قصص قصيرة جداً.. بقلم/ أياد خضير

 

1- (خوف )

في نوبةِ حزن قاسية ، أراد أن يبكي لم تكنْ هناك دموعٌ فقد صلّبها النهار الذي فات دون أن يدريه .. تحسّس بأصابعه عينيه وجد محجرهما من خشب ، مساميرهما رموش جفّت من العطش .. من السهاد ، إرتبك أراد تفسيراً ، إنّها حقيقةٌ ليس لها تفسير ، وضع كفّه على صدره أحسَّ نبضاتِ قلبه رقيقة كالحرير , خاف أن تمزّقها أظافره لا بل أظافر المارين وسهام القادمين .. الليلُ طويل وهو باقٍ وحيداً مدفوناً في ذكرياته ، ذكريات سنين عجاف من عمره مرّت ، الفجر آتٍ خاف أن يحمل عطوراً جديده ، وهو خائف لا يدري ... لماذا ؟ !

 

 

2- ( ردُ فعل )

أمعاؤه تلهثُ خاويةً وجسده مزّقته وخزاتُ مخالبِ الفقر المتلاحقة ،تهاوى على فراشه وهو يئن ، بائساً يرتشفُ كأساً من مرارات الأيام ، كان ليله يمشي في ظلمة العدم ، أرصفة عمره مليئة بالمطبّات ، انزلق من ذاكرته شيء غريب ، نوع من الجنون الذي يؤدي إلى الانتحار ، إلى الموت بأشكاله المتعدّدة فهو ومضة الانتهاء ، تذكّر أنّ أحداً بانتظاره ، تكوّر على نفسه معلناً الاستمرار في الحياة .

 

 

 

3- (الانفجار )

 

ظلَّ يترصّدها أينما اتجهتْ ، تقفُ .. يقفْ ، تتحرّكُ ,, يتحرّكْ ، منبهراً بجمالِها ، مسافراً بين وجهها والحزن ، وجهها يبزغُ قمراً جميلاً ، لو طاوعتني أركضُ كالطفلِ المذعور إليها ، أحتضنها ، أشمّها ، وأبحر بها إلى عالمٍ مجهول... قالها وهو يطقطقُ أصابع كفيه ، يسكرُهُ الحلم وتؤلمُهُ اليقظة ، على حين غرّه انطلقتْ صرخةٌ دوي انفجار مريع ، وقعتْ صريعة مخضبة بالدماء ، ركضَ مسرعاً احتظنها وهمَّ بها لإنقاذها .. لحظات حدثَ الانفجار الثاني ، امتزجتْ اشلاؤهما وتلاشتْ إلى السماء مع حفاوة الملائكةِ بقدومهما .

 

4- (تشابُك الظلال)

..... عندما حملَ ظلّه ، كانت الظلال تحدّق به ، لتفترسَ ما سهى عنه ، لأنّه فريستها المقبلة ، احتضنَ ظلّه ونسيَ أنّه .. يتلاشى في تشابكِ الظلال .