ازمة انتخابات ام ازمة ثقة ؟! |
لم يتبقى سوى شهرين على الانتخابات البرلمانيه التي ستكون واحده من المعارك الضروس بين الكتل السياسيه التي تعتبرها فاصله في تأريخيها السياسي بمعنى نكون او لا نكون و في الوقت نفسه ستكون معيارا لا يقبل النقاش عن مدى رغبة الشعب في التغيير بعد عقدٍ من الاهمال و المعاناة و وضعه كطرفا في صراع لم يكن له فيه دور سوى التصفيه و اعتباره وسيلة ظغط لتمرير قوانين تخدم من تقدم بأقتراحها و عن مدى فهمه ان الكتل تبحث عن مصالح خاصه و ليست عامه و ان ما تتخذه الكتل من وسائل للتقرب اليه هي في النهايه شعارات مؤقته و زائفه يراد بها تغرير المواطن لانتخاب كتله او حزب سياسي معين و لاشك ان الوسائل الدينيه هي افضل الوسائل و المجربه و ربما يكون لها تأثير في هذه الانتخابات ايضا و لكن يبقى الامل في صحوه حقيقيه للشعب و يعرف ان حقه اصبح سلعه يباع و يشترى بين السياسيين و احزابهم.
في ضل الفتره القصيره لبدأ الانتخابات المصيريه كما اشرنا لها نجد ان عدة سيناريوهات وضعت لها و بالطبع لكل طرف رغبته في تنفيذ السياناريو الذي يأمن مصالحه و يحافظ على امتيازاته و يسعى بقوه الى تنفيذه و وضع الوسائل اللازمة لانجاحه سواء بالمال او القوه او الحصول على الدعم الاقليمي و لذلك نلاحظ ان هناك من يرغب في تأجيل الانتخابات و اخر لا يرى ضروره لذلك خصوصا و انه يرى ان الوضع افضل و بألامكان اقامتها مع سلامة نتائجها التي ستفضي الى حكومه جديده يتطلع الشعب الى اعمالها منذ اللحظه املا منه في ان تحقق ما فشلت فيه الحكومه السابقه التي هي نفسها (الحكومه)سببا في هذا الجدل حول الانتخبات القادمه و الذي يعتقد ان قرارها في اجراء الانتخبات في موعدها لا يتعدى كونه قرار اعلامي اكثر منه واقعي خصوصا في ضل الظروف التي يمر فيها العراق و العمليات العسكريه في بعض محافظاته.
ان استمرار العمليات العسكريه حتى اليوم يضع العديد من التساؤلات ابرزها كيف يمكن اجراء الانتخابات في هذه المحافظات (محافظات غرب العراق او المنتفضهكما باتت تعرف) في ظل توتر الوضع هناك و هو ما يجعل الانتخابات في هذه المحافظات ليس صعبا بل مستحيلا في ظل الغضب الشعبي بعد عمليات رفع خيم المعتصمين بصرف النظر عن شرعية المطالب ام لا فهي بحثاً اخر و ايضا نجد ان الغضب لا يشمل السياسيين او النواب ممثلي هذه المحافظات سواء في البرمان او الحكومه بل هو اليوم ناقم على الجميع بمن فيهم الحكومه المحليه هناك و من غير الممكن تأجيل انتخبات بعض المحافظات و اجرائها في البعض الاخر فهذا امرا غير معقول و غير مقبول ايضا بل ربما يزيد الازمة ازمات خصوصا و ان هذه المحافظات لها ثقلها الجماهيري و تأثيرها الكبير في النتائج و ان استبعادها سيؤدي الى سماع جهه معينه دون الاخرى و بالتالي ستكون انتخابات غير دستوريه و لن يقبل بها احد و سيشكك الجميع في نزاهتها.
ان الازمه حول الانتخابات هي في الوقت نفسه ازمة ثقه بين الاطراف السياسيه او الشركاء في العمليه السياسيه كما هو معروف فبعضهم يخشى اجراء انتخابات برلمانيه في هذا الوقت بالذات كونها ستكون محسومه لطرف يعتبره جمهوره منتصرا في الحرب على الارهاب و بالتالي سيكون الفائز هو من تلاعب بمشاعر الجماهير و ما هذه الحرب على الارهاب الا دعايه انتخابيه و لذلك نرى اصرار الائتلاف الوطني على اجراء الانتخبابات في موعدها كون جمهورهم اليوم راضٍ عنهم و عن ما قدموه في هذا الوقت دون النظر الى ما قدموه في السنوات الماضيه خصوصا و ان هذا الائتلاف هو الحاكم في العراق في حين نجد فيه ان شركائهم من الاحزاب و التحالفات السنيه في مأزق حقيقي و سخط شعبي تجاههم بعد سكوتهم عن ما يجري في محافظاتهم بحجة الارهاب و بالتالي نجد اليوم ان من يدعو لعدم تأجيل الانتخابات يرى فرصته التأريخيه في الفوز العظيم في حين يجد الطرف الداعي للتأجيل فرصته لحفظ مكانه على الاقل أي ان الازمه هي ازمة الثقه فيما بين الشركاء و ان تأجيل او عد متأجيلها هو في الاصل محاوله لحفظ للمصالح الحزبيه و ليست حفاظا على دماء الشعب او حرصا على وحدته و معرفته رأيه كونه سيد الموقف في العمليه الانتخابيه.
|