تباً للثورات


ليس عيباً أن يعلن شعباً كان ثورياً سلميته وحبه للحياة , نحن قررنا أن نغير أسلوب حياتنا ونجرب أسلوباً جديداً للحياة وفق مفهوم العيش بسلام وحب وأنسانية  , فلقد جربنا حمل السلاح والثورة والأنقلابات , فلم يتغيير حالنا الا نحو الأسوء  , قتلٌ وتعذيب وسجن و أعتقال و مطاردات وأشتباكات و جرحى و دماء في دماء , ننطلق بالثورة صفاً واحداً في بدءها , ثم ماتلبث النيران تلتهم بعضنا بعضاً فنصبح صفين او ربما ثلاثة وتحرقنا النيران جميعاً , فلم نتجه نحو هدف او غاية  ألا وقد حيكت لنا ألف ألعوبة كي لا نناله , لذا كان لابد من وقفة طويلة , وتأمل ذكي من شعب علمته الصعوبات أن يخترع من معاناته ومأساته سبلاً للعيش , فنظرنا الى مايحدث وقد حدث قريباً او بعيداً عنا , نظرنا الى أنفسنا وكيف بدأنا في الوقوع في الأفخاخ تباعاً , فرمينا السلاح و ودعنا لغة العنف بلا عودة , واستمسكنا بطريق السلام والسياسة والحوار لحل مشاكلنا ,
وهنا لابد أن يعلم الجميع , بأننا لا نريد ربيعاً عراقياً ولا حتى شتاء كُلُ مانريده رغيف خبز و دواء , بلا كرامة وشعارات , بلا ثورات , لانريد شيئاً أبداً , تباً للثورات , تباً للثائرين الأغبياء الذين يضحون بأرواحهم وبأرواحنا نحن الأبرياء لأجل ذوى البدلات السوداء والكروش المنتفخة والمنتفعين وتجار الحروب , لم تعد تنطلي علينا الشعارات الرنانة ولم تعد تهز فينا ولو قليلاً من عواطفنا , فنحن أذكى من أن نكون ألعوبة بايدي الأنتهازيين , أولئك اللذين يتاجرون بقضيتنا وبرقابنا على سبيل مصلحتهم ,
فقد ضمت تربة هذا الوطن الكثير من أحبابنا بلا جرم أو ذنب أقترفوه , فأقسمنا بأن دم الشهداء لن يضيع , وأننا لثائرون لأجله , فلحقنا بهم الكثير أيضاً , فلم يجدي الثار نفعاً فكان لابد من تغيير  , فقد حان وقت العيش لأجل الوطن لا الموت من أجله , وفق أسلوبنا الحياتي الجديد , حان وقت الثأر لشهدائنا بالعيش لأجلهم ,والعمل لأجل أن لايقتل بريئاً أو يظلم مظلوم  , ووفقاً  لما تقتضيه مصلحة الوطن , فمن يعش يقدم للوطن ويخدمه فعلاً أكثر ممن قد مات وهو مازال لم يقدم للوطن ألا القليل ,
نحن الوطن وبدونه لن نعيش , وبدوننا لن يكون , لنعش لأجل الوطن , وتباً للثورات الدموية والحمراء , ولتكن ثوراتنا بيضاء من السلام وبنفسجية بممارسة الديمقراطية و خضراء لثورات زراعية , و صفراء لثورات صناعية , و زرقاء لثورات فكرية ,