الحل يكمن في مسارين لا ثالث لهما


اعتقد ان الحل يكمن في مسارين لا ثالث لهما :
1.
بدون الحديث عن صفقة سياسية متكاملة تُشعر جميع المكونات بالمشاركة والتمثيل المقنع بالسلطة ، وتعديلات جوهرية على الدستور النافذ ، وجلوس الأطراف الفاعلة للإتفاق على العيش المشترك إختيارياً ومحاولة فك ملابسات هوية [العراقي] وبلورتها وفقاً لذلك الإتفاق ، وصياغة نظام سياسي يراعي الحساسيات والعقد المتوارثة ومنح المزيد من السلطات الفدرالية للمحافظات بشكل كبير ، عدا ذلك فإن كل ما جرى ويجري منذ 1921 وحتى اليوم هو دوران في حلقة مفرغة لن تؤدي إلا لموت المزيد من الفقراء وترمل النساء وزيادة جيوش الأيتام ، والمزيد من الكراهية والأحقاد والتطرف والتشظي ، فالحلول العسكرية مهما امتلكت من قوة وسطوة فإنها تبقى حلولاً وقتية تحتوي في داخلها على انهيار كامن ومستتر بعد زمن قصير .
2.
التقسيم وفك الإشتباك بشكل نهائي من أجل عدم الإستمرار في اراقة المزيد من الدماء وضياع المئات من المليارات وسط صراع طائفي محموم على السلطة وعلى الأموال والمكاسب وزج البلاد في صراع المحاور الإقليمية وحروبها الطائفية والمخابراتية، ولو كنت طرفاً فاعلاً وأملك القرار لعملت أولاً على تحقيق البند أولاً بكل ما اوتيت من قوة مع علمي بأن [السنة] لن يقبلوا بأقل من الحصول على السلطة وامتيازاتها بما يشبه قبل 2003 وان [الشيعة ] لن يقبلوا بالتنازل عن مكتسبات ما بعد 2003 ، والحال ينطبق على الكرد ايضاً .
وفي استحالة تحقق البند أولاً فسأقوم بعملية انسحاب أحادي الجانب ومهما كانت الظروف ، ربما التقسيم هو معركة ايضاً ستسيل فيها الدماء ايضاً ، لكن معركة واحدة سريعة وفاصلة تستمر لأشهر أو لسنوات قليلة أفضل من معركة بطيئة مستمرة منذ أكثر من 100 عام راح ضحيتها الملايين من المنفيين والضحايا والمحرومين والمدفونين قهراً في مقابر سرية تملأ البلاد .