تقديم المبادرة الا المتمكن القوي , فالمصالحة هي حقن دماء الشعب وأمانة وعهد يتحملها الجميع والانتقال من القتتال الى البناء والمصير الواحد , لا المصالحة مع المتأمرين والمتجسسين وهم يجوبون المحيط الاقليمي العربي لتفتيت وحدة الشعب ,بل نريد من اجل هولاء اسلحة فتاكة كي لاتفارق الابتسامة البريئة شفايف اطفالنا وأن يسمع رنين جرس المدرسة بداء بيوم دراسي جميل وان تصدح حناجر الطلبة عاليا نعم للعراق وان نتزاور وتتحسن علاقتنا الاجتماعية وأن نخلد للنوم أمنين ولاتسقط هياكل دورنا علينا من جراء العبوات الناسفة والصواريخ العابرة , وان تعلوا كلمة لا اله الا الله فوق كل وصف ومسمى .