هذا ابو الغيرة وذاك ابو الليثين والشعب ابو ال ..


من المخزي ان تعاد ثقافة النظام (الهدامي) , وتفعل اساليب تعاطيه الاعلامي مع الشعب , وتبعث عقليته المتسلطة من جديد , التي حكمت بالحديد والنار على مدى اكثر من ثلاثة عقود عجاف , فهذا فيه استهانة لمشاعر الناس الذين ذاقوا (العلقم) من اضطهاد السلطة وقتذاك , وفيه ترخيص لارواح النجباء الذين قارعوا النظام سواء بالصمت او بالقول او بالفعل . كان اعلام السلطة بتلفزيونه (الشبابي والفضائي) يطالعنا مع كل وجبة غذاء بعنتريات قائد الضرورة , وبطولاته المنقطعة النظير , حتى كفرنا بالجرائد والاذاعات والقنوات التلفزيونية حتى هجرناها , لحين تداعى (الصنم) . اما اليوم فانها الطامة العظمى , فقد عاد اعلام الدولة (الممول من المال العام) – يعني من فلوس الشعب المكلوم- الى تبني ذات الممارسات المسخرة كل الامكانات المالية والفنية والبشرية , لتمجيد حامي الحمى , وتبجيل بطل الامة , وتقديس قائدها الفاتح الساطع اللامع , الذي لولاه لزحف الشعب في اوحال الذل والهوان , انا متيقن ان هذا المغوار(الغيور) لم يطلب من شاعر ان ينظم له قصيدة –كما كان الدكتاتور يفعل , ولم يدعو ملحن الى تلحين كلمات القصيدة , ولم يأمر منشد ان ينشد له انشودة , لكن المعضلة في ديدن (اللقالق) المتملقين , الذين ينعقون مع كل ناعق , ويركبون الموجة تزلفا وتقربا الى السلطان , او طمعا ب (كومة) دنانير او امتيازات تعوضهم عن النقص الحاصل في نفوسهم المريضة , وتسد الثغرات في عقولهم المتفسخة , وترمم التصدعات في افكارهم المتكلسة . نسمع كثيرا عن الغيرة , فتارة تقال الى من يكثر الحرص على افراد اسرته وتحديدا (الام والاخت) , وطورا لمن يتابع واحيانا يشكك بكل تحركات الزوجة , هذا في المنظور الاجتماعي , اما بتفسير علماء والنفس والاجتماع فالغيرة تعني علة نفسية تتوطن في نفس صاحبها , ويعود منشأوها الى ظروف نفسية معينة , وارهاصات طفولية محددة . فهل ياترى الشعب يرزح حاليا تحت وطأة شخص مريض نفسيا , وسلم امره لقائد مضطرب , مثلما صورها لنا ذلك (الاوبريت) المقرف الذي يعرض على القناة شبه الرسمية(الممولة من مال الشعب) مع كل وجبة غذاء ومؤداه : ابو الغيرةةةةة ابو الغيرةةةةة --- مانلكة ابد غيره ---ما نلكة ابد غيرة . واذا افترضنا انه ثمة مدلولات ايجابية لمفهوم (الغيرة) , فانها تعني التفاني في سبيل خدمة الشعب , وصيانة حرياته وكرماته , وضمان عيشه الكريم وتعايشه السلمي , فاين السياسيون اليوم من كل هذا , والتقييم للقارئ الكريم . على (اللقالق) ان تعلم باننا لن نسمح لها بان تستهتر باملنا في التطلع نحو غد مشرق , او تسحق امانينا بكلمات واوصاف جوفاء تحيلنا الى غابر العهود والازمان , ومهما يلم بالعراق الان من مصائب ونوائب غير ان هناك بارقة امل تلوح في افاق العيون المتطلعة الى مستقبل زاهر للاجيال القادمة , فهناك دستور وانتخاب واحرار وابرار , لايرضون بشخصنة الدولة وانتاج اصنام جديدة تشخص في الساحات العامة وعلى شاشات التلفاز , وما الحاكم الى موظف دولة فوضه الشعب لكذا سنة لادارة شؤوونه ورعاية مصالحة على اكمل وجه , ويحاسبه ان زل او انحرف او خطا عبر اوراق الانتخابات , الانقى من نفوسكم والانزه من شخصياتكم والارفع من دناءتكم , يا رفاق المحاباة واصحاب المداهنة واسياد التلون ...