أكد المؤرخون أنهم نجحوا في جمع أقدم جدول ضرب في العالم يعتمد على العدّ العشري، كتب على شرائط مصنوعة من الخيزران يبلغ عمرها 23 قرنا. وحصلت جامعة تسينغ هوا في بكين منذ 5 سنوات كهدية على نحو 2500 شريط خيزراني عثر عليها أثناء تنقيبات غير شرعية في المقابر القديمة وبيعت في أسواق هونغ كونغ. وحدد الباحثون من جامعة تسينغ هوا أن هذه الشرائط صنعت عام 305 قبل الميلاد تقريبا أي في حقبة الممالك المتحاربة قبل توحيد الصين. ويبلغ عرض كل شريط 7-12 مليمترا وطوله نصف متر، وكتب عليه سطر عمودي بالخط الصيني القديم. ويعتبر المؤرخون هذه الشرائط الخيزرانية واحدة من أهم اكتشافات حقبة الممالك المتحاربة، واعتقدوا أنها تضمّ 65 نصا قديما. وقال المختص في دراسة الخطوط القديمة لي جون مين إن كل هذه الشرائط كانت مختلطة لأن الخيوط المستخدمة لربطها في وثيقة واحدة تقطّعت منذ زمن بعيد، مشيرا إلى أن بعض الشرائط تلفت واختفت أخرى، الأمر الذي حوّل قراءة هذا النص إلى لغز حقيقي. ووجد العلماء أن 21 شريطا يختلف عن الشرائط الأخرى، إذ كانت عليها أرقام صينية قديمة فقط بدلا من النص، واتضح أنه كتب عليها جدول ضرب قديم. ويضم هذا الجدول في أماكن تقاطع السطور الأفقية مع الأعمدة نتائج ضرب الأعداد الموافقة، ويساعد المستخدم في ضرب الأعداد الصحيحة وأنصافها من 0.5 إلى 99.5. أما الأعداد غير الموجودة في الجدول فمن الممكن ضربها كـ "إضافة". فمثلا من الممكن ضرب 22،5 و35،5 عن طريق تقسيمها إلى أعداد أخرى: (0.5 + 2 + 20) x (0.5 + 5 +30). ويتطلب هذا المثل إجراء 9 عمليات ضرب منفصلة (30x 20، 5 x 20،20x0.5، 30 x 2، وإلى آخره) يقدم الجدول نتيجة كل منها، أما النتيجة النهائية فيمكن الحصول عليها عن طريق جمع النتائج الأولية. ويرى العلماء أن الموظفين الصينيين القدماء استخدموا جدول الضرب هذا لتقدير مساحة الأرض وحجم المحصول والضرائب. وقال الخبير في تاريخ الرياضيات فينغ ليشينغ إن جدول الضرب هذا يمكن استخدامه أيضا لحساب الجذور المربعة، معبرا في الوقت نفسه عن الشك في إلمام الناس بمثل هذه العمليات الرياضية الصعبة آنذاك. يذكر أن أقدم جدول ضرب صيني كان معروفا حتى اليوم يعود إلى أسرة شين الصينية التي حكمت في أعوام 221-208 قبل الميلاد، وتم تسجيله بشكل جمل قصيرة، وكان أصعب بكثير من حيث الاستخدام. وكان سكان بابل يستخدمون منذ حوالي 4 آلاف سنة جدول ضرب خاص يعتمد على العدّ الستيني. أما أوروبا فيعود أقدم جدول ضرب فيها إلى عصر النهضة.