من الحقائق المتعارف عليها ديمقراطيا أن تجتمع مجموعة من الأحزاب لتشكل في ما بينها ائتلافا تخوض فيه الإنتخابات تحت أسم واحد. أو أن تجتمع الأحزاب الفائزة والتي لم تحصد على الأصوات التي تمكنها من تشكيل حكومه الحزب الواحد مع أحزاب أخرى لتحقق عدد الأصوات اللازمه لتشكيل حكومة ائتلاف كما حدث ذلك سابقا عندما تشكل الإئتلاف الوطني الموحد والتي مكنت رئيس الوزراء الحالي من تشكيل حكومته... كل ذلك مسموح بحدوثه ديمقراطيا سواء كان ذلك قبل أو بعد الإنتخابات. ولأن السياسه ليس إلا لعبه يلعبها من يجيدها وعلى قدر ما يتمتع به من ذكاء وتحت هذا المصطلح "السياسه" فإن هناك الكثير من الطرق اللااخلاقية يمكن ان تسلكها بعض الأحزاب لغرض الفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان حتى لو تطلب ذلك عقد صفقات مصالحة مع شيطان الأمس أو شيطان اليوم طالما هذا الشيطان سوف يرفدها بمقعد هنا أو هناك ليس مُهماً عند ذلك مبادىء الحزب وإستراتيجيات الحزب وادبيات الحزب كل هذه المفردات تسقط أمام هدف واحد هو الحصول على أكبر عدد من الأصوات. كل الطرق مباحة وكل الأساليب مهما بلغت درجة قذارتها مشروعة لتحقيق الهدف المنشود. قد نتوقع من الأحزاب التي تطرح نفسها إنها أحزاب علمانية أن تسلك هذه الاساليب ولكن ان يأتي هذا السلوك من احزاب تتأخذ من الدين غطاءا لها فهذا يمثل قمة التنكر وقمة الإنفصام في نهج هذا الحزب أو ذاك وإن ما يحدث اليوم في الساحة العراقية قبيل الإنتخابات يمثل إلى درجه كبيرة ذلك التنكر والإنفصام في شخصية ومنهجية الأحزاب الإسلامية في العراق. لقد احست الاحزاب الإسلامية في العراق لا بل ايقنت هذه الأحزاب بعد فشلها المركب في قيادة دفة الحكم في العراق وبعد الفساد اللامعقول الذي إتصفت به هذه الأحزاب وبعد سرقات المال العام المكشوفه للشعب العراقي وبعد هذا الكم من فضائح هذه الأحزاب والتي اصبحت مجالا لتندر الشارع العراقي...ايقنت هذه الاحزاب إنها لو خاضت الإنتخابات تحت نفس المسميات السابقه والوجوه الفاسده إن فرصتها في تحقيق فوزا مريحا يكاد يكون معدوما وإن الإعتماد على مرتزقة هذه الأحزاب فقط سوف لا يؤهلها للفوز بالعدد المطلوب من المقاعد... فماذا تفعل هذه الاحزاب التي يطلق عليها إنها أحزاب إسلامية والإسلام منها براء. ولأن الإسلام منها براء فهي لم تجد لها حليفا أفضل من الشيطان ولنرى ماذا أشار الشيطان على هذه الأحزاب الفاسده حتى النخاع: أولا أشار الشيطان على هذه الأحزاب أن تستغفل الناخب العراقي وكيف يتم إستغفال الناخب العراقي يا شيطاننا..سألت الأحزاب إجاب الشيطان...كل حزب إسلامي يتفرع إلى مجموعة من القوائم! بماذا تفكر بالضبط يا إبليس...سألت الأحزاب ما افكر فيه ببساطه أن يخوض كل حزب من الأحزاب الإسلامية بمجموعة ملونه من القوائم..أجاب الشيطان لم نفهم غايتك من هذا يا إبليس...سألت الاحزاب كل حزب منكم يحتفظ بالإسم المشهور فيه عند الشارع وهذا يمثل قائمة الحزب الأولى في الإنتخابات القادمه...أجاب الشيطان، وإستطرد قائلا على أن تضم هذه القائمة كل الوجوه التي إستطعت أنا الشيطان من إغوائها سابقا وأصبحوا مطايا في يدي وهي الوجوه التي عرفها الشارع بإنها وجوه شيطانية وإقتنع بإنهم فاسدين وسراق... ولكن هذه الوجوه سوف لم ينتخبها أحدا...سألت الأحزاب هذه الوجوه هي حصة مرتزقة الحزب يتم توجيههم لإنتخابها...أجاب الشيطان ثم ينزل نفس الحزب بقوائم أخرى وبمسميات بعيده كل البعد عن ما عرف به الحزب في الشارع...إستطرد الشيطان..قائمة أو قائمتين من هذا النوع بوجوه غير معروفه لدى الشارع...أضاف الشيطان. وبعد الإنتخابات تجتمع هذه القوائم تحت خيمة القائمة الأولى...بهذه الطريقة وحدها نكون قد إستغفلنا الناخب وجعلناه ينتخب قائمه يضن إنها مختلفه عن ما سبق ولكنه وقع في فخ الشيطان... ضحك الشيطان وقال أفعلوا ما أشرت به إليكم وإنصرف!!! هنا هز قائد الحزب أو رئيسه أو مُنظُر الحزب وما إلى ذلك من التسميات رأسه وكأنه قد أفاق من غيبوبه مؤقته وهو يردد: سنفعل ما أمرتنا به يا إبليس... واعاد العبارة... سنفعل ما أمرتنا به يا إبليس ما دامت مشورتك تحقق لنا فوزا في الإنتخابات القادمه وبلا إسلامية وبلا بطيخ نريد أن نفوز حتى لو تحولت تسمياتنا من أحزاب إسلاميه إلى أحزاب شيطانية...ردد أخر باللغة الإنكليزية Never mind السؤال هنا لأي درجه إنحدرت هذه الأحزاب بحيث ينزل الحزب الواحد بقوائم متعدده مستغفله بذلك الناخب البسيط وهل سمعتم في كل النظم الديمقراطية إن حزبا واحدا يخوض الإنتخابات بقوائم متعدده إنها بالتأكيد لعبه شيطانية والأحزاب التي تنتهجها ليس إلا أحزاب شيطانية وليست إسلامية وهذا سلوك يمثل أقذر فنون لعب السياسه سوف يتعرض لها الناخب العراقي في الإنتخابات القادمه، يعتقدون إن الناخب العراقي لا يزال البعض منه متأثرا بإطروحاتهم ويراهنون على ذلك...ولكن نقول لهذه الأحزاب التي إتخذت من الشيطان دليلا لها لكي تستمر في نهجها الفاسد إنكم تمكرون والله يمكر وتذكروا إن الله خير الماكرين...
|