هل هو تشظي للقوائم أم هي قطراتُ الزئبق .!؟


ما أن بدأ عهد النهضة العلمية والتكنولوجيا الصناعية حتى استشرت بين دول العالم المتقدمة حُمىّ التسابق في شتى المجالات سيما المجال العسكري والترسانة الحربية لدواع لا مجال لذكرها الآن ، ليظل الحُلم بإمتلاك صواريخ عابرةً للقّارّات وأخرى حاملة للرؤوس النووية وصواريخ لها القابلية على إختراق قوى الجاذبية والإنطلاق تجاه القمر والمريخ وغيرهما من الكواكب ليصبح هذا الحلم حقيقة ساطعة وإزاء الأمل بالصواريخ العابرة للقّارّات لا زال أهل العراق يُمنون النفس بتكتلٍ سياسي عابرٍ للطائفية المقيتة , والقومية المنغلقة على نفسها فمنذ عقدٍ من الزمن تلا إحتلال العراق وكرس الطائفية ودق أسفينها الأمر الذي يضعنا أما تساؤلٍ محوره مَن جاء بمن ؟
 هل الإحتلال هو من  جاء بالطائفية أم أن الطائفية ُ هي من جاءت بالمُحتل ؟ 
ما يعنينا هنا منذ ذاك الحين وأهلنا في العراق تصبوا قلوبهم وترنو نواظرهم وتخفق أفئدتهم صوب كيانٍ سياسيّ أو تجمعٍ إئتلافي أو تكتلٍ إنتخابيّ عابرٍ للطائفية عسى أن يكون بارقة أمل وبصيص نورٍ يلوح في نهاية النفق الطائفي والإنغلاق القومي الذي جثم فوق صدور العراقيين شيبهم وشُبّانهم ، رجالهم ونساؤهم بل حتى صغارهم .
مع تسارُع عقارب الزمن من موعد الإنتخابات البرلمانية في نيسان (إبريل) القادم التي ستنبثق عنها الحكومة المقبلة ووزراتها بمن سيستوزرها من وزراء ومُدراء عامّين و...فيما مضى كانت هناك ثلاث قوائم انتخابية كبيرة واحدة تَدعّي تمثيلها للُسنة وواقع الحال يُترجم أنها تُمثلُ جيوبها وأرصدتها وعقاراتها على حساب الآلام والآهات والجراح والأنين والأخرى للشيعة والثالثة للأكراد ونقولها بكل وضوح هنيئاً للشعب الكردي بساسته الذين جعلوا الكردي مواطن من الدرجة الممتازة ويكفيهم عزاً أنه ما من إمراءةٍ كرديةٍ أو شاب من شباب الكورد أو شيوخهم يقبع خلف قضبان الزنازين والمعتقلات السرية والعلنية التي تملئ العراق حتى غص بها ، فكرامة المواطن الكردي خط أحمر لا ينبغي لكائن من يكون أن يتجاوزه ، أما الكتل والقوائم الصغيرة المتناثرة هنا وهناك فتذهب أصواتها لصالح القوائم الكبيرة أو أدراج الرياح بسبب إعتماد القانون الإنتخابي آن ذاك الذي يُحتم اجتياز القوائم الفائزة القاسم الإنتخابي الاعتيادي وهو عدد الأصوات مقسماً على عدد الناخبين .
ونظراً لإعتماد نظام سانت ليغو المُعدل في الانتخابات اللاحقة بُغية إنصاف القوائم المتوسطة وعدم ذهاب أصواتها سُدى إن حالفها الحظ ولم تخذلها جماهيرها كون التقسيم سيكون على 1،6 إعتماداً على نتائج القائمة الفائزة الأكبر لذا نرى سرعان ما بدأ التشظي والتشرذم والإنشقاقات في القوائم الكبيرة حتى تجاوز عدد الكتل 277 كتلة ويزيد في محاولة لخداع الرأي العام الذي سئم تلك الأسماء والعناوين ونفرت النفوس من أصحابها حيث ُ كانت السمة الأبرز لساسة العراق الكذب والخداع والتضليل دون أن تندى الجباه من تلك الأفعال والخصال الشائنة ، أما حقيقة الإنقسامات اليوم وقُبيل الإنتخابات المزمع إجراؤها في 30 نيسان 2014م هو ما يعبر عنه علماء الفيزياء بقطرات الزئبق المتناثرة التي ستلتئم لاحقا ً بكل يُسرٍ وسلاسة أي ستعود هذه القوائم الصغيرة إلى الإلتئام مُشكّلّة ً ثلاث قوائم كبيرة كسالف العهد والزمان كما الأمر في الزئبق ليعود الشعب العراقي المنكوب الى ذات الإصطفافات والتخندقات واحدٌ للسُنّة وآخرٌ للشيعة وثالث ٌ للإكراد لتستمر دوامة العنف والإحتراب والإقتتال والتهجيرُ والإغتيال والمفخخات وبتعبير أدق الحربُ الطائفية غير المُعلنة كون ديمومة استمرار إشتعال فتيلها مرهونٌ ببقاء الأحزاب والحكم كما هو عليه الآن وكما يقول صاحبُ المثل : ( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ) وكأنك يا ابو زيد ما غزيت ...
لك الله يا عراق ... ولكم الله يا شعب العراق
اللهم هيئ للعراق من يأخذ بيده الى بر الأمان