لقد قررتُ أن أشكل حزبا جديدا وأخوض به الانتخابات النيابية المقبلة ثم الانتخابات المحلية، ولم أجد أية صعوبة في اختيار اسم لحزبي العتيد الوليد الجديد، وقد تجنبت أن اختار تلك الأسماء البراقة المفعمة بالوطنية في ظاهرها والمعفنة في داخلها. إن اسم حزبي الجديد هو «حزب البصل» يا سادة.. انه حزب يؤمن بكل شيء.. لا تنسوا انه لا يوجد مطبخ عراقي يخلو من البصل، وان غالبية أكلاتنا وأطعمتنا يدخل فيها البصل، أحيانا بشكل رئيسي و أحيانا بشكل جانبي.. ولهذا يجب أن يدخل البصل في العملية السياسية بشكل ما..! ثم إن من يقشر البصل تنزل دموعه، والدموع كما تعرفون يا أحبتي مطلوبة بشدة في واقعنا العراقي، فيجب أن نبكي حينا على مآسي الفقراء الغلابة، وحينا نبكي على أولاد الخايبة من ضحايا الإرهاب أمام شاشات التلفزة.. البكاء مفيد للانتخابات قبل أن يكون مفيدا للصحة. والبصل، لمن لا يعرف، له فوائد سياسية عديدة قبل أن يكون له فوائد صحية، مثلا: عندما احضر اجتماعا رسميا بشكل إجباري ولا يعجبني ما يدور فيه من أحاديث سأتجشأ «جشأة بصلية» تجعل الاجتماع ينتهي بسرعة، أو سيطلب مني رئيس الجلسة المغادرة وهو الممنون. وكذلك، إذا خمطتُ كم مليون دولار من صفقة أو مشروع استثماري ما، فلن تفوح من الموضوع أية رائحة، لان رائحة البصل الحادة والنفاذة ستغطي على كل شيء. وبرغم إن البصل يسبب الغازات، عند تناوله نيئا، فان للأمر فائدة أخرى تتمثل في إطلاق بالونات دعائية تحدث ضجة هائلة بالخطاب الإعلامي لحزبنا وتؤثر في المشهد العراقي. وأخيرا، ولان غالبية القادة السياسيين من جميع الخطوط الأمامية والوسطية والخلفية يحبون «ثرم البصل برؤوسنا» فإنني أتوقع أن ينضوي تحت لواء حزبنا عدد محترم من أولئك القادة الكرام ومن شتى الاتجاهات والانتماءات، وبالتالي سنشكل حزبا عابرا للفواكه والخضروات، اقصد للأطياف كافة، وسيكون الخط البصلي هو السبيل الوحيد لإنقاذ شعبنا مما يمر به من محن، مضى عليها عقود وعقود.
|