ماذا يفعل عمنا المالكي في الرمادي؟ سؤال ذكي، وذكي جدا ،في لحظة خطيرة يمر بها العراق ، تحدد فيها ملامحه المستقبلية على الصعيد السياسي و السلم الاهلي ، ومن المنطقي سوف ينعكس ذلك على بقية الاوضاع لا سيما الاقتصادي و الاجتماعي منها . البعض يرى ان الرجل يقاتل الارهاب ، والجميع يؤيده وبقوة ، وهو يستطيع ذلك باعتباره القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و وزير الداخلية ولديه القدرة ، بالعامية يعني (كدهه) ولا احد يختلف او يشكك بهذه القدرات للقائد العام للقوات المسلحة بدحر الارهاب . ولكن بالرغم من ذلك البعض يرى العكس ، ودليله على ذلك ان ثمان سنوات كنا نعيش في ظل مطرقة الارهاب ،فهو يصول ويجول على خارطة جغرافية الوطن وعلى اشلاء المواطنين المساكين . بالآمس واليوم تجرأت بعض خفافيش الظلام لتعكر صفو السلم الاهلى للمجتمع العراق..اليوم، وليس غيره، انتبه عمنا المالكي بان الخطر كل الخطر يكمن في الصحراء الغربية ، وينبغي تاديبها وتقيلم اظافرها وكسر انيابها وقلع عيونها ..اليوم وليس غير يوم !! والسوأل لماذا اليوم وليس الامس او قبل عامين مثلا ؟ هنا سندخل في اسباب اختيار التوقيتات ، والاهم افتعال الازمات ! فافتعال الازمات هو فن بحد ذاته ،يحتاج الى من يشي باذن القائد العام للقوات المسلحة من اجل البقاء كقائد عام للقوات المسلحة ، ولفترة ثالثة، ينبغي ان تُفتعل ازمة ،ازمة مزدوجة ومركبة ،ازمة ثنائية او ثلاثية الابعاد والمضامين ! كيف ذلك ؟ بما انا وانت والجميع يكره ويحتقر الارهاب ، فلنبدأها كعنوان الحرب ضد الارهاب في الصحراء الغربية وهذه بطولة حقيقية، ولكن ، مع الاسف ، تحولت الى بطولات وهمية دونكيشوتية حينما تغيرت بوصلة المعركة لمكان اخر انها الرمادي، وهكذا امتطينا صهوة المجد على حصان عجوزا باس خائر القوة ، نضع خوذة مثقوبة ، و نرتدي درعا ورقيا ، و نرفع رمحا مثلوما لنتوجه الى ساحة المعركة ونواجه العدو الوهمي انها طواحين الهواء ليس الا ، ونقول ها هي الشياطين تتحرك بعدة اذرع ، ها هم اعداء العراق وينبغي القضاء عليهم ، صفقوا صفقوا للملاحم . فسبحان الذي غير اتجاه المعركة لمسافة مئات الكيلو مترات تفصل الصحراء الغربية عن مدينة الانبار لتدار ،هنا ، المعركة ؟ ويترك الارهاب ،هناك؟ هناك طفرة ورا ثية قد تظهر عبر مئات السنوات ، واليوم اكتشفنا ايضا ان هناك طفرة مكانية لمئات الكيلو مترات؟ يبدو ان البعض يعيش ويقتات على خلق الازمات ويجعلها نصيحة النصائح للباحث عن بطولة وطنية ولكنها، خاطئة ، وتؤتي بأكولها فتتحول الى بطولة دونكيشوتية، ليظهر، ممن قبلها وعمل بها، امام ناخبيه بانه دونكيشوت الامة، وليجعل البعض الاخر يهرب من العراق حتى وان كان الى الجحيم ، وانا منهم ، بسبب ما آل اليه الوضع التعيس في العراق ولحين ظهور نتائج الانتخابات سنشهد بطولات مابعدها بطولات .. انها الدونكيشوتية بحلتها الجديدة.
|