نحو تصحيح المفاهيم..الأمثال المغرضة.. الحلقة الاولى


 كثير من الأحيان يستخدم البعض ألفاظا أو مفاهيم هي غير صحيحة ، أو قد يصل الأمر بها إلى الانحراف تارة في العقائد وأخرى في الفكر ومرة بالأعراف . والأمثال تستعمل لإيضاح المعنى أو لتقريبه للذهن كي يسهل فهمه ، هذا واضح جدا في القران الكريم {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }البقرة17. {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }البقرة171. {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261. {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59. وهذا الأسلوب في البيان في اللغة العربية قائم ولا مشكلة فيه ، إلا إن المشكلة تكمن في بعض الأمثال التي درجت بين المجتمع وهي مخالفة للمبادئ الثابتة في الإسلام . لا بد أن نشخص بعض الأمثال التي شاعت بين الناس وملاحظة المصدر التي انطلقت منه والغاية التي أطلق لأجله المثل ، وهل أنها صالحة للنقل في المجالس العامة او اثناء المحادثة . وسنأخذ بعض الأمثال الشعبية الدارجة كعينة وليس حصرها في هذه الاسطر . المثل الأول : (ساعة لربك وساعة لقلبك ) هذا المثل يطلق عادةً لانتقاد الإنسان الملتزم . فالبعض يرى إن الالتزام الديني الصارم ليس صحيحا وإنما لابد أن تدع لنفسك شيئا من المتعة والفرح ، طبعا لا يقصدون بها المتعة المباحة والفرح المباح . قد يريد مطلق هذا المثل أن يخلو الإنسان في بعض الأوقات لنزواته الحيوانية ويكون لعبةً بيد الشياطين والأبالسة ، في حين نسمع أمير المؤمنين (ع) وهو يربي الناس على أن ( أن تجعل أوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي وأورادي كلها وردا واحدا وحالي في خدمتك سرمدا )(1). فنسمعه يقول الليل والنهار ويريد به الاستغراق في الحب الإلهي والخدمة تكون سرمدية تعني الباقية الأبدية . قد يقول البعض كيف يمكن للإنسان أن يحمل هذه الصفات مع كثرة المشاغل الدنيوية التي لا بد منها ؟ قلنا صحيح إن الدنيا تحتاج إلى بعض الاهتمام لكن لا نجعل الدنيا همنا الوحيد ( اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ) وسميت الدنيا بهذا الاسم من الدنو والضعة . فيمكن أن نجعل الدنيا والحال كذلك ممرا ومزرعة ليحصد المحصول في الآخرة . (واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )(1). بهذا المعنى يكون الإنسان قد عمل لدنياه ولكن بنية تختلف عن طلاب الدنيا الذين جعلوا الدنيا اكبر همهم . ويمكن الاقتداء برسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع) فأنهم كانوا يعملون ويتزوجون ، وان من لوازم هذا الوجود هو العمل والزواج وغيرها . ورد عن عبد الأعلى مولى آل سام قال (استقبلت أبا عبد الله (ع) في بعض طرق المدينة في يوم صايف شديد الحر فقلت : جعلت فداك حالك عند الله عز وجل وقرابتك من رسول الله (ص) وأنت تجهد لنفسك في مثل هذا اليوم ؟ فقال يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق لاستغني عن مثلك)(2). وعن الإمام الصادق انه قال ( ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه)(3). ويمكن للإنسان أن يجعل أوقاته بالليل والنهار بذكر الله معمورة ، إذا جعل كل أفعاله وتروكه قربة إلى الله تعالى . ويمكن أن نفهم بمستوى من المستويات قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 حسب ما ذهب إليه اغلب المفسرون بان العبادة هي المعرفة . فالعبادة ليس كثرة الصلاة والصوم وحسب بل هناك طرق متعددة للعبادة ، منها التفكر في خلق الله ، وحسن الخلق ، ومعرفة أهل البيت (ع) وولايتهم ، وكما قال أمير المؤمنين (ع) (رحم الله امرئ عرف من أين والى أين وفي أين )(1). ويعلق السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) في كتاب فقه الأخلاق ،( على أن المطلوب ليس كثرة العبادة ( الصلاة ) لأنها عندما تصل إلى حد معين فانك تبدأ بالملل وهذا الملل يحبط الصلاة ، فهناك طرق متعددة للعبادة بالإضافة إلى الصلاة )(2). ورد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن الرضا (ع) يقول: (ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم ، إنما العبادة التفكر في أمر الله غز وجل)(3). وقد يريد صاحب المثل أن يداري فعلا من أفعاله لأنه متذبذب فيجعل هذا المثل ذريعةً له ولتصرفاته المشينة .وهذا هو الغلط بعينه . عندما يُسأل لماذا تفعل هذا الفعل غير اللائق بالإنسان المحسوب على المتدينين ؟ فلا يجد له مخرجا غير المثل القائل ( ساعة لربك وساعة لقلبك ) . كما عبر عن هذه الحالة القران الكريم {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }البقرة14. فانه النفاق بعينه . فلا بد من الانتباه إلى هذه الشبكة التي يحوكها الشيطان ، فانه يسلك كل الطرق ويستخدم كل الوسائل لإيقاع بني ادم في الهاوية وبعدها يعلن البراءة منهم {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال48. {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }الحشر16. وهناك الكثير ممن يعول على الأمثال وجعلها في خانة الكلام المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . صحيح إن الأمثال تنفع في بعض الأحيان لتقريب المعنى المراد توضيحه حتى إن القران استخدم الأمثال في كثير من الموارد مثل قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5. لكن في المورد الصحيح وان لا يكون في هذا المثل الذي نطلقه محذور أخلاقي أو عقائدي أو أي شئ آخر . وهذا المثل الذي بين أيدينا دعوة صريحة للشرك بالله سبحانه وتعالى .وهي جعل القلب أو الهوى شريكا للباري عز وجل ، فعندما يقول ساعة لربك وساعة لقلبك فان الساعة التي يخلوا فيها إلى نفسه بحسب فهمه بأنه خرج عن ولاية الله ، لكن واقعا هو تحت ولاية الله سبحانه . {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43. هذه الآية المباركة تقرر هذا المعنى ، وقال أصحاب التفاسير وعلم الأخلاق ، هذا هو الشرك الخفي ، صحيح إن هذا النوع من الشرك لا يخرج فاعله من ملة الإسلام ولا يحكم عليه بالنجاسة كالمشركين بالشرك الجلي كعبة النجوم وبعض الحيوانات أو النور والظلمة . لكن إذا كان بهذا المضمون فإنها دعوة صريحة للإشراك بالخالق وتحديدا بالعبودية . والسؤال هنا هل يتوب الإنسان بعد القول بهذا المثل ويستغفر الله ؟ أم انه لا يعلم بأنه من أقسام الشرك ؟ إن مثل هذه الأمثال لا ريب ولا شبهة بان الذي ابتدعه شيطان بعينه حتى يغوي به بعض الناس {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }الحجر40. المثل الثاني : (موسى بدينه وعيسى بدينه) نحن قلنا نختار عن كل موضوع مثل واحد وهو بدوره يعبر عن الأمثال الباقية التي تطابقه ، فعلى سبيل المثال هناك أمثال تتشابه في معناها ( كل لشة تعلق من ساقها ) . وتوخيا للاختصار والموضوعية نكتفي بواحد ونجعله العينة التي توضع تحت المكبر حتى يتسنى لنا النظر إليها بوضوح . يريد صاحب المثل أو قل من يطلقه التبرء والتخلي والتنصل عن مسؤولية ما ، قد تكون أمر بمعروف أو نهي عن منكر . أو قد يراد منه السير أو التعايش مع أشخاص سيئين غير مرغوب بهم في المجتمع الإيماني ، ومع ذلك يسايرهم ويعايشهم بذريعة هذا المثل . لو نظرنا بعين المتفحص إلى المثل عندما يقول موسى بدينه وعيسى بدينه فانه يضم تحت طياته محذور عقائدي مفاده : بان رسالة النبي عيسى (ع) لم تنسخ الرسالة التي كانت قبلها وهي رسالة النبي موسى (ع) ، مع إن الثابت عقائديا عندنا إن موسى وعيسى (ع) من أنبياء أولي العزم ورسالاتهم جاءت عامة للناس في وقتهم طبعا ، والمثل يقول عكس ما نعتقد . ومضمون هذا المثل يتماشى كثيرا مع الفهم الذي يتبناه اليهود لأنهم بقوا على توراتهم المحرفة ، ولم يتبعوا عيسى (ع) عندما بعثه الله تعالى ، فهذا المثل يخدمهم كثيرا ويلاءم طرحهم . ويمكن أن ينقل هذا الفهم إلى قضية أخرى ومحذور آخر : وهو إن دين الإسلام والقران هو خاتم الأديان والكتب والرسول الأعظم محمد(ص) هو خاتم الأنبياء ، وقضية ختم الرسالات لا فائدة منها ، لان المثل يقول كلٌ عليه بدينه ، أنا مسلم لا علاقة لي بالنصراني وكذلك لا علاقة لي باليهودي . وهذا خلاف الأحكام والتعاليم التي جاء بها خاتم الأنبياء محمد (ص) ، لأنه في بداية رسالته بعث إلى كسرى كبير الفرس والمقوقس عظيم الأقباط وهرقل عظيم الروم ، فلماذا لم يقل هذا المثل أو يطبق مضمونه ؟ وإذا سرنا حسب مفهوم هذا المثل فان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سوف لن تكون لها وجود ، فضلا عن أنها شرعت عبثا حاشاه سبحانه عن ذلك . ويمكن أن يقودنا هذا الفهم إلى مسألة أخرى ، يريد صاحب المثل تعطيل الأمر بالمعروف ، وإذا حصل المراد فان البداء يتعطل أيضا ، إذا فهمنا البداء صفة رحمة . فقد ورد عن الأئمة (ع) ( لو علم الناس ما في البداء ما أبطلوا الكلام فيه )(1). وكذلك ورد ( ما عبد الله بشئ كما في البداء )(1). والبداء بفهمه الصحيح اكبر رحمة وسعت البشر ولولاه لبقي الذي ارتكب ذنبا مذنبا طول عمره ، ولا فائدة من توبته ، والتوبة تحصل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة الحسنة وإرشاد المسيء وهداية الضال ، كل هذه المفاهيم لا تتماشى مع ما يعطينا إياه هذا المثل من معنى . قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6. وتعني الاحتراز من كل عمل يحاسب عليه سواء عمل أو عقيدة ، وليس الاحتراز على المستوى الفردي وإنما لأهلك أيضا ، وهذا خلاف مراد المثل . وقوله تعالى {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }الشعراء214. فان الله يأمر النبي بإنذار عشيرته وأهله في مدينته ، وإذا فهمنا الآية بالمعنى العام فان كل إنسان تتوفر فيه شرائط الإنذار أن ينذر قومه أو عائلته أو أصدقاءه ، وإلا فان ذلك يكون خلافا لما يريده الله سبحانه وتعالى من العبد المطيع . خطب السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) خطبته الأخيرة في مسجد الكوفة المعظم وجاء فيها ( هناك يقولون لهم إني أرسلت إليكم السيد محمد الصدر ليقرع أسماعكم فلم ترعووا ولم تهتدوا ) وبهذه الكلمات أتم ما عليه من رسالة للناس . فقد أوصل صوته والنداء الإلهي إلى كل فئات المجتمع ولم يستثن رئيسا ولا وزيرا ولا عاملا ولا نصرانيا ولا غجريا ، أوصل الخطاب للكل ، وبهذا تكون الحجة تمت عليهم أمام الله عز وجل يوم الجزاء حسب قوله تعالى {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ.قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ.وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ.فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ }الملك11. هذه الآيات المباركة تقريرا لقوله (قد) ، لان إلقاء الأفواج في النار مستمر فلكل فوج ( لا بد على الله من باب قاعدة اللطف الإلهي أن يبعث إليهم نذير ) . ولا نقصد بالضرورة أن يكون النذير قد جاء برسالة جديدة أو دين جديد ، وإنما لينذر الناس وينبههم من غفلتهم ونومتهم ولا احد يختلف معي بان هناك من يسمى مجددا لبعض العلوم سواء الفقه أو الفلسفة أو الأصول ، ولا اعتقد هناك من ينكر إن الذي بعث الحركة في جسد الإسلام في العراق في أواسط التسعينات هو السيد الصدر الثاني (قد) واحدث هذا الانقلاب الذي افزع الكل . ولعل هناك من يرد في ذهنه إشكال وهو كيف يكون السيد هو من يلزمنا الحجة غدا أو هناك ، ونحن نعيش تحت خيمة الإمام المهدي الغائب ؟ قلنا ، إن المجتهد الجامع للشرائط هو الذي يكون حجة على الناس بجعل الإمام المهدي نفسه في قوله (هم حجتي عليكم وأنا حجة الله ) . ومن هنا يكون الحجة علينا هو المجتهد الجامع للشرائط ، الذي يرجع إليه إذا حصلت زيادة في الدين أو نقصان ، ويمكن جعل المجتهد علة وسطية بين الإمام وبين الناس لإيصال الإنذار وخير دليل على ذلك رسالة الإمام المهدي (ع) للشيخ المفيد (قد) وما فيها من توصيات لقواعده الشعبية . وإذا كان المجتهد علة وسطية يمكن نسبة الإنذار إليه كما تصح النسبة إلى الإمام المهدي (ع) وهذا هو المطلوب . والنتيجة فان هذا المثل غير لائق بكل مستوياته ومن الأولى تركه ورده على مخترعيه