داعش ..تعدد الابطال و الضحيه واحده


يبدو ان مسلسل داعش مستمر في عرض حلقاته المتواصله على الشعب العراقي الذي يلعب فيه دورين هما الضحيه و المتفرج اما الابطال فهم متنوعين بتنوع مشاهد الروايه فهم تاره يظهرون همجاً رعاع لا يفهمون شيئا سوى القتل و سفك الدماء و اخرى يبدون في غاية الاناقه و الرقي و لكنهم في النهايه ممثلين لهم اجرهم الذي يتقاضونه مهما كانت النتيجه النجاح او الفشل فهم ان نجحوا فلهم الشكر و التقدير و ان فشلوا ايضا لهم الشكر و التقدير لمحاولاتهم الساعيه للنجاح و في النهايه لكل مجتهدا نصيب بصرف النظر عن الامر الذي اجتهد فيه .

لم تمضي ايام على بدء العمليات العسكريه ضد ما يسمى داعش التي تأخرت كثيرا حتى اصبح لداعش بيوتً و عوائل و شركات و غيرها من الامور التي تفاجئنا بوجودها بعد ان تم الاعلان عنها و كأنها كانت مدبره بليل و لكن هذا النوع الاول من داعش او بالاحرى النوع المعلن عنه و الذي وقف ضده الشعب اولا ثم الحكومه و اجهزتها الامنيه بعد ان بلغ السيل الزبي و امتلئت الشوارع بالجثث و البيوت بالايتام و الارامل و الثكالى و ان كان هناك شك في حسن نوايا القائمين على القرار السياسي و العسكري و خصوصا من حيث توقيت العمليات و التوجيه الاجتماعي لها الذي كان له اغراض تبتعد كثيرا عن الهدف المعلن و لكن الجميع اقنع نفسه بها مرغما كان ام راض عنها خصوصا و ان الملل يبدو واضحا في وجوه العراقيين بعد سني الفقر و الحرمان التي عاشوا في ضلها بعد عام 2003.

اما النوع الثاني لداعش و هو الاخطر و الذي يتمتع ابطاله بالحصانه و الامتيازات و الرفاهيه و ما الى ذلك من الامور التي يحلم بها اي مواطن او ما تيسر منها على اقل تقدير ان ابطال هذا النوع هم ممثلي الشعب اللذين اقسموا على تحقيق احلامه و امانيه ابان الحملات الانتخابيه السابقه و التي ستبدأ بعد اقل من شهرين الا ان الامر لم يكن كذلك ابدا فهم حققوا اماني و رغباتهم الشخصيه بل تمادوا في ذلك الى الحد الذي لم يعد يصدق و الشواهد على ذلك كثيره ابتداءاً من صفقات السلاح و غرق المدن و مشاريع الكهرباء و مشاريع تنمية الاقاليم و رواتب المتقاعدين وصولا الى ابشع الجرائم بحق الانسانيه الا و هي جريمة البسكويت المغشوش الذي اثير قبل ايام و الذي كانت وزارة التربيه صاحبة البطوله المطلقه فيه وزارة التربيه التي تعتبر صاحبة امانه انسانيه قبل ان تكون صاحبة امانه دستوريه هذه الوزاره المسؤوله عن الاجيال القادمه التي تبنى عليها الامال لجيل واعد قادر على العمل من اجل عراق قوي مزدهر بأبنائه علما ان هذه الوزاره لم تجعل من العراق خاليا من المدارس الطينيه و هو ما يضاف الى منجزاتها الوطنيه.

ان ما يثير الدهشه و الاستغراب ليس الجريمه بل الصمت الرهيب الذي يعم المؤسسه الحكوميه بأكملها و هنا قد يكون الجواب ان الحكومه مشغوله بمحاربة الارهاب ! و لكن هل هذه الجريمه لا تمت للارهاب بصله ام انها الارهاب بعينه؟ و الادهى من ذلك هو صمت البرلمان الذي يقع على عاتقه مراقبة السلطه التنفيذيه فلم نرى اي لجنه للتحقيق في هذا الامر سواء من الحكومه او البرلمان حتى و ان كانت اسقاط واجب ولكن على الاقل ليكن للحكومه موقف و البرلمان كذلك فهذه الجريمه تعد خيانه عظمى بحق الشعب العراقي و بحق جيل بأكمله و لا يمكن السكوت عليها بداعي محاربة الارهاب او بداعي الحفاظ على العمليه السياسيه فلمن ستبقى العمليه السياسيه اذا كان جيل بأكمله معرض للموت البطئ من اجل الدولار و اي ضمير يملكه القائمين على الوزاره و هم لم يرحموا الاطفال و هكذا نجد ان لداعش ابطال و ممثلين بارعين في القيام بواجبهم على اكمل وجه و ان لها ضحيه واحده و هي الشعب العراقي.