كي لا نبكي ندماً

قال المعلق انقل لكم هذا الحدث من وسط الانغام ، لا اعرف لماذا انقلبت الكلمة في راسي وقلت الاغنام، ربما لاني مشغولا حقا بمن يريد لنا ان نصبح اغنام ، لا يكلفه سوقنا الا كلبين وعصى وبعض الاخشاب سياج او حدود وطن، وهكذا ان تعب ، تركض الكلاب للملمة الغنم ، وان اراد سوقها رفع العصى او اي شيء اخر يشبه العصا، مثل الاقوال التي لا تقبل الترجمة او الرد او النقاش والتي ارادو منها ان تكون عصى مرفوعة على الرؤس.
نحن بشر لنا حق ان نحيا في وطن ، وكي نحيا في هذا الوطن معا علينا ان نحفظ حق بعضنا البعض، ليس شعارات ، وليست اغان وليس مجالس والشعراء يصدحون بخطبهم ، كلا .. حقوقنا تبدأ حين لا يحشر جاري انفه بما اقوم به انا في حياتي اليومية وما اريده لمستقبلي، حقوقنا ان لا يتعامل الموظف وكانه هو من خلقني وبالتالي عليٌ الجلوس على ركبتي لتقديم الولاء له، حقوقنا حين يفهم الوزير والنائب ان منصبه تكليف وليس تشريف، انه عرض افكارا واراء وعليها اختاره ابناء منطقته، اختيــــاره لا يعني انه فطحل او نبوغه عابر للقارات ، وان انتخابه لا يعني انه حين يلملم اوراقه ويسلم مفاتيح سيارته والبيت والمكتب وما له علاقة بالمال العام ، بان الدولة ستنهار والشعب سيركض يستجدي الخبزة على اسوار الصين العظيمة!! لكن من يرفضون هذه الانغام يريدون تحويلنا بحق لاغنام .
هذا الامر يقودني للتساؤل في ظل هذه الازمة المتصاعدة طائفيا وقوميا ، لمصلحة من ؟ ولحساب من تصب فوائدها؟ ولماذا نحن ابناء الشعب الذين لا يملكون مصفحات ولا املاك مستولى عليها ولا اختام ليلية، نتحمل كل هذه الوساخات التي تقذف على رؤسنا يوميا برقصة الثيران السياسية في العراق ؟؟ اليس هناك من عاقل يقول لهم خذوا ما تريدون من المال !! وارحلوا؟؟ ارحلوا لمن وظفكم !
في احد بلدان ” الكفر” كما يعجب البعض!! تسميتها ، وقفت بائعة للهوى على شاشات التلفزة لتعلن استقالتها من ممارسة مهنتها!! هل تعرفون لماذا ياسادة ومثقين واعلاميين، ياوزراء ونواب العراق ، يا من تقلدون بعضكم البعض دروع العزة والشرف والدين والوطنية والمنحة المالية!! انها قالت بالحرف الواحد ” ان معاملة الزبائن العنيفة وزيادة الضرائب على عملنا هي التي تدفعني لترك مهنتي”!!! 
ساترك التعليق لكم عن اعمالكم.
ليس هناك كما تفتروا علينا به من خلافات متفجرة بين ابناء العراق ، ويجب ان لا تكون هذه الامراض، ان وجد اساس لبناء الدولة يعتمد حق المواطن ويكفله ، ان كفلنا حق المواطنة سيكون بالتاكيد فرص العمل متوافرة لمن هو مؤهل والمناصب لمن يختاره الشعب بغض النظر عن تبعية هذا الشخص لهذا الدين او تلك الطائفة او ذاك الفرع او هذا الحزب، وسيكون هناك انتماء واعتزاز بهذا الوطن، وهذا هو حجر الاساس.
ان الحملات العشوائية من التصريحات والاتهامات التي لا تكاد تخمد ضد كتلة ما حتى تبدا ضد كتلة اخرى ماهي الاعملية بداية للبوح العلني لما يختلج بقلوب وعقول هؤلاء الساسة لتحقيق ما كلفوا به من رعاتهم الا وهو تثبيت الحدود لتقسيم الشعب على اساس ديني والتي وضعت منذ مؤتمر صلاح الدين في التسعينات وتوجتها سنوات الاقتتال في 2005 وما بعدها، متناسين ان فعلهم هذا سيدخلهم وبامتياز ودون اي مراجعة الى دائرة الطابور الخامس .
ان الازمة حقيقة عميقة بجذورها والتي وصلت الى اقلام علمانية بالمطالبة ايضا بالتوريث لمواقع في الدولة ، وكان لسان حالهم يكشف دون ان يدركوا ان هذا يتناغم مع ما يريده اولياء النعمة وما حققوه حتى الان من ربيعهم العربي الا وهو طغيان القوى المتعصبة الرجعية والتي ستعيد هذه البلدان للعصور المظلمة، لتزيد من الممسوخ مسخا والمهتريء اهتراء والكذب كذبا والنفاق نفاقاً وتمد بالتالي بساط الكذب واخواته طريقا كقيم تعبد الطريق لا نقراضنا كشعوب لنا دول الان ونعتز بما ورثناه من حضارة.
ان العراق الدولة والشعب والتاريخ مهدد اليوم اكثر من اي يوم مضى، وهذا يفرض ليس على هذا او ذاك من الاحزاب او التيارات بل على المواطن العراقي اولا واخيرا، والذي يؤمن باننا يجب ان نعيش جميعا دون اي تمييز بوطن واحد بحقوق متساوية وواجبات تفرضها علينا تلك المعيشة والحقوق ، عليه العمل اليوم لاتخاذ خطوة للامام من اجل مكافحة هذه المشاريع التي حيكت ومازالت ، ان خطوتنا الاولى هي فضح هذه المشاريع ، فضح رموزها المتسترة بالطوائف والشوفينية القومية والمافيات السياسية الاخرى كخطوة لولادة تيار فكري وحركة سياسية من صلب الشارع العراقي تدفع وكخطوة ثانية لتنظيم هذه الطاقات على اساس تلك الارضية ، والتي دونها لا يمكن لقوة سياسية ان تتقدم خطوة واحدة على طريق الحفاظ على شعبنا وبلدنا ، علينا العمل والخطوة الاولى هي فضح جميع المافيات السياسية والطابور الخامس، الذي يمص بدماء الشعب وثرواته ومستقبله كخطوة اولى وكاضعف الايمان لان الصمت على ما يحصل سيدفع ثمنه الجميع.. الجميع دون استثناء.